لا أبالغ، عندما أقول إن مصر كلها، قد تابعت باهتمام شديد أنباء الاجتماع، الذي عقده الرئيس مبارك أول أمس في شرم الشيخ. تعلقت الأفئدة والقلوب بشاشات التليفزيون، وهي تنقل وقائع الاجتماع، الذي يعتبر أول اجتماع يعقده الرئيس مبارك بعد إتمام فترة النقاهة، بعد العملية الجراحية التي أجراها. لحظات تجسد معدن شعب وفي اصيل، يعرف ويقدر حجم العطاء الذي قدمه زعيمه ولا يزال من أجل رفعة وطنه، ومن أجل مستقبل أفضل لأبناء شعبه، الذين يخفق في أجسادهم قلب واحد في لحظات الشدائد والمحن. ولم يكن غريباً أن يكون المواطن المصري هو محور الاجتماع، الذي يأتي في اطار انحياز الرئيس مبارك الدائم له، رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر مثل غيرها من دول العالم، لمواجهة تداعيات وتبعات الأزمة الاقتصادية العالمية. الرئيس مبارك تابع مع الحكومة الملامح الأساسية للموازنة العامة الجديدة، مؤكداً علي ضرورة تخفيف الاعباء عن المواطنين، بأقصي قدر ممكن. ورغم الأعباء التي تواجهها الموازنة، وزيادة نسبة العجز بها، جاء قرار الرئيس بأن تكون العلاوة الاجتماعية بنسبة 01٪، رغم ما يمثله ذلك من أعباء اضافية علي الموازنة. ورغم أن اسبوعي النقاهة التي اعقبت اجراء العملية الجراحية، كانت تتطلب الراحة الكاملة، فوجيء الحضور خلال الاجتماع بأن الرئيس كعادته دائما يستفسر عن كل شيء، يتعلق بمستويات المعيشة لمحدودي الدخل، ومستويات الأجور، والقانون الجديد للمعاشات، ومعدلات النمو، والعلاج علي نفقة الدولة، وتحسين منظومة علاج غير القادرين، بالاضافة لأحوال العمال والمزارعين. وكلها تمثل قضايا كانت مطروحة للنقاش والحوار، طوال فترة اجراء العملية والنقاهة، بما يؤكد التلاحم الكامل بين زعيم مصر وأبناء شعبه، الذين كانوا ولازالوا هم أقرب الناس إليه. كنا نحن أبناء مصر جميعاً، بمختلف الانتماءات السياسية في قلب الرئيس وعقله، طوال الأيام الماضية رغم الظروف الصحية، التي عاشها خلال فترة المرض. أيام المحنة جسدت صورة شعب وفي وذكي، يعرف قدر وقامة قيادته، ويدعو الله ليل نهار أن يحفظها دائما من كل سوء.