واشنطن: وحدات عسكرية إسرائيلية انتهكت حقوق الإنسان قبل 7 أكتوبر    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    موعد صرف مرتبات شهر مايو 2024.. اعرف مرتبك بالزيادات الجديدة    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    جامعة كولومبيا تعلن تعليق نشاط الناشطين المؤيدين للفلسطينيين    قوات الاحتلال تقتحم بلدة عنبتا شرق طولكرم    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    مائل للحرارة والعظمى في القاهرة 30.. حالة الطقس اليوم    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    السيطرة على حريق هائل داخل مطعم مأكولات شهير بالمعادي    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    ثروت الزيني: نصيب الفرد من البروتين 100 بيضة و 12 كيلو دواجن و 17 كيلو سمك سنوياً    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    طيران الاحتلال يجدد غاراته على شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    بين تقديم بلاغ للنائب العام ودفاعٌ عبر الفيسبوك.. إلي أين تتجه أزمة ميار الببلاوي والشيح محمَّد أبو بكر؟    تراجع أسعار النفط مع تكثيف جهود الوصول إلى هدنة في غزة    مجلس الدولة يلزم الأبنية التعليمية بسداد مقابل انتفاع بأراضي المدارس    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    النيابة تنتدب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق شب داخل مطعم مأكولات سوري شهير بالمعادي    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    «المقاطعة تنجح».. محمد غريب: سعر السمك انخفض 10% ببورسعيد (فيديو)    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    بالرابط، خطوات الاستعلام عن موعد الاختبار الإلكتروني لوظائف مصلحة الخبراء بوزارة العدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أدباء «الأكثر مبيعاً».. الرواية الجيدة تفرض نفسها
نشر في الأهرام العربي يوم 28 - 10 - 2014


سهير عبد الحميد
نجاح «الفيل الأزرق» كفيلم ورواية للكاتب أحمد مراد، دفع بالعديد من التساؤلات حول جيل الروائيين الجدد، الذى أصبح يمثل حالة خاصة جعلتهم لا يفارقون قوائم الأكثر مبيعاً «البيست سيلر»، وجعلت منهم أملا محتملا فى تنظيف صناعة السينما، مما علق بها منذ سبعينيات القرن الماضى بفضل أعمال أقل ما توصف به أنها هابطة.
ربما يرى البعض أن نجاح تلك الأعمال وراءه اللجوء إلى نوعية جديدة من الموضوعات المستقاة، من عالم السحر أو علم النفس بتركيباته وتعقيدته، وهو ما يطرح التساؤل أيضا، هل هو هروب من الواقع أم استجابة لتوليفة فرضتها دور النشر، أم أن هذا جاء بفعل تأثرهم بالرواية الأوروبية؟
أطروحات عديدة، لكنها تصب فى واقع الأمر فى حقيقة أن هؤلاء الأدباء الشبان استطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم حالة خاصة جدا، وأوجدوا لهم مكانا ومكانة، جعلتهم يرددون بكل ثقة أن القارئ هو الحكم والمرجع فى تحديد العمل الجيد.
عمرو الجندى، مواليد 1983، التحق بكلية التجارة، جامعة قناة السويس وعمل بالكويت لفترة، حيث درس هناك علم النفس فى الجامعة المفتوحة، قبل أن يدرس الأدب الإنجليزى فى جامعة ليفربول ببريطانيا، بعد أن أنهى دراسته أصدر كتابه الأول عام 2009، بعنوان "قصة حب سرية"، وفى عام 2010، صدرت له أول مجموعة قصصية "من أجل الشيطان"، وخلال عام 2011، صدرت أول رواية بعنوان "فوجا" التى حصلت على المركز الأول فى الرواية فى مهرجان القلم الحر للإبداع العربى.تلتها روايته "9مللى" ثم"313".
يقول عمرو الجندى: حبى للأدب دفعنى إلى الدراسة، فالموهبة بلا دراسة تظل منقوصة ولما كانت قراءاتى تتركز فى الأدب العالمى، قررت دراسة الأدب الإنجليزى بعمقه وتجاربه وفلسفاته، والآن أدرس الجرافيك حتى أنقل رؤيتى إلى تصميم الغلاف.
