عندما فرض الله سبحانه وتعالى صوم رمضان، قال تعالي: " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" وعلى ذلك فإن السيدات الحوامل لهن أحكاما طبية خاصة ومهمة حرصا على حياة وصحة الأم والجنين معا وحتى يكتمل نمو الجنين بصورة صحية كاملة والمحافظة على صحة الأم حتى تتحمل فترة الحمل ثم عملية الولادة وفترة الرضاعة بعد ذلك. وبهذا فلا يلزم الشرع الأم فى حالة الحمل بالصوم إلا بشروط طبية واضحة ويمكنها إما قضاء ما فاتها من الصيام فى وقت لاحق، أو إخراج كفارة الصوم. وتنقسم شهور الحمل إلى عدة فترات كل منها لها وضع صحى خاص وهي: الأشهر الأولى حتى بداية الشهر الرابع، والفترة الوسطى من الشهر الرابع حتى الشهر السادس، ومن السابع إلى التاسع، ويسمح بالصيام للأم التى تتمتع بالصحة والقوة وكان حملها يسير بشكل جيد وفى فترات محددة من شهور الحمل. والتى يرخص لها بالإفطار هى الحامل فى الأشهر الأولى حتى بداية الشهر الرابع، لأنها غالبا ما تعانى من نقص فى نسبة هيموجلوبين الدم مع وجود غثيان وقيء بدرجات متفاوتة، فيصعب عليها الصوم خلال هذه الفترة. أما الحامل فى الفترة الوسطى من الشهر الرابع حتى السادس فتعتبر أقل تأثراً بالصيام حيث يكون الحمل مستقراً فإذا تقرر الصيام فيجب الالتزام بالشروط السابقة مع ملاحظة أى تغير فى حركات الجنين، أو حدوث آلامً، مثل الانقباضات التى قد تكون علامة على مخاض مبكر أو الشعور بالدوار، أو الإغماء، أو الضعف، أو الإرهاق. ولكن الحامل فى الشهر السابع والثامن والتاسع يرخص لها بالإفطار فى رمضان لأن الجنين يحتاج إلى كمية كبيرة من الكالسيوم والبروتينات والأملاح المعدنية الأخرى لبناء عظامه وعضلاته وأنسجته وهذا يتأثر بالصيام. وبصفة خاصة فإن الحامل التى يحدث لها انخفاض فى نسبة السكر بالدم يجعلها تشعر بالصداع الشديد وزغللة فى العين وإجهاد عام يجب عليها أن تفطر.