لا يستطيع أحد أن يتخيل مدى الصدمة والألم الذى أصاب أسرة الطفل يوسف البالغ من العمر 13 عاما الذى رحل فجأة إثر إصابته برصاصة طائشة طائرة من مسدس إنسان غير مسئول خلال حفل زواج. وبعد أن قضى يوسف عدة أيام بين الحياة والموت فى المستشفى صعدت روحه الطاهرة الى خالقها ليترك الحسرة لأهله على رحيله المفاجيء وبطريقة عبثية.. ويدفعنا الى التساؤل الى متى يظل العبث بحياة المصريين.. والى متى يظل الجانى يفلت من العقاب عندما يكون ذى حيثية.? ثم ما هذه الفوضى والاستهانة بأرواح الناس التى تحدث فى الأفراح وحفلات الزفاف؟ ان اطلاق النار فى الزفاف تقليد خطير وإجرامى لا يحدث فى أى دولة فى العالم باستثناء الدول العربية ولا أدرى لماذا تقف الدولة أمامه مشلولة وعاجزة.. كيف نحتفل فى الأفراح بقتل أنفسنا بالرصاص.. أنه الجنون ذاته.. ويتعين على مجلس النواب أن يتقدم بتشريع لوقف هذا العبث بأرواح الناس.. وتخيل مثلا أنك لا قدر الله تسير فى أحد الشوارع وفجأة سقطت على الأرض مصابا برصاصة طائشة طائرة من أحد الأفراح أو افتتاح أحد المحال التجارية، أو أن تكون أنت وأسرتك جالسا أو نائما فى بيتك فى أمان الله إذ برصاصة طائشة تخترق نافذة أو بلكونة منزلك وتصيب أحد أفراد الأسرة.. ما هذه الفوضى والاستهانة بحياة الناس.. والله لقد أصبحت أخشى النظر من بلكونة شقتى لأن أسفل العمارة محلى «كوافير» أغلب زبائنهما من العرائس ونسمع كل ليلة إطلاق النار.. لقد فاض الكيل من بلطجية حفلات الزفاف فى الشوارع حيث يغلق «موكب» السيد العريس وعروسه الشارع ولا يستطيع قائد سيارة مريض أو لديه موعد مهم أن يخترق «موكب سيادته» وإلا فإن العقاب ليس فقط تكسير السيارة ربما ينتهى الأمر بقتله! الى متى نسمح بمثل هذه الفوضى.. والى متى سوف تستمر «الطرمخة» على متهم لأنه من مؤسسات ذات حيثية أو ابن فلان أو علان؟! لقد راح يوسف ضحية بريئة لمتهور وطائش وقبله راح كثيرون ضحايا حفلات الزفاف.. ولا يتحرك أحد وفى الأغلب لن يتحرك أحد لإنقاذ أرواح بريئة قد تكون هى الضحية التالية! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم;