«افتعل مشكلة».. هذا هو عنوان واحد من أكثر الكتب مبيعا فى الولاياتالأمريكيةالمتحدة اليوم، ربما فى سوق الكتاب العالمية كلها.. وذلك على الرغم من أنه لم تمر سوى أيام قليلة على صدوره بالأسواق. الكتاب لجون ووترز المخرج الأمريكى الشهير بأفلامه ذات طابع المثير الذى تتبع فيه الحبكة تفاصيل جريمة والكشف عن مرتكبيها. وربما كان هذا هو أحد أهم أسباب رواج الكتاب بين شباب الخريجين. والرسالة من ووترز موجهة لهذه الطبقة بالتحديد بألا يكونوا مجرد مختلفين فى واقعهم العملى بعد التخرج، بل يجب أن يفتعلوا مشكلة وأزمة إن تطلب الأمر من أجل إحداث تغيير يخرج بإطار العمل عن المألوف، فهو يؤمن بأن هذه هى البداية الصحيحة من أجل التغيير إلى الأفضل، أن تكون بأفكار شابة وقوية فى الوقت نفسه وألا يخشى من يطرحها من تهمة افتعال الأزمات والمشاكل. جدير بالذكر أن النواة الأولى لهذا الكتاب طرحها جون ووترز فى هيئة خطاب موجه ألقاه بصورة تلقائية بها الكثير من الحماس فى حفل تخرج حضره فى عام 2015 أمام الطلاب خريجى مدرسة التصميم فى رود آيلاند. وبعد التفاعل الشديد الذى حظيت به كلمة ووترز وتناقل كلمته الحماسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رأت دار نشر «ألجونكوين» ضرورة تقديمه فى هيئة عمل مكتوب سيحالفه الكثير من النجاح. والكتاب ليس غريبا فى محتواه فقط، بل إن شكله الخارجى صمم بذكاء شديد ليصبح مناسبا جدا للطبقة المستهدفة، فهو أقرب إلى كتب الجيب من حيث الحجم وغلافه يغلب عليه اللون الأحمر بكل ما لهذا اللون من دلالات.. وكأنه شعلة ينقلها الكاتب لقرائه ليوقدوا منها نيران تنير لهم مستقبلهم. وعلى الرغم من أن الكتاب يقع بشكل أو بآخر ضمن نوعية كتب التنمية البشرية إلا أنه مختلف تماما من حيث الأسلوب والتقديم واللغة المستخدمة وهذا هو الكتاب السادس الذى ينشر لووترز، لكن كتبه الخمسة السابقة كلها كانت تتطرق لموضوعات مختلفة وكانت أقرب إلى كتب السيرة الذاتية التى سرد فيها الكثير من تفاصيل رحلته.