أثار الجزء الثانى من مسلسل "الجماعة" مجموعة من الإشكالات التاريخية لعل أهمها جميعا هى«إخوانية» جمال عبدالناصر. وفى حوارات متعددة، أكد مؤلف المسلسل الكاتب الكبير وحيد حامد على أن عبد الناصر إنتمى لجماعة الاخوان المسلمين مدة 4 سنوات، وكان عضواً بالإخوان في الفترة من 1944 وحتى 1948، وأنه إعتمد على العديد من المصادر، أبرزها مذكرات عبد اللطيف البغدادى، وحسين حمودة، وكمال الدين حسين، ووحيد رمضان، بالإضافة لتسجيل تلفزيونى لجمال حماد يؤكد فيه انضمام ناصر للإخوان، بينما كشف سامى شرف السكرتير الخاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق، حقيقة ما تناوله مسلسل الجماعة حول انتماء "عبد الناصر" لجماعة الإخوان المسلمين قبل الثورة، قائلاً: "الرئيس لم ينتم طوال عمره لجماعة الإخوان المسلمين ولم يكن عضواً بها، ونفى ما تردد حول ذلك تماماً فى حديث لإحدى الصحف البريطانية قبل وفاتة"، وأوضح أن عبد الناصر كان يتعامل مع الجماعة كتنظيم سياسى مثلما يتعامل مع التنظيمات الأخرى، ولكن التعامل مع الجماعات والتنظيمات شىء والانتماء لها والدخول فيها شىء آخر. واذا كان وحيد حامد يرى أن سامى شرف ربما كان بعيداً عن عبد الناصر هذه الفترة". فكيف يرى رأى قال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث، إن عبدالناصر كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين والحركة الديمقراطية للتحرر الوطني «حدتو» ومصر الفتاة، لكنه لم يكن عضوا أصيلا لكونها جماعات متناقضة فكريًا وأيدولوجيًا، كما كان غرضه من الانتماء لهذه الكيانات هو استكشافها والتعرف على طرق تفكيرهم حتي يستطيع التعامل معها ومعرفة كوادرها. وهو الرأى الذى أميل اليه لعدة أسباب: الاول: لو كان عبدالناصر إخوانيا حقيقيا، لما إنقلبت عليه الجماعة وحاولت إغتياله فى حادث المنشية الشهير، والذى مازالت الجماعة تتبرأ منه حتى اليوم، وتقول انه من تدبير عبدالناصر نفسه ليتخلص منها، والثانى: لا أظن أن عبدالناصر لو كان اخوانيا، ما كان حاول أن يتخلص من الجماعة بكل هذا العنف لم تشهده فى تاريخها قبله، والثالث: هو ماقاله وحيد حامد نفسه من أن «إخوانية» عبدالناصر كانت مرحلة ضمن مراحل في حياته، ومنها على سبيل المثال الشيوعيون ومصر الفتاة وكان له اسم حركى هو "موريس"، فلماذا لم يوصف عبدالناصر بانه كان شيوعيا رغم انضمامه لفترة للحزب الشيوعى المصرى "حدتو"، ربما فسر لنا الدكتور عاصم الدسوقى الأمر، بانه لم يكن عضوا أصيلا فى جماعات متناقضة فكريًا وأيدولوجيًا، كما كان غرضه من الانتماء لهذه الكيانات هو استكشافها والتعرف على طرق تفكيرهم حتي يستطيع التعامل معها ومعرفة كوادرها. ولعل المسلسل يفتح لنا المجال للكتابة عن الدراما التاريخية، فى مقالة مقبلة. لمزيد من مقالات جمال نافع;