الكل فى الأراضى الفلسطينية كان يتوقع طرح المشروع الأمريكى للحل فى اثناء زيارة ترامب فى جولته الشرق اوسطية وكان أكثر المتشائمين يتوقع مجرد دعوة للمفاوضات المباشرة دون وقف للاستيطان، قليلون جدا من وصفوها بالتاريخية التى تثبت لكل الأطراف أن هناك شريكا فلسطينيا وقصرا للرئاسة استقبل الرئيس الأمريكى، وكثير من تقارير المراقبين وأبحاث الرصد الجماهيرى وصفت الزيارة بالخيبة الكبرى التى حطمت آمال الفلسطينيين. فقد تحدث ترامب عما اسماه «صفقة سلام» وليس اتفاقا على إقامة دولة فلسطينية، ولم يتطرق فى حديثه عن حل الدولتين أو يشير الى الإستيطان الذى يؤرق الفلسطينيين ويهدد مستقبلهم، واستفز مشاعر الفلسطينيين، عند زيارته حائط البراق «حائط المبكى حسب التسمية اليهودية» فى المسجد الأقصى، وتأكيده على أحقية الشعب اليهودى بالأرض الفلسطينيةالمحتلة، وارتباط اليهود بالقدس تاريخيًا، وملاحظات فلسطينية عن الزيارة التى لم تترك ايه بارقة امل لدى الشارع الفلسطينى منها لم ترافقه فى زيارته زوجته ميلانيا وأبنته إيفانكا رغم وصولهما معه إلى كل من السعودية وإسرائيل، واللقاء مع الرئيس عباس استمر 40 دقيقة، فيما زار بيت لحم لمدة ساعة مقابل 40 ساعة فى إسرائيل. الشارع الفلسطينى ومن خلال استطلاعات رأى قادتها بعض الصحف والمواقع الفلسطينية تحدث المواطن على الأرض بدهشته من مشاهدة ترامب لجدار الفصل العنصرى فى رحلته من القدس الى بيت لحم بالسيارة لمسافة 8 كيلو مترات ولم يعلق بجملة واحدة وكأنه كان معصوم العينيين، ذهب ترامب وذهبت معه أدراج الرياح كل أمنيات وتخيلات البعض بأنه سيحدث اختراقًا كبيرًا فى معادلات المنطقة، وأنه جاء بفكر جديد ونهج فريد، يستطيع أن يغلق الفجوات بين أطراف الصراع المرير ليجمعها فى حوار بناء يؤدى إلى صفقة القرن السياسية، وأجمع المراقبون على أن زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمنطقة مكسب رئيسى لإسرائيل وزيارة مخيبة لآمال للفلسطينيين، ولم تقدم حلولا جوهرية لوقف البناء الاستيطانى، لأن ترامب تحدث عن السلام الإقتصادى من منطق الربح والخسارة كونه رجل أعمال وغير مكترث بالجرائم الإسرائيلية التى ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين ليل نهار، أو الأسرى وهم يخوضون إضرابهم على مدى شهر ونصف على التوالي، بل أراد محاربة الإرهاب غاض البصر عن الإرهاب الإسرائيلى الذى يرتكب ضد الفلسطينيين. ولم يدخل كنيسة المهد حتى لا يلتقى المعتصمين من ذوى الأسرى، ولم تحدث أى مفاجأة أو حديث عن الصفقة أو إنهاء الصراع، ولم يذكر حل الدولتين ولا الدولة الفلسطينية ولا الحق فى تقرير المصير. ابومازن و ترامب فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم أكد الرئيس ابومازن التزامه بالتعاون مع ترامب لعقد صفقة سلام تاريخية مع الإسرائيليين، وكذلك العمل معه كشركاء فى محاربة الإرهاب. وتحدث عن معاناة الأسرى المضربين عن الطعام فى سجون الاحتلال لليوم السابع والثلاثين على التوالي، مؤكدا أن مطالبهم إنسانية وعادلة وعلى إسرائيل الاستجابة لها، مشددا على الموقف الفلسطينى باعتماد حل الدولتين على حدود العام 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية إلى جانب دولة إسرائيل، وحل قضايا الوضع النهائى كافة، على أساس قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات الثنائية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي. وجاء رد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إن الولاياتالمتحدة تتطلع للعمل مع الرئيس محمود عباس، من أجل تحقيق السلام والنهوض بالاقتصاد الفلسطينى وبناء جهود لمحاربة الإرهاب.