تسعى مصر اليوم بقوة للعودة الى قارتها التى غابت عنها لسنوات لسد الفجوة فى علاقاتها مع دول القارة التى شاركت معها بل وقادت فى الخمسينات موجة المد التحررى للقارة السمراء من نيرالإستعمار واستغلاله لموارد ومقدرات شعوبها.. تسعى مصر اليوم الى علاقات قائمة على الود والاحترام المتبادل والنظر بعين الاعتبار لمصالح كل دول القارة وإنهاء الأزمات عبرالحوار فقد شاركت مصر عقب ثورتها فى يوليو 1952 اشقاءها فى القارة فى السعى للتوحد ومواجهة التحديات فيعتبر مؤتمر أكرا الذى عقد فى الفترة بين 15- 24 أبريل عام 1958هو أقدم المحاولات لتوحيد دول القارة والذى حضرته الدول المستقلة حينئذ وقد ضم هذا المؤتمر ما يزيد على (200) عضو يمثلون مختلف الأحزاب والإتحادات الطلابية والنقابات العمالية فى مختلف أنحاء القارة الأفريقية وأكد المؤتمر على السيادة للدول الأعضاء والإعتراف بحق الشعب الجزائرى فى الإستقلال. وكذلك قرار خاص بمستقبل الشعوب الأفريقية غير المستقلة إذ طالب الأعضاء بإعلان موحد لحصول هذه المناطق غيرالمستقلة على إستقلالها تماشياً مع رغبة شعوبها وميثاق الأممالمتحدة وهكذا جاءت منظمة الوحدة الأفريقية لتعمل على نبذ الخلافات بين دول القارة وإنهاء التكتلات وقصر نشاط المنظمات التى كانت قائمة على مجالات محددة إقتصادية أو فنية أو ثقافية وأقر مؤتمر أديس أبابا الذى عقد فى الحبشة ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية فى 22مايو 1963 إذ اجتمع رؤساء (30) دولة أفريقية مستقلة ووقعوا على ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية وتم الإعلان عن إنشاء هذه المنظمة فى 25 مايو 1963م وتم الإتفاق على أن تكون عضوية هذه المنظمة مفتوحة للدول الأفريقية المستقلة ذات السيادة بما فى ذلك الجزر الأفريقية شريطة أن تؤمن هذه الدول بمبادئ المنظمة المتمثلة فى سياسة عدم الإنحياز وعدم ممارسة التفرقة العنصرية وفى حالة إنضمام عضو جديد تقرر قبوله الأغلبية المطلقة للدول الأعضاء ويسمح لكل عضو بالإنسحاب من المنظمة بطلب خطى ويصبح نافذاً بعد مضى عام.