لقد ضربت السيدة خديجة، رضى الله عنها، أروع مثال لما تستطيع الزوجة المؤمنة أن تلعبه من دور كبير فى نجاح زوجها، وثباته واستمراره فى هدفه، عندما وقفت بجانب النبى صلى الله عليه وسلم، عندما كذبه قومه وعادوه، فالزوجة الصالحة المؤمنة تذلل كثيرًا من الصعاب لزوجها إذا شاركته فى همومه وآلامه، وبذلك تخفف عنه عبء هذه الهموم، وتبث فى نفسه الاستمرار والثبات. والحياة بين الزوجين لا تقوم إلا على السكن والمودة والرحمة وحسن المعاشرة، حتى لو كره أحدهما الآخر فليصبر ويحتمل ويحاول معالجة أسباب الكراهية، قال الله تعالي: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” (النساء - 19). وعلى الجانب الآخر حرم الله على الزوج أن يؤذى زوجته بمنع بعض حقوقها، حتى يضر بها وتتنازل عن حقوقها الشرعية مقابل الطلاق، قال الله تعالي: “لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ” النساء 19. وتحتل قضايا المرأة أهمية كبيرة فى الإسلام فهى كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: “النساء شقائق الرجال”، وهو ما يدل على أنه يجب أن يكون هناك تكامل بينهما حتى ينتج مجتمع سليم. وحث الله تعالى الأزواجَ على الشفقة والحنان، وأوجب على كلا الزوجين التعامل بالمودة والرحمة، والتفانى فى الإخلاص والمحبة، ونهى عن الشقاق، كيف لا، وهما شركاء البأساء والنعماء، والضراء والسراء، فمن جعل الحياة الزوجية اضطرابًا وعداوة بدل المودة، فقد حرم نفسه من نعمتها. دار الإفتاء