فى تطور ميدانى جديد، تمكنت وحدات من الجيش السورى من الوصول إلى الحدود السورية العراقية شمال شرق التنف فى عمق البادية السورية بعد القضاء على تجمعات تنظيم داعش الإرهابى فى المنطقة. ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن مصدر عسكرى قوله إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع الحلفاء واصلت عملياتها العسكرية الناجحة فى عمق البادية السورية، وتمكنت من الوصول إلى الحدود السورية مع العراق الشقيق شمال شرق التنف». وأوضح المصدر أن الوحدات العسكرية ثبتت مواقعها القتالية فى المنطقة بعد القضاء على آخر تجمعات تنظيم داعش على هذا الاتجاه.وفى ريف حمص الشرقي، وسعت وحدات الجيش نطاق سيطرتها فى البادية بعد عمليات عسكرية مكثفة على مقرات وتجمعات تنظيم داعش، واستعادت السيطرة على منطقة العباسية وحمامات زنوبيا الأثرية جنوب شرق تدمر بنحو 30 كيلومترا، كما تمكنت من السيطرة على منتجع زنوبيا شرق مقالع السكرى بأربعة كيلومترات وتل الفرى فى ريف تدمر الجنوبي. وفى السياق نفسه، انسحبت قوات «سوريا الديمقراطية» من مقر الفرقة 17 الواقعة شمال مدينة الرقة جراء قصف مكثف من قبل تنظيم داعش. وقال مصدر عسكرى إن قوات سوريا الديمقراطية تستعد لإعادة محاولة اقتحام المقر، ومنطقة معمل السكر وسط قصف جوى تمهيدا للهجوم، مشيرا إلى أن القوات تستعد أيضا للهجوم على حى الصناعة شرق المدينة بعد سيطرتها على حى المشلب. وكانت «سوريا الديمقراطية» قد أعلنت - الخميس الماضى - سيطرتها على الفرقة 17 شمال الرقة، إضافة لمعمل السكر فى المنطقة، وذلك عقب اشتباكات عنيفة دارت مع تنظيم داعش، استخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.من جانبه، أعلن التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد تنظيم داعش فى بيان عن استخدامه ذخائر تحتوى على الفوسفور الأبيض فى معركة الرقة بما يتناسب مع المعايير الدولية. وجاء فى بيان التحالف الدولى «لا تناقش مسألة تزويد قواتنا بالذخائر التى تحمل طابع الإنارة فى الظلام واستخداماتها وفقا للسياسة المعلوماتية للتحالف، ولكن بحسب قواعد الاشتباك فى النزاعات المسلحة تستخدم ذخائر الفوسفور الأبيض لكشف الستائر الدخانية وعمليات التمويه وتحديد المواقع والعلامات». ويأتى هذا البيان ردا على ما نشرته وكالة «سانا» السورية حول استخدام قوات التحالف للفوسفور فى قصفها الأخير لمدينة الرقة معقل تنظيم داعش، مما أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين، وهو ما أكده شهود عيان من سكان المدينة. من ناحية أخرى، تجرى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، محادثات سرية مع روسيا فى محاولة لإقامة منطقة لتخفيف التوتر فى جنوب غرب سورية، حيث سيتم الفصل بين قوات الجيش السورى والفصائل المسلحة على أمل إنهاء الأعمال العدائية فى المنطقة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسئولين مطلعين على سير المحادثات أنه تم عقد اجتماعين على الأقل حتى الآن، كان آخرهما قبل أسبوعين فى الأردن، حيث شارك فيهما مسئولون أردنيون أيضا.وأضافت أن هذه اللقاءات جاءت عقب زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون إلى موسكو فى أبريل الماضي. ولم يصدر أى تعليق رسمى من الولاياتالمتحدةوروسيا على تقرير الصحيفة حتى الآن. وكانت روسيا وإيران وتركيا قد اتفقت خلال مباحثات الآستانة فى مايو الماضي، على إنشاء مناطق لتخفيف التوتر فى سوريا، وهى محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص ودمشق والغوطة الشرقية»، ودرعا والقنيطرة.