مازلنا نذكر رمضان الشيخ محمد رفعت وألف ليلة وليلة والشيخ النقشبندى وأغنيات عبد المطلب وسيد مكاوى وفوازير صلاح جاهين وآمال فهمى ومازلنا نشعر بحنين جارف للأسرة المصرية وهى تجتمع ساعة الإفطار تنتظر أذان المغرب بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والأكلات المصرية العتيقة قبل أن تقتحم عيوننا وآذاننا المسلسلات بالشتائم ونحن نعيش هذه الأيام المباركة.. مازلنا نشتاق إلى صوت الإذاعة وبرامجها المسلية وحواراتها الجريئة ونحن نواجه حشود الفضائيات بهذا الكم الرهيب من الإعلانات حتى إن ما يذاع من المسلسل بضع دقائق لا أحداث فيها ولا دراما والباقى صخب مجنون عن دنيا الإعلانات.. مازلنا نعيش ذكريات الأسرة والكنافة البسيطة والقطايف الحقيقية قبل أنواع رديئة من الحلويات لا احد يعرف مكوناتها .. كان شهر رمضان حقا شهر الأسرة المصرية التى يجتمع كل أبناءها حول مائدة واحدة لا احد ينظر فى نوع الطعام وهل كان الفول أم اللحوم لأن المحبة كانت تجمع الناس حول طعام واحد .. اختلفت الأيام وتغيرت الأحوال وأصبح رمضان شهر الولائم ونسى الناس شهر الوئام .. لم تعد الأسرة المصرية كما كانت، اختلفنا فى كل شىء .. اختلفنا فى أحلامنا فقد اتسعت كثيرا وبالغنا فيها وأصبحنا لا نكتفى بأى شىء .. اختلفنا فى أنواع الطعام التى كنا نحبها واقتحمت حياتنا أنواع كثيرة من الوجبات الجاهزة التى لا احد يعرف مكوناتها ولا احد من الأبناء والأجيال الجديدة يسمع عن شىء اسمه العرقسوس أو الخروب أو التمر هندى وبعد أن كان البلح والتين والزبيب طعام الفقراء أصبح له الآن سعر، كانت الأسرة تشترى البلح والتين والزبيب وقمر الدين ببضع جنيهات والآن تغيرت أسعار السلع ورغبات الناس .. إن الملايين يجلسون أمام الشاشات حيث تدور المعارك وتنطلق الشتائم والبذاءات وبدلا من أن يشاهد أبناؤنا أشياء تعلمهم الحب والتسامح والقناعة تحاصرهم الجرائم وتدور فى رءوسهم الإعلانات ويزداد السخط وتتسع مساحة الكآبة رغم أن الشهر الكريم فى الأساس شهر الرحمة والمغفرة .. كل سنة وانتم طيبون. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة