الصمت يقيك آفات اللسان، ويتكلم أهل الله على آفات اللسان: منها الكذب، والكذب على أنواع : منها ما هو في حديث الناس، ومنها ما هو على سيدنا رسول الله وهذا كبيرة من الكبائر وعظيمة من العظائم وبلية ومصيبة من المصائب، يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: مَنْ كذب عَلَيَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار”. ومن آفات اللسان الغيبة والنميمة، وهناك غيبة ونميمة بالقلب لا يتكلم لسانك ولكن هذا من قبيل الاحتقار والتعالي وظن السوء بأخيك ونحن أمرنا بحسن الظن. وآفات اللسان منها شهادة الزور والسب والقذف والفحش في الكلام والبهتان. وآفات اللسان يتغلب عليها المريد في أول حياته بالصمت. والصمت منجاة بصاحبه ويتيح له فرصة ووقتا لذكر الله، ويتيح له مساحة لاسترجاع ما معك من قرآن، كما يتيح له مساحة للتفكر والتدبر فيما حولك، الصمت يقيك كل هذه المصائب التي يقع فيها الذي يكثر الكلام. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: “يَا غُلاَمُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ”. فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: “احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِى الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِى الشِّدَّةِ وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعاً أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَاعْلَمْ أَنَّ فِى الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً”. ومن يخالط الناس ويتحمل أذاهم خير وأحسن عند الله من الذي لا يتحمل أذى الناس، والشديد هو الذي يتملك زمام نفسه عند الغضب، ويكظم غيظه إن أحدًا أغضبه. وعليك بمعاملة الناس حسب ما يظهر منهم، أما الباطن فموكول إلى الله تعالى الذي يتولى السرائر. لمزيد من مقالات د. علي جمعة;