استطاع كبار الشعراء وأساطين الموسيقى ونجوم الغناء فى زمن الفن الجميل بعد ثورة يوليو 1952 بعطائهم وبعد نظرهم أن يبدعوا لنا أعمالا ً فنية رائعة وإن كان قد مضى على إنتاجها نحو ستين عاما ً لكنها تعبر عن جميع الثورات التى تمر بالوطن وبالذات ثورة 30 يونيو وأكبر دليل على ذلك رائعة شاعر النيل حافظ إبراهيم وتلحين الموسيقار رياض السنباطى « مصر تتحدث عن نفسها : وقف الخلق ينظرون جميعا ً .. كيف أبنى قواعد المجد وحدى « والتى يذيع التليفزيون بعض مقاطع منها مع لقطات للمشاريع الكبرى التى تتحقق الآن على أرض الواقع ويراها الشعب واضحة أمام عينيه مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان وقناة السويس الجديدة وملايين الوحدات السكنية لمحدودى الدخل التى يتم إنشاؤها فى جميع المحافظات وشبكة الطرق والمحاور الهائلة وغيرها وليت التليفزيون يعرض أيضا ً وبنفس النهج روائع فنية أخرى أبدعها نفس الجيل ونذكر منها رائعة أم كلثوم «طوف وشوف» كلمات عبد الفتاح مصطفى « طوف بجنة ربنا .. ببلادنا واتفرج وشوف .. ضفتين بيقولوا أهلا ً .. والنخيل واقف صفوف .. وابتسامة شمسنا أجمل تحية للضيوف .. « كأجمل أغنية تجسد المناطق السياحية والأثرية وتبرز الزيارات المتكررة للسياح الأجانب لهذه المناطق بحيث يذيع التليفزيون لقطات تجسد هذه المعانى وهى أفضل من عشرات المؤتمرات التى تعقد لترويج السياحة لمصر ، وكذلك رائعة الفنانة نجاح سلام التى كتبها اسماعيل الحبروك ولحنها محمد الموجى، ويذيع أيضا ً لقطات تجسد مكانة مصر « أغلى اسم فى الوجود « ويسبق كل هذه الأغانى رائعة شاعرنا الكبير كامل الشناوى « على باب مصر تدق الأكف ويعلو الضجيج .. رياح تثور .. جبال تدور .. بحار تهيج .. أنا الشعب لا أعرف المستحيلا .. ولا أرتضى للخلود بديلا .. « وليت المخرجة القديرة الفنانة سميحة الغنيمى تقرأ هذه القصيدة وتستخرج منها ما يجسد المعانى التى صاغها كامل الشناوى ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بنفس النهج أيضا ً الذى اتبعه التليفزيون فى « وقف الخلق ينظرون جميعا ً ..» حتى يرى الشعب بنفسه مصر فى ثوبها الجديد الآن ويتأكد أن جيل الرواد من المبدعين ستظل أعمالهم الوطنية خالدة على مدى الزمن وكذلك رائعة عبد الحليم حافظ « الله يا بلدنا الله .. على جيشك والشعب معاه « كلمات أنور عبد الله ولحن محمد عبد الوهاب بحيث يقدمها التليفزيون مع لقطات لوقفة الشعب مع الجيش فى ثورة 30 يونيو والمعارك والانتصارات خاصة فى أكتوبر1973. وكانت الإعلامية الكبيرة نادية مبروك موفقة كعادتها عندما بادرت بإذاعة أغنية «الله ع الشعب .. أرض الأديان « أكثر من مرة بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا تاوضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، لكاتب هذه السطور وتلحين حلمى بكر وتقول فايزة أحمد « كل الأديان عايشه فى أمان فى بلد واحد .. ضمتهم مصر فى أحضانها .. فى وطن واحد .. وقلوب الناس كلها إحساس بإله واحد يعزفوا ألحان الحرية بنغم واحد « إلى أن نصل لمقطع « مريم خافت على النبى عيسى غدر الطغيان .. راحت شايلاه بين أحضانها على صدر حنان .. وهداها الله .. لقيت فى مصر دوا الحيران .. تحرصها ملايكة ألوف .. ماشين حواليها صفوف .. الله ع الشعب «. وننتقل إلى شعراء هذا الجيل العظيم فى زمن الفن الجميل وكيف كانوا يتنافسون فى كتابة الأشعار والأغانى التى تجسد معانى الوطنية فى أبهى صورها خاصة فى الأحداث الكبرى التى تؤكد مكانة الشاعر وقدرته على ابتكار معانى جميلة قلما نجد لها مثيل فى الوقت الحاضر وأذكر بهذه المناسبة شاعرنا الكبير صلاح جاهين فى رائعته « بستان الاشتراكية « التى غناها عبدالحليم ولحنها المبدع محمد الموجى «افتح .. افتح .. اقفل .. حول .. نقعد نرتاح .. ننده كلنا ، ندهة فلاح لاخواته، ساعة الرى .. حاكم أرضنا ملكنا كلنا من السد العالى وجى ..» ويتجلى أكثر واكثر فى الصورة التى يتفوق فيها على شعراء كل جيله ويظهر ذلك بوضوح عندما كان تعداد سكان مصر ثمانين مليون مواطن فيعبر عن ذلك بقوله « افتح على حوض الورد ، أبو تمانين مليون شجرايه .. الورد العربى ، ورد السهل .. وورد الصحراية .. أهو كده وافتح صفحة ما تشبع فيها الدنيا قرايه .. « إلى أن يصل جاهين فيقول فى نفس المناسبة « اقفل ع الحيره السيره وهات شربات للكل .. اقفل عينك وافتحها ، تلاقى الشوك بقى فل .. وزهور ليمون ، صابحة ف يافا بتضحك وتطل .. افتح صندوق العيد .. وادى الحلوة مرايه .. « وهى أروع ما كتبه صلاح جاهين ولحنه محمد الموجى وأبدع فى غنائه العندليب عبد الحليم حافظ .. ليقابله على نفس النهج ونفس المناسبة التى تتأكد فيها وطنية الشعراء والملحنين والمبدعين عموما ً فى زمن الفن الجميل الشاعر الكبير أحمد شفيق كامل فى رائعته « حكاية شعب « تلحين الموسيقار كمال الطويل « راح على البنك اللى بيساعد ويدى .. قاله حاسب .. قال لنا مالكمش عندى .. ضربه كانت من معلم .. احنا أممنا القناة ..»، وهكذا كان جيل الرواد الكبار عاشقين لمصر وترابها الطاهر ولذلك سيبقى إبداعهم الأصيل مستقرا ًفى ضمير أمتهم على مدى الزمن.