فى مثل هذا التوقيت من كل عام، تمتلىء صفحات وسائل الإعلام باخبار الانتقالات الصيفية والصفقات التى تبرمها الأندية لتدعيم صفوفها فى الموسم الجديد، وبطبيعة الحال يكون بطل الرواية والمشهد الرئيسى هما القطبان الأهلى والزمالك على اعتبار انهما القادران وحدهما على شراء اللاعبين بملايين الدولارات والجنيهات أيضاً، وللأسف أحياناً يكون الصراع لمجرد حرمان المنافس من اللاعب حتى لو لم يكن يحتاجه الفريق الآخر. وتعلمنا أيضاً ألا نعيش ونستسلم لتصريحات المسئولين فقط عن ضم اللاعبين، حتى لو تم تصويرهم بقمصان الفريق الجديد، فكم من عشرات الصفقات التى فشلت فى النهاية لأتفه الأسباب، وأصبحت الجماهير لا تقتنع فقط بالتصريحات وتنتظر للموسم الجديد لترى لاعبيها وصفقاتها الجديدة بقمصان فريقها! ومع هذا فقد بدا الموسم الصيفى للانتقالات هادئا نوعاً ما بسبب غياب اللاعب اللافت للنظر الذى يشغل بال الجماهير ويجعلها تترقب مصيره، بالاضافة إلى اختلاف رغبات الأهلى عن الزمالك فى تدعيم الفريق، وجاء تعاقد الأهلى مع المغربى وليد ازارو مهاجم الدفاع الجديدى المغربى مقابل مليون و300 ألف دولار ليمنح الزمالك فرصة التفاوض مع كاسونجو مهاجم الاتحاد واشيمبونج لاعب الداخلية، دون عناء بعدما رفض الأهلى الاقتراب من اللاعبين أو حتى التفاوض عليهما، وهما الصفقتان الوحيدتان اللتان نجح الزمالك فى إبرامهما مقابل 15 مليون لكاسونجو وخمسة ملايين لاشيمبونج، بعدما قرر النادى عدم تفعيل بند شراء ستانلى مقابل مليون ونصف المليون دولار، وهو قرار صائب من إدارة الزمالك بعدما فشل اللاعب فى تجربة الإعارة الموسم الحالي. وفى الأهلى وحتى الآن لم تنه إدارة النادى سوى صفقتين احداهما أزارو والأخرى أيمن اشرف ظهير نادى سموحة، ومازالت المفاوضات مع نادى مصر للمقاصة حول لاعب الارتكاز هشام محمد والذى اقترب بقوة من الانتقال للقلعة الحمراء، خاصة وأن مسئولى المقاصة لم يرفضوا بسبب العلاقة الجيدة بين الناديين وعدم وجود أى مشاكل مادية بين الطرفين على عكس موقف المقاصة من الزمالك لوجود مشاكل مادية سابقة، ورفضت إدارة المقاصة التفاوض حول أحمد داودا إلا عن طريق السداد النقدى كاملاً وبعد تسديد مستحقات سابقة للمقاصة. ورغم التسريبات التى خرجت من القلعة الحمراء حول توقيع بعض اللاعبين إلا أنها لم تسلك طريق الجدية حتى الآن، ومنهم الحصول على توقيع أحمد دويدار مدافع الزمالك السابق ومحمد عنتر لاعب الأسيوطى ويوسف أوبوما لاعب الإتحاد. وإذا كان الزمالك قد توجه نحو تدعيم خط الهجوم وأنهى صفقتى كاسونجو واشيمبونج، فهو مازال يحاول لمزيد من الصفقات وعلى رأسهم داودا كما ذكرنا بجانب أحمد كابوريا صانع ألعاب المصري، ورغم تلميحات البعض داخل القلعة البيضاء بحصول النادى على توقيع داودا والمهاجم رزاق سيسيه لاعب أسوان، إلا أن هذا الأمر غير صحيح وكلها مجرد حرب تصريحات للتأثير النفسى على اللاعبين وإدارات الأندية، خاصة فيما يتعلق بسيسيه الذى قد يكون أحد حلقات الصراع بين القطبين بعدما ألمح مسئولو الأهلى إلى الدخول فى الصفقة لرغبة البدرى ضم اللاعب فى حالة رحيل على معلول الظهير الأيسر للنادي، وحتى الزمالك بالدخول فى الصفقة فهذا معناه رحيل معروف يوسف مع مايوكا بجانب ستانلى الذى تأكد رحيله. ولم يكن هناك تواجد لباقى الفرق بشكل واضح فى سوق الانتقالات إلا من خلال بيع لاعبيها، باستثناء الإسماعيلى الذى بدأ هو الآخر فى تدعيم صفوفه ونجح فى التعاقد مع اللاعب الشاب موسى كمارا 23 عاماً مهاجم نادى رايون سبورت الرواندي، وأصبح قريبا جداً من ضم محمد الصادق لاعب نادى القناة، بعدما اقتربت المفاوضات من النجاح رغم طلبات القناة التعجيزية بالنسبة للإسماعيلي. ويترقب المصرى موقف حسام باولو مهاجم الزمالك بعدما أعلن الجهاز الفنى رغبته فى ضم اللاعب الذى فشل فى الحصول على فرصة على حساب ستانلى أو باسم مرسي. ومازالت السوق مفتوحة وتنتظر مزيدا من المفاجآت، لكن اللافت للنظر هو عدم وجود الصفقة التى فرضت نفسها على الساحة لتنال شغف وترقب الجماهير.