سألته: طبيعة الموضوعات التى تقدمها وشباب جيلك تحفل بموضوعات مغايرة تنتقونها من عالم السحر أو علم النفس، لماذا؟ فقال: جذبتنى الرواية النفسية خصوصا أنها لم تنل الاهتمام الكافي فى مصر، وبصفة عامة كانت هناك منذ الثمانينيات حالة من التخبط سادت عالم الرواية بعد نجيب محفوظ، فاتجه الشباب إلى القراءات العالمية ووجد فيها مجالات أخرى كالرواية البوليسية ورواية الرعب، وبدأ الشباب تقديم تلك النوعية الجديدة على القارئ المصرى. ولا يعنى هذا على الإطلاق أن ما نقدمه يأتى بعيدا عن الواقع، بل نقوم بتسخير القلم البوليسى أو الرعب فى تناول واقعنا، صحيح أنه ظهرت فى العامين الأخيرين أعمال من أدب الرعب نجحت برغم عدم صلتها بالواقع، إلا أنها لن تدوم طويلا.
عمرو الجندى، الذى يقدم رواية كل عام تقريبا، حيث قدم روايته الاولى"فوجا"2011، ثم "9مللى" 2012، وأخيرا "313"، عام 2013، لا يرى أنه غزير الإنتاج، مشيرا إلى أن أدباء مثل نجيب محفوظ كانوا يقدمون روايتين وثلاثة فى العام الواحد.
ويرى أن جيله مازال فى مرحلة التكوين التى قد تشهد بعض التخبط وهو أمر طبيعى، خصوصا أنه لا يوجد موجه ولا يوجد نقد جاد، والمؤسسة الثقافية المصرية لا تمد يدها إليهم –كما يقول- فلا يوجد دعم من جانب الدولة للكتاب، مما عرض العديد من الأدباء الشبان للاحتكار من جانب دور النشر الخاصة، وبعض تلك الدور لا تهتم إلا بالربح التجارى.
أما عن قوائم الأكثر مبيعا، فيرى عمرو الجندى، أنه حتى ولو كانت تلك القوائم لا تمثل مؤشرا على جودة العمل، فإن العمل الجيد يفرض نفسه حتى لو لم يصنف ضمن الأكثر مبيعا، ويضيف: روايتى"313"رواية صعبة تحتاج مستوى من الوعى لفهمها، فهى تعتمد على السيكودراما أو الدراما النفسية والمزج بين الدراما وعلم النفس والسيكودراما نوع من أنواع العلاج النفسى بطريقة مبتكرة تعتمد على تفريغ انفعالات الفرد ومشاعره الدفينة من خلال تمثيل أدوار لها علاقة بالمواقف التى حدثت له فى الماضى أو التى تحدث له فى الحاضر أو التى قد تحدث له فى المستقبل، وعلم السيكودراما علم أسسه ليفى مورينو، الذى أسس أول جمعية تقدم هذا النوع من العلاج، و"313" قدمت السيكودراما لأول مرة فى العالم العربى.
ويشير الجندى إلى أن كتب يوسف زيدان، تحقق فعلا مبيعات مرتفعة وكذلك أحمد مراد، الذى يعرف كيف يسوق نفسه، ومسألة التسويق غاية فى الأهمية، فالكتاب لم يعد قلماً وورقة بل تسويقاً أيضا من خلال حفلات التوقيع والدعاية للكتاب، وفى الواقع نحن أكثر حظا من الأجيال السابقة فى ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعى التى عرفت القراء علينا.
من جانب آخر، فإن تحويل بعض الأعمال الروائية إلى أفلام سينمائية أو تليفزيونية أدى إلى رواج الرواية كما حدث فى"الفيل الأزرق"، وحاليا أنا بصدد تحويل"313" لفيلم سينمائى، وإن كانت تواجهنى مشكلة فى المعالجة لتحويل الشخوص الأمريكية إلى شخوص عربية، حتى لا يشعر القارئ باختلاف كبير فى الفيلم عن الرواية، وكذلك سيتم تحويل روايتى الجديدة "المسيا" أى المخلص باليهودية إلى فيلم سينمائى.
