هي صاحبة الصوت المميز الذي عشقه مستمعو إذاعة القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها.. قدمت العديد من البرامج التى تهم المرأة والمجتمع، ورفضت العمل كمقدمة برامج فى الفضائيات لعشقها لإذاعة القرآن الكريم .. وبصوتها الجميل الذي لا تخطئه أذن تسللت إلى قلوب المستعين من خلال برامج « فقه المرأة» و « دنيا ودين» وغيرها من البرامج الدينية المتميزة التي جعلت إذاعة القرآن الكريم منبرا دعويا لم يتزحزح عن مكانته في عصر الفضائيات والقنوات والبرامج الدينية التي ازدحمت بها الشاشة الصغيرة. إنها الدكتورة هاجر سعد الدين، التي حاورت «الأهرام» داخل استديوهات الإذاعة المصرية، وفتحت قلبها وتحدثت عن كيفية التحاقها بالإذاعة المصرية، وتعيينها أول امرأة حتى الآن رئيسا لشبكة القرآن الكريم. أكدت أن إذاعة القرآن الكريم بتاريخها وتأثيرها، كان وما زال لها دور كبير في تصحيح المفاهيم، ونشر الوسطية والاعتدال، وتري أن الإعلام الديني يجب أن يقوم بدوره في الوقت الحالي، وطالبت بضرورة مراعاة الواقع وقضايا المجتمع، وأن يكون ذلك من منظور إسلامي، كما وجهت الكثير من النصائح للمرأة المسلمة .. وإلي نص الحوار. ماذا عن ذكرياتك في شهر رمضان؟ شهر رمضان يشكل لي سعادة غامرة، وفي وجداني ذكريات جميلة منذ الطفولة، فأجواء الأسرة في رمضان تكون مختلفة عن باقي العام، وكنت أتابع في طفولتي في رمضان برنامج أحسن القصص، وكان يذاع قبل أذان الفجر، ومازلت أتذكر والدي رحمه الله تعالي، وقد كان لديه مصنع نسيج، فكان يخرج الزكاة من الأقمشة، وقد قدمت الكثير من البرامج الدينية في رمضان، وكان لهذه البرامج مردود كبير لدي المستمعين، ومازال الكثير من المستمعين يتذكر هذه البرامج حتى اليوم، لأنني كنت أحرص علي الترتيب والتحضير الجيد، بهدف أن يجد المستمع المعلومة الصحيحة، التي يقدمها كبار العلماء المتخصصين في الفقه والتفسير وغير ذلك من المجالات، وبفضل الله تعالي فإن كل البرامج التي قدمتها في رمضان تركت بصمة لدي جمهور المستمعين. وكيف تقضين يومك الرمضاني؟ رمضان هو شهر العمل والعبادة، ولذلك أقضي يومي في رمضان بين العمل والعبادة، أخصص وقتا لقراءة القرآن الكريم، وهناك وقت للعمل، لكن بكل جهد أسعي لكسب الحسنات والطاعات وفعل الخير في رمضان، وهذه نصيحة أقدمها للجميع، لأن أيام رمضان من أفضل الأيام، التي يجب استغلالها في الطاعات والتقرب إلي الله تعالي. رغم كثرة القنوات الفضائية والبرامج الدينية، تظل إذاعة القرآن الكريم لها مكانة خاصة لدي الناس، ماذا عن دورها في مواجهة التطرف ونشر الوسطية؟ إذاعة القرآن الكريم لها مكانتها ودورها الريادي، فهي تعتبر جامعة إسلامية، ولذلك لابد أن تتميز برامجها بالابتكار والإبداع، فإذاعة القرآن كانت أول من قدم ختم الأذان بصوت الشيخ الشعراوي رحمه الله، وكذلك الدعاء الذي ينتشر حاليا في كل القنوات والإذاعات، أيضا كان لإذاعة القرآن الكريم السبق في تقديم برنامج فقه المرأة في رمضان، وكان البرنامج يستضيف الشيخ عطية صقر رحمه الله، وتم تناول كل ما يخص المرأة في رمضان، كذلك فإن برنامج «دنيا ودين « كان من الأفكار المبتكرة في إذاعة القرآن الكريم، وأتمنى من الإذاعة توثيق ما يبث، حتى تعم الفائدة أكثر، والمؤكد أن إذاعة القرآن لها دور كبير في مواجهة التطرف والإرهاب، ولذلك أري ضرورة التركيز علي الشرح الصحيح لبعض الآيات القرآنية، وذلك حتى يجد المستمع التفسير الصحيح لهذه الآيات، وأن نركز دائما علي توعية الشباب والأطفال، من خلال التعاون والتنسيق مع المؤسسات الدينية. وماذا عن أهم البرامج التي كانت تشهد إقبالا من المستمعين في رمضان ومازال لها صدي حتى اليوم؟ أول برنامج قدمته في رمضان، هو برنامج «دنيا ودين» وكان في إذاعة البرنامج العام، وكان وقت البرنامج قبل إذان الفجر، وقد كان هناك مردود إيجابي كبير لهذا البرامج، لأن الفكرة كانت جديدة بالنسبة للإذاعة بشكل عام، وكانت تقوم علي عرض آية قرآنية، ونقوم بتوضيح الدلالات العلمية الموجودة فيها، وكانت الفكرة جديدة تماما، وبعد ذلك قدمت برنامج «سبحان الله»، وكان يناقش علي مدار 30 حلقة الآية الكريمة « فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ»، واستمر هذا البرنامج لعدة سنوات. وماذا عن برنامج «فقه المرأة في رمضان» والذي يعد من أشهر البرامج في تاريخ الإذاعة؟ عندما ذهبت لإذاعة القرآن الكريم، كان برنامج « فقه المرأة في رمضان»، هو أول البرامج التي قدمتها، وكانت فكرة البرنامج جديدة تماما، وتهدف لعرض كل القضايا التي تهم المرأة المسلمة في رمضان، وذلك حتى تحصل المرأة علي الآراء الصحيحة من العلماء المتخصصين، ولا تذهب لتأخذ الرأي من غير المتخصصين، وكانت تصلني الكثير من الأسئلة، وكان البرنامج يستضيف الشيخ عطية صقر رحمه الله تعالي، للرد علي الأسئلة التي تهم المرأة، وهذا البرنامج كان له دور كبير في إثراء الثقافة الدينية للمرأة المسلمة. وما أثر برنامج «أعلام في تاريخ الفقه الإسلامي» في التعريف بكبار الفقهاء والمجددين؟ بالفعل هذا البرنامج كان من البرامج المتميزة، لأنه كان يعرض تاريخ وحياة الفقهاء، الذين أثروا الحياة الفقهية بفكرهم وآرائهم المتجددة، كذلك كان هناك برنامج «في ملكوت الله» وكان يمثل دعوة للتأمل والتدبر في ملكوت الله سبحانه وتعالي، أيضا كان هناك برنامج « قواعد فقهية وتطبيقات عملية «، وكان البرنامج يناقش كيف يمكن أن نطبق هذه القواعد في الحياة العملية، وذلك لغرس القيم والأخلاق والمبادئ . كيف ترين الإعلام الديني والدور الذي يجب أن يؤديه خلال الفترة الحالية؟ أتمني أن يركز الإعلام الديني علي المشكلات والقضايا التي يواجهها المجتمع، وأن يعرض هذه القضايا من منظور إسلامي، وأن يتم استضافة العلماء المتخصصين كل في مجاله، كذلك أتمني أن يركز الإعلام الديني علي ثقافة الطفل، لأنه اللبنة الأساسية في المجتمع، وأن يكون ذلك من خلال عرض قصص الأنبياء، واستنباط الدروس المستفادة، حتى نرسخ القيم والمبادئ في عقل الطفل ووجدانه، ونحصن الشباب من التيارات الوافدة، وتقع المسئولية الكبرى هنا علي إذاعة القرآن الكريم، حتى يستمر صمودها أمام القنوات الفضائية لتؤدي دورها المنشود في خدمة الإسلام ونشر الثقافة الإسلامية الوسطية. وماذا تقولين للمرأة المسلمة؟ أنصحها بالاهتمام بأطفالها فهم مستقبل الأمة، ويجب تربيتهم علي الفضيلة والقيم والأخلاق، حتى يصمدوا أمام أي تيارات، حتى لا ينحرف الشباب يمينا ولا يسارا، وتحصين الطفل يتطلب دورا فعالا من الأم، وتعاونا مع المدرسة، ومتابعة مستمرة في كل شئون الحياة، هذا بجانب دور وسائل الإعلام والمسجد، وأن تقدم الأم النصيحة والقدوة الحسنة للأبناء. أشهر العلماء الذين شاركوا في برامج الدكتورة هاجر سعد الدين؟ طوال مسيرتي في الإذاعة قابلت الكثير من العلماء، فالشيخ عطية صقر كان ضيف برنامج «فقه المرأة في رمضان» وكذلك برنامج «إلي بيت الله العتيق» كما التقيت بالشيخ الباقوري، والشيخ محمد البهي، والشيخ الفحام، والدكاترة: عبد المنعم خلاف، وسلام مدكور، وصبري عبد الرءوف، ونبيل غنايم، وغيرهم. وماذا عن أهم تكريم في حياتك؟ أول تكريم كان في عام 1996، وكانت جائزة رسول السلام، وكتب في شهادة التكريم، نظرا لدوري في إثراء ثقافة المرأة العربية، وقد اعتبرت هذا التكريم لوالدي، لأنه خلال هذه الفترة كان مريضا في الفراش، ولم أستطع أن أحضر حفل التكريم لوفادة والدي، وحضر زوجي وأبنائي هذا الحفل، وآخر تكريم كان منذ أيام بجامعة طنطا، وكانت هناك احتفالية رائعة بحضور رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب والطلبة والطالبات، وبين أول وآخر تكريم كانت هناك جوائز أخري من عدد من الجامعات المصرية. أفضل قراء القرآن الذين تحبين الاستماع إليهم؟ وهل تستمع الدكتورة هاجر سعد الدين إلى الأغاني؟ كل قارئ له أسلوبه وطريقته المتميزة، وأنا أعشق سماع القرآن بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ محمد رفعت، ويعجبني جدا صوت الشيخ علي محمود. بالطبع، وتعجبني الأغاني الوطنية، لأنها ترسخ حب الوطن.