عاشت لندن كابوساً إرهابياً جديداً، حيث قام ثلاثة مهاجمين على متن شاحنة صغيرة بدهس حشد من المارة على جسر «لندن بريدج» فى القلب التاريخى للعاصمة، ثم ترجلوا ليهاجموا عددا آخر من المارة بالسكاكين فى سوق «بارا ماركت» الشهير. وأدى الهجوم إلى سقوط سبعة قتلي، قبل أن تتدخل الشرطة وتقتل المهاجمين الثلاثة بإطلاق الرصاص عليهم، ونقل أكثر من خمسين شخصاً الى خمسة مستشفيات فى العاصمة البريطانية. وظل جسر «لندن بريدج» مغلقاً وسط استمرار لعمليات التفتيش والتحقيق، كما داهمت الشرطة عدة أماكن فى لندن صباح أمس، يعتقد انها مرتبطة بالضالعين الثلاثة فى الهجوم. ودعت الشرطة البريطانية والحكومة وعمدة لندن صديق خان البريطانيين للهدوء ومتابعة أعمالهم بشكل عادي، إلا أن هذا الهجوم هو ثالث هجوم إرهابى تتعرض له بريطانيا خلال ثلاثة أشهر، ويأتى قبل أربعة أيام فقط من الانتخابات العامة الخميس. وقالت أحزاب «المحافظون» و«العمال» و«الخضر» و«الأحرار الديمقراطيون» و«القومى الاسكتلندي» إنهم سيعلقون حملاتهم الانتخابية. وعقدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى اجتماعاً طارئاً للحكومة الأمنية «كوبرا» أمس وسط مخاوف من أعمال إرهابية جديدة. وأثنت ماى فى كلمة من أمام مقر الحكومة فى «10 داونينج ستريت» على سرعة استجابة الشرطة وسلطات الإسعاف. وكشفت أن الشرطة وأجهزة المخابرات أحبطت خمسة مخططات إرهابية كبيرة منذ اعتداء ويستمنستر فى مارس الماضي. وقالت ماى إن أجهزة الشرطة والمخابرات «لا تعتقد أن الحوادث الإرهابية الثلاث الأخيرة مرتبطة»، موضحة أن موجة الاعتداءات الأخيرة تأتى فى إطار بروز ظاهرة جديدة هى «المحاكاة»، أى قيام عناصر متطرفة من ذوى الأفكار الأصولية بتنفيذ عمليات مستقاة من عمليات قام بها غيرهم من العناصر المتطرفة، موضحة أن «العمليات الإرهابية باتت تولد أعمالاً إرهابية مستوحاة منها». وشددت رئيسة الوزراء البريطانية على أن ما يربط الهجمات الإرهابية الأخيرة هو «أيديولوجية التطرف الإسلامي»، موضحة أن التصدى لهذه الأيديولوجية أولوية، وأكدت أنه مهما كانت كفاءة الاستعدادات الأمنية من الصعب منع تلك الهجمات نهائيا مادامت ظلت الأيديولوجية التى تغذيها موجودة. وشددت على ضرورة التصدى ل»تنظيم داعش» فى العراق وسوريا، والتصدى لأفكار المنظمات المتطرفة وسط تجمعات المسلمين فى بريطانيا. كما لوحت ماى بتعديلات فى الإجراءات المتبعة فيما يتعلق بالتحقيق مع المشتبه فى تخطيطهم لعمليات إرهابية، مشيرة إلى زيادة فترة الاعتقال الاحترازى فى تلك الحالات. وأكدت: لقد نفد صبرنا. وأن الانتخابات العامة ستجرى فى موعدها الخميس المقبل، معلنة استئناف الحملات الانتخابية اليوم. ووقع الهجوم الإرهابى مساء السبت-الأحد فى إحدى أشهر المناطق السياحية فى لندن وهى «جسر لندن» و»بارا ماركت» بعد دقائق من انتهاء المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا فى كرة القدم، التى تجمع عدد كبير من المشاهدين لمتابعتها على شاشات كبيرة فى مقاهى الحي. وقال مصدر فى الشرطة البريطانية ل»الأهرام» إن هذا الهجوم الإرهابى يثير قلقاً بالغاً كونه على خلاف الهجمات الأخيرة لم يقم به شخص واحد بل «خلية من ثلاثة أفراد على الأقل»، موضحاً أن السلطات مستمرة فى عمليات البحث والتفتيش فى موقع الهجوم. وأوضحت مصادر الشرطة أن «المشتبه بهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين أنها مزيفة».
سائق التاكسى البطل .. دهس أحد الإرهابيين وتصدى للآخرين بسيارته لندن وكالات الأنباء :
انشغلت وسائل الإعلام بنقل تطورات المشهد حول هجمات لندن، ولكنها لم تغفل العديد من القصص الإنسانية أو الغريبة المرتبطة بالحادث.فقد تحدثت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن قصة سائق تاكسى وصفته ب»البطل»، وقالت إنه تواجد لحظة الهجوم على جسر لندن، ولكنه رفض الهرب فور بدء حادث الدهس، وفضل ملاحقة الإرهابيين والتصدى لهم بسيارته بل واصطيادهم. وتمكن سائق التاكسى بالفعل من دهس أحد الإرهابيين بمجرد ترجله من الشاحنة، التى سعت لدهس المارة على جسر لندن. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كان سائق التاكسى يصيح فى الناس بصوت عال، ويرشدهم إلى الطريق الأمثل للهروب، بعدما سادت حالة من الهلع. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إنه بعدما ترجل الإرهابيين عن سيارتهم الخاصة، توجه سائق التاكسى نحوهم، وسعى للتصدى لهم، بكل ما وصلت إليه يده من كئوس وكراسى وزجاجات.