"ربع جرام"و"2ضباط"
عصام يوسف، ابن الكاتب الأديب عبد التواب يوسف، رائد كتابة الأطفال فى مصر والوطن العربى، منها كتاب"عقلة الإصبع"ووالدته الصحفية نتيلة راشد، التى ترأست تحرير مجلة "سمير" لفترة طويلة.
تخرج فى كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، وحققت روايته الأولى "ربع جرام" نجاحا مدويا وصدر منها 25 طبعة، ونظمت لها جامعة الدول العربية احتفالا خاصا عام 2008، نظرا لأن الرواية تطرقت لحياة المدمنين بشكل واف. وجاءت روايته الثانية "2 ضباط" لتحصل على المركز الأول فى مكتبات مصر على مدار أسبوعين حسب إحصاءات الدار المصرية اللبنانية ناشرة الكتاب.
سألته: جيلكم يعيد السينما إلى الاقتباس من عالم الرواية، أيهما سيستفيد من الآخر؟ فأجاب: السينما ستخدم الرواية والعكس، فهناك من يجذبه الفيلم ليقرأ تفاصيل الرواية التى اختزلها الفيلم على مدار نحو ساعتين، والعكس الرواية قد تدفع قارئها إلى مشاهدة الفيلم، وهذا ما حدث مع رواية "الفيل الأزرق" التى نجحت نجاحا مبهرا، وهذا سنستفيد منه جميعا سواء أنا عندما تتحول روايتى "ربع جرام" إلى فيلم سينمائى أم عندما يحول أشرف العشماوى "البارمان" إلى فيلم وغيرها من الروايات والأعمال الأدبية، وطبعا سيؤدى هذا إلى الارتقاء بمستوى السينما بدلا عن السينما الهابطة التى سيطرت على المشهد.
لا يجد عصام يوسف، أية مشكلة فى أن يجمع الكاتب بين ألوان مختلفة من الكتابة، مؤكدا أن روايته الأولى "ربع جرام" كانت رواية اجتماعية، بينما حفلت روايته الثانية "2 ضباط" بعنصر الإثارة، ويعكف حاليا على كتابة رواية رومانسية "قصر البارون" وهو لا يجد غضاضة فى ذلك، فالكاتب طالما كان قادرا على شرح نفسه، فيمكنه أن يكتب أى لون تماما كالمعمارى الناجح الذى يستطيع تشييد أى مبنى سواء أكان مستشفى أم مدرسة أم مسجداً.
ويرفض عصام المقارنة بين جيله والجيل القديم الذى يراه لن يتكرر تماماً، كما لن تتكر أم كلثوم فى عالم الغناء، وهو لا يريد تصنيف نفسه كأديب بل هو روائى أو كاتب.
ويقول عصام يوسف: الزمن تغير والتكنولوجيا فرضت نفسها على أسلوب الحياة ولذا اختلفت لغة الكتابة، فالقارىء يريد الانتهاء من الكتاب سريعا.
ويضيف:"البيست سيلر"معيار عادل للحكم على الكتاب، فالقارىء هو صاحب القرار وهو الذى يصدر حكمه على العمل، فالعبرة بعدد الأشخاص الذين قرأوا الكتاب.
عصام يوسف يمزج فى الكتابة بين الفصحى والعامية، ويرى استخدام العامية فى الحوارات التى تجرى على لسان شخوص الرواية محاكاة للواقع، فى حين يستخدم الفصحى للتعبير عن مشهد أو شرح سيناريو الرواية تماما كلغة الصحافة، إحسان عبد القدوس، كان يكتب بالعامية، فهذا يسهل القراءة ويجعل القارئ أكثر اقترابا من الشخصيات فى العمل.
