لم يكن غريبا علي الإطلاق, أن تكون أول توجيهات الرئيس للحكومة, بعد استئنافه نشاطه بالكامل أمس, أن يكون مستوي العلاوة الاجتماعية للعام المالي الجديد بنفس مستوي العام الماضي بالنسبة للأجور والمعاشات وبدون حد أقصي, وذلك برغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي تضرب العالم وتعاني مصر من تداعياتها. وكما هي رؤيته وسياسته دائما, فإن المواطن العادي في قلب اهتمامات الرئيس الذي يشعر بظروف وأحوال هذا المواطن, وضرورة وقوف الدولة بجانبه لرفع المعاناة عنه والدفع نحو تحسين أحواله من خلال التوجيهات الدائمة للحكومة, بأن تضع نصب عينيها حالة هذا المواطن. لقد اقترحت الحكومة علاوة بنسبة7% هذا العام, لكن الرئيس بحسه الإنساني والوطني المصري الخالص وروح العدالة الاجتماعية التي هي رائدة في كل أعماله, طلب ألا يقل معدل العلاوة عن نفس ما تم صرفه العام الماضي برغم كل الأعباء التي ستتحملها الدولة نتيجة ذلك. وبينما نجد دولا عديدة ضغطت الإنفاق وأوقفت الزيادة في المرتبات, فإن الرئيس مبارك آثر أن تتحمل الدولة الأعباء في سبيل ألا يسوء وضع الفئات محدودة الدخل, وهو سلوك معتاد من الرئيس الذي له مواقف لا تعد ولا تحصي في مساندة هذه الفئات وتوجيه الحكومة إلي ضرورة رفع الأعباء عنها وحل مشكلات أبنائها, خاصة البطالة التي يعانون منها. ومصداقا لذلك, فإن الرئيس خلال الاجتماع الوزاري لمناقشة الموازنة العامة للدولة أمس, وفي إطار اهتمامه بأصحاب الدخول الصغيرة, استفسر عن المستجدات في مشروع قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات الذي يلقي ترحيبا كبيرا من معظم فئات المجتمع وسيستفيد منه نحو2,6 مليون صاحب معاش والذين ستزيد معاشاتهم اعتبارا من أول تطبيق للقانون في يناير2012. وإذا كان الرئيس قد انحاز كعادته دائما إلي محدودي الدخل, وأمر بأن تكون العلاوة الاجتماعية10%, فإن المطلوب من الأجهزة المعنية أن تعمل علي أن يستفيد المواطنون من هذه الزيادة وألا تأكلها الزيادات المتوالية في الأسعار, فلابد من رقابة مشددة علي الأسواق حتي يجني المواطنون ثمار العلاوة.