وأن تحقيق السلام يجب أن يتم فى بيئة خالية من العنف، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة ستساعد الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى من أجل التوصل إلى حل دائم. وقال: «بروح السلام أتينا لمدينة بيت لحم، مدينة السلام، وذلك من أجل العمل معا فى عالم يعمه السلام والتسامح، ونؤمن بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم تحقيق السلام، دون كلمة واحدة عن حل الدولتين او إشارة على استحياء لللاستيطان او اية اشارة للحقوق الفلسطينية فى القدس. زيارة الحائط نفس الحائط الذى يمثل الجانب الغربى للمسجد الأقصى ويسمى حائط البراق واسفله مصلى صغير وهو مسجد البراق يقف امامه اليهود من الجهة الأخرى ويتعبدون امامه باسم حائط المبكى وجاءت زيارة ترامب للحائط بالمسمى اليهودى ومن الجهة الغربية ولكنه اشترط الآن يرافقه اى مسئول من الحكومة الإسرائيلية وثار الجدل بشأن برنامج زيارة الرئيس ترامب للحائط دون مرافقة أى مسئول إسرائيلى وفسرتها اطراف عربية بأنها اعتراف امريكى بفلسطينية المكان خصوصا بعدما نقلت وكالات الأنباء ما نسب لمسئول أمنى أمريكى قوله إن «حائط البراق جزء من الضفة الغربية» والزيارة على هذا النحو تتضمن دلالتها السياسية ولكن خلال ساعات يرد عليه ناطق رسمى فى واشنطن ويصف التصريحات الأمنية بأنها لا تعبر عن وجهة النظر الرسمية الأمريكية ! لكن تحقق الهدف من زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للشرق الأوسط فى أولى جولاته الخارجية وهو «تحقيق وعوده الانتخابية بإنعاش اقتصاد الداخل الأمريكى وتجارة أسلحة الدمار» بعقده صفقات تتجاوز مئات المليارات، ليبقى السؤال هل التاجر الماهر ترامب بزيارته للأراضى الفلسطينية وإسرائيل وترويجه ل»صفقة القرن» القدرة على فرض تسوية وحل دائم، أم أنها لا تعدو جزءا من مجاملة لا تغير من استراتيجية الولاياتالمتحدة تجاه إسرائيل، أن الزيارة بالنسبة لإسرائيل بعد المملكة العربية السعودية تعنى الكثير اهمها انها إحدى الثوابت غير المتغيرة فى السياسة الخارجية الامريكية وهى إلتزامها بأمن وبقاء اسرائيل. فرص السلام مع ترامب فقط تحول الحديث من حل الدولتين إلى فرص السلام ورغم أن «الرئيس الامريكى لديه فرصة اكثر من سابقيه فى ظل وجود دعم عربى وامريكى لسياساته وموقف فلسطينى ضعيف سواء على مستوى السلطة او حتى على مستوى الانقسام الفلسطينى الحاصل، مازال لم يكشف عن مشروعه بخصوص الصراع ويبحث فى جولته فقط عن تسهيل استئناف جهود السلام والحصول على تعهدات من الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى وبعض اجراءات بناء الثقة بحسب ما صرح مقربون منه. وتحدثت اطراف فلسطينية بإيجابية عن الزيارة بل اعتبرتها اختراقا وأن الرئيس ترامب تعمد التكتم على مبادرته، لأنه يعد العدة لتقديم مبادرة تُأخذ على الحقائق الرئيسية، خصوصا أن الإسرائيليين لديهم خصوصيات حول المبادرة، لكن لديه مبادرة سياسية لتحقيق تسوية فى الشرق الأوسط سيطرحها فى غضون وأنه يعد العدة منذ توليه الرئاسة إلى جانب مستشاريه ومساعديه بجمعه معلومات وتفاصيل لتقديم مبادرة متكاملة حول كل الحقائق الرئيسية من حل الدولتين الذى يوجد إجماع عالمى عليه لتحقيق دولة فلسطينية، كما اشارت مصادر فلسطينية إلى أن الرئيس ترامب يعد للقاء ثلاثى يجمعه مع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو خلال أقرب وقت قريب. رغم ما كتبه الصحفى الإسرائيلى جدعون ليفى بصحيفة هاآرتس العبرية يوم 21 مايو الجارى بعنوان «شكرا لك يا أمريكا» وجاء فيه: شكرا لك يا أمريكا على جميلك هذا، وشكرا على الأموال والسلاح والدعم، وشكرا على الإفساد والعفن والإنكار. غدا سيأتى إلى هنا رئيس امريكى يختلف عن أسلافه، ترامب سيستمر فى اعطاء كل هذه الامور الجيدة لنا، وأمريكا ستستمر شريكة رئيسية فى أحد المشاريع الاكثر انحطاطا فى العالم الآن، وهو الاحتلال الإسرائيلى وهو سيقوم بالتمويل والتسليح والدفاع، شكرا لك مسبقا أيها الرئيس على كل ذلك.