صاحبة "رتوش لوحة"
لمياء مختار، قاصة وكاتبة مسرحية وشاعرة احتلت روايتها الأولى "رتوش لوحة" المركز الثالث فى مبيعات دار العين فى معرض القاهرة للكتاب 2012، تخرجت في كلية الهندسة قبل أن تتفرغ لهوايتها الأصيلة كتابة الأدب، تقول لمياء: كنت وحيدة أسرتى وكان أبى يهتم بشراء الكتب لى، فكانت القراءة متعتى الأثيرة، وكان التحاقى بكلية الهندسة بناء على رغبة أسرتى ضمانا لمستقبلى، لكن أبى ترك لى حرية ممارسة موهبتى وقد كان.كتبت مسرحاً وشعراً ورواية، لكننى أحببت تجربتى فى كتابة المسرحية والرواية، وقررت حاليا التوقف عن كتابة الشعر، ببساطة لأنى لم أكتب قصيدة منذ انتهيت من كتابة المسرحية، فقد طلب منى الناشر، تحويلها لنثرية لأن الناس من الصعب عليها قراءة المسرح، ومن المستحيل عليها قراءة المسرح شعرى برغم أنه من أرقى الفنون، وكانت وجهة نظر الناشر صحيحة والمسرحية لاقت حظا من الانتشار، لكن المسرح مشكلته حاجتين: أنه مرهق ذهنيا فى كتابته، وغير مقدر معنويا بعد نشره أو عرضه، وبصراحة الكاتب أو الفنان محتاج جدا للتقدير المعنوى، فهو الوقود الذى يساعده على العمل، ولهذا قررت ألا أعاند الظروف الثقافية الحالية فقررت أكتب روايات، هى ممتعة جدا فى كتابتها كالمسرح، لكنها أكثر انتشارا وأقل إرهاقا من الناحية الذهنية، وأنا بطبيعتى أميل للإسهاب فى السرد بعكس المسرح.
مسرحيتى "ولكنه موتسارت" كما ذكرت فى مقدمتها هى رؤية جديدة لفيلم "أماديوس" العالمى الشهير، وحكايتى مع هذا الفيلم غريبة، فلم أكن قد سمعت عنه شيئا حتى بعد تخرجى فى الجامعة وعملى بالهندسة، بالرغم من شهرته وحصوله على 8جوائز أوسكار، وفى يوم كنت أشاهد فيلما أجنبيا لا أذكر اسمه الآن، فإذا بالبطلة تقول "لا أعرف لم لا يعرض التليفزيون الأفلام الرائعة مثل أماديوس"، لفتت نظرى هذه الجملة بشدة فبحثت عن فيلم أماديوس حتى وجدته فاشتريت نسخة وشاهدته، فإذا بى أمتليء حماسة وشغفا بالقصة والألحان والإخراج والتمثيل وكل عناصر الفيلم، حتى وجدت نفسى ذات يوم أمسك بالورقة والقلم وأحاول صياغة قصة الفيلم صياغة شعرية بأحداث جديدة، وصغت المسرحية بطريقة جديدة وأحداث مختلفة إلى حد كبير وبشكل شعرى، وحتى عندما اضطررت لتحويلها إلى نثرية بغرض أن تلقى الانتشار المطلوب أظنها بقيت فيها روح الشعر حتى إن د. سيد البحراوى، وصف النسخة المنشورة النثرية بأنها ما زالت شعرية وتحوى إمكانات هائلة.
وعن نجاح روايتها الأولى "رتوش لوحة" تقول لمياء: قدمت فى الرواية وصف مكثف لشخصيتى البطل "على" وشقيقته "نورا" بكل مشاعرهما وتناقضاتهما مع التركيز على التفاصيل الإنسانية والغوص فى المشاعر.والباحث الأدبى د.محمد علاء حاصل، كتب تحليلاً جميلاً وقال: إنها رتوش حياة مجتمعنا غير المكتملة، وفى الوقت نفسه طرحت الرواية عدة قضايا من المجتمع مثل الازدواجية والنفاق والتشدد الدينى وانخفاض مكانة المرأة حاليا، ومن المؤكد أن مقال د.جابر عصفور، عن الرواية لفت الأنظار إليها، فقد كتب يقول: "الدلالة التى ينبنى عليها عنوان الرواية "رتوش اللوحة" دلالة لا تبتعد كثيرا عن حيوات الأبطال الذين يبدون كما لو كانوا انعكاسات متغايرة الخواص للمؤلف المضمر الذى ليس متورطا بحكم النشأة فى نشاط سياسى مباشر، فالأبطال كلهم عينات لشرائح اجتماعية، تتأثر بأحداث وطنها، ويحركها شعورها الوطنى، لكن دون أن يكون واحداً منها عضو فى حزب أو جماعة، فهم جميعا يحملون الهموم الوطنية نفسها، بحسب الوضع الطبقى (ومن ثم الوعى الطبقى) لكل شخصية من الشخصيات، ولذلك نراهم بعيدين عن النشاط السياسى الذى يتخذ شكل الانتماء إلى جماعة سرية أو علنية أو حتى حزب، والمسارات المتوازية أو المتعارضة التى يمضون فيها، خلال الزمن الروائى، هى مسارات تحدد الملمح النوعى للرواية من حيث هى "رواية تكوين" نرى فيها تعاقب أشكال التفاعل الاجتماعى التى تجعل الأبطال على ما هم عليه، وانتماء أغلب الأبطال للطبقة الوسطى بشرائحها المختلفة يجعل منهم نماذج لأبناء هذه الطبقة التى هى العمود الفقرى للمجتمع المصرى، وهى الطبقة التى تنتج اليمين واليسار، فى كل تنوعاتهما الفكرية، والتى هى منبع الفضائل والرذائل على السواء، وهى الصفات التى قامت بتأصيلها روايات نجيب محفوظ على وجه التحديد، ولقد أكدت المعانى التى أقصدها من ورايتى ومن العنوان، فى جملة مفتاحية كتبتها قبل بداية الرواية مأخوذة من مسرحية لأوسكار وايلد بتقول: "الترف ليس سوى إطار أو "رتوش" للنفوذ والسلطان: السلطان على الغير وعلى الدنيا بما يتبع هذا السلطان من نشوة!"
وتضيف لمياء: لقد، حاولت فى روايتى وأنا أطرح عدة قضايا ألا يتم ذلك على حساب جمال الرواية نفسها ومشاعر الشخصيات، وحاولت أعمل إسقاطات خفيفة من التاريخ ومن ألف ليلة وليلة لإضفاء نوع من الشجن الخفيف فى الرواية وللتقليل من جفاف الواقع، احتمال بعد كده فى رواياتى المقبلة إن شاء الله أركز على قضية واحدة واحتمال ما أناقش قضايا مجتمعية كبيرة أصلا، الكاتب بيحب يجرب كل أنواع الكتابات وكل الأفكار.
سألتها: البعض يرى أن دور النشر تلجأ إلى نشر قوائم الأكثر مبيعا كوسيلة تسويقية، هل ترين أنها وسيلة كافية لقياس نجاح الكتاب أى كتاب؟ فأجابت: البيست سيلر، تهريج من دور النشر لتصعيد كتب معينة، فهم يقومون بتقسيم الطبعة الأولى التى من المفترض أن تكون، ألف نسخة إلى 4 أو 5 أقسام كل قسم 200 أو 300 نسخة ويسمون، كل نسخة.طبعة هذا بخلاف، نوعية الكتب التى توضع فى البيست سيلر ومنها كتاب ممثل كوميدى ظل فى البيست سيلر لمدة عام.. وتضيف: أحترم كتابات أحمد مراد، وحسن كمال، وغيرهما لكن هناك نوعية خفيفة جدا جدا يضعها الناشرون كبيست سيلر و"هى ما تستاهلش يتعبى فيها لب"، ، كما قال محمد البوهى. وأصلا حتى فى أمريكا تلاحظين أفلام البيست سيلر، أصبحت تافهة جدا، مثل، فيلم twilight مثلا، فهو فيلم تافه وليس له معنى بعكس فيلم interview with the vampire الذى يدور فى نفس النسق، كان له فكرة ومعنى، لكن الآن لا أفكار ولا معانى، حتى زمان كان البيست سيلر فى أمريكا له معنى مثل، رواية "الأب الروحي"..وتشير لمياء إلى أن دور النشر أصبح لديها من الجرأة ما يجعلها تقدم نوعية الكتب التافهة بوصفها الأفضل تحت مسمى البيست سيلر اللى فى حقيقته مضلل جدا فى بعض الحالات وليس جميعها.
وتقول: صحيح نحن جيل محظوظ لأن دور النشر حركت المياه الراكدة وأتاحت لنا الفرصة، لكن المشكلة أن هناك غياباً شبه تام لحركة نقدية تقوم بعملية الغربلة لإبراز الأعمال الجيدة، وأنا أهدى أعمالى إلى النقاد فلا يقرأونها، 10 % فقط من النقاد هم الذين يهتمون بقراءة الأعمال عادة، وهم معذورون عشان كثرة الأعمال، لكن عليهم بذل جهد أكبر لفرز الغث من الثمين، لكن عموما ما يسهم فى نجاح الكتاب حاليا، هو جيل الشباب القارئ الذى يسجل انطباعاته فورا على الفيس بوك، ومن الممكن أن يترك النقاد مقاعدهم فى الأبراج العاجية ويتواصلون مع الشباب عبر الفيس بوك.
"تماثيل الملح"
محمد كمال حسن، تخرج فى كلية الآداب جامعة القاهرة، بدأ الكتابة من سن صغيرة، وبدأ بالقصة القصيرة، لكن أول كتاب صدر له رواية بعنوان "تماثيل الملح"، التى احتفى بها الكاتب بهاء طاهر، وقدم مؤلفها بوصفه من الأقلام الواعدة.بعدها صدر لمحمد كمال حسن، مجموعة قصصية "فيلم رعب"، ثم كتابين مع مصطفى زايد "قهوة المصريين" و"عندما أسمع مدونة".
يقول: روايتى"تماثيل الملح"حققت صدى كبيراً أكثر بكثير من أمنياتى نظرا لأنها صدرت من المجلس الأعلى للثقافة وهو محدود التوزيع.وكان ذلك عام 2006، أى لم تكن هوجة إنشاء المكتبات قد بدأت بعد، ولم يكن هناك اهتمام بالتوزيع ولا كنا نسمع عن أعلى المبيعات.
ويضيف محمد كمال: لم يعد هناك مشكلة فى النشر بصفة عامة فى دور النشر الخاصة أو الحكومية، لكن المؤسسة الثقافة الرسمية ليست لديها القدرة على التوزيع وإقامة الندوات ومساعدة الكتاب الشباب تحديدا فى الترويج والاحتفالات، هذا مجهود كبير لن تستطيع المؤسسة الثقافية الرسمية الوفاء به. وهذا ما تقدمه دور النشر الخاصة، التسويق والترويج.
والبيست سيلر ليست موضة بل أرقام خاصة بالتوزيع ودور النشر على مستوى العالم تهتم بها ودور النشر تقدم نوعيات مختلفة من الأعمال، لأنها تحاول إرضاء كل الأذواق فهى شركات خاصة، ومن الطبيعى أن تهتم بتحقيق الأرباح ومن الصعب أن تتخصص فى نوعية واحدة، ويقول: القصة القصيرة عشقى الأساسى وهى موجودة بشكل مهول، لكن الإقبال على الرواية وكتب السيرة والأدب الساخر، وفى النهاية القصة القصيرة الجيدة تجد قارئها، أما لغة الكتابة فهى أذواق عند المؤلف، لكنى أستمتع بالفصحى.
الكتاب يتساءلون: جودة أم خدعة لزيادة التوزيع؟
إلى أى مدى تعبر قوائم «الأكثر مبيعاً» التى أصبحت دور النشر تعلنها على مواقعها الإلكترونية، عن حقيقة توزيع الكتاب فى ضوء حقيقة أن دور النشر أصبحت تقسم الطبعة الواحدة فى شكلها الكلاسيكى من 3000 نسخة إلى أكثر من طبعة لتوهم القارئ بزيادة الإقبال عليها.
وإلى أى مدى يعكس البيست سيلر جودة الكتاب وموهبة كاتبه؟
أسئلة مشروعة فى ظل واقع لا يجب إنكاره، وهو أن هناك مواهب حقيقية على الساحة يحقق أصحابها أرقاما قياسية فى التوزيع، وتفرض نفسها بقوة.
الروائى حمدى أبو جليل يري أن هناك رواجا للكتاب الأدبي فى العشرين سنة الأخيرة بنوعيه: الخفيف والثقيل، أما الأول فهو معروف فى العالم كله كأدب بسيط ومسل وممتع وله شروط فى كتابته يجب عدم الخروج عنها.
ويقول: برغم أننى أشدت بتجربة أحمد مراد فإنه خرج عن المسار فى " الفيل الأزرق "فلم يبذل فيها جهدا فجاء عملا بائسا، بل لقد قدم أفكار السلفيين فى ثوب ما بعد الحداثة ومع هذا لا يمكننى القول إن تلك الأعمال تشكل ظاهرة بين جيل الروائيين الشباب، فالكثيرون منهم يقدمون أعمالا جيدة.
ويشير أبو جليل إلى أن الجيل الحالى يسعى للوصول إلى الجماهير ودور النشر تقوم بتقسيم الطبعات إلى أعداد قليلة، فالطبعة الأولى قد تتكون من 200 نسخة وهو رقم ضئيل بالنسبة للطبعة الكلاسيكية التى تتشكل من 3000 نسخة وهى وسيلة للتوزيع لا غبار عليها طالما تسهم فى رواج الكتاب، لأن من عادة المصريين الاتجاه إلى الكتاب الذى عليه طابور، صحيح أن البيست سيلر نوع من الضحك على الدقون فإنه ضحك حسن لأن الغرض النهائى هو «بيع الكتاب».
أما موسي على مدير النشر بالدار المصرية اللبنانية: فيؤكد الموهبة هى المعيار بالنسبة لنا فى الدار لاختيار الكتاب والنص الجيد يفرض علينا قبوله، وكل عمل يخضع للجنة تقييم، ولا نتبنى منهجا لنشر روايات الرعب كنهج تجارى، ورواية 313 على سبيل المثال تندرج تحت علم النفس لا السحر .. ووجود الغموض فى الرواية إذا كان يخدم الرواية فما الضرر منه ونحن نعد إحصائيات شهرية على موقعنا لتحديد الأكثر مبيعا بناء على نسبة المبيعات.
فدوى البستانى رئيس مجلس إدارة دار البستانى للنشر تشير إلى أن قوائم البيست سيلر تقاس بنسب المبيعات، وهو مقياس معمول به فى كل أنحاء العالم، وهناك قوائم للمبيعات فى المكتبات التى تبيع كتب الناشرين، فى بعض الأحيان قد تلجأ دور النشر إلى إعداد البيست سيلر للترويج لكتب معينة، لكن هذا لا ينطبق على الجميع فهناك أسماء تبيع، صحيح أن البيست سيلر ليست مؤشرا حقيقيا على جودة الكتاب ولا تعنى أن الكاتب إذا حقق أحد كتبه نجاحا، فإن هذا سينطبق على سائر الكتب، فأحلام مستغانمى روايتها الأولى " ذاكرة الجسد " كانت رائعة لكن روايتها الثانية لم تكن بالقوة نفسها، فالنجاح لكاتب فى أحد أعماله لا يعنى أن كل أعماله ستأتى على المستوى نفسه.
وتضيف: هناك أعمال روائية مسلوقة لأننا فى عصر التيك أواى والفهلوة، والعمل الجيد يفرض نفسه طالما جاء متكاملا، فحتى الآن مازالت تتصدر مبيعات الدار، مؤلفات جبران خليل جبران خصوصا " النبى" و "الأجنحة المتكسرة".
شباب الكتابة .. كتابة الشباب
الكاتب والروائى يوسف القعيد يقول: البيست سيلر أو ظاهرة الكتب الأكثر توزيعا وانتشارا صناعة أكثر منها كتابة، وهى صناعة لها قواعدها المعروفة فى عالم اليوم . وقد بدأت فى الغرب أساسا، لا يوجد كتاب يأتى من الغرب إلا ومكتوب على غلافه الأمامى، أنه أكثر الكتب توزيعا فى هذه الدولة أو تلك، أما غلافه الخلفى فعليه عبارات قيلت عن الكتاب عندما صدرت طبعته الأولى، والأساطير فى هذا السياق أكثر من الهم على القلب، والعبارات مكتوب فى آخرها الصحف التى نشرت فيها. وفى أولها أسماء من قالوا تلك العبارات، والأمر كله يتعامل مع الكتاب كما لوكان سلعة تجارية، تحاول جذب القارئ بأى وسيلة ممكنة، بصرف النظر عن نزاهة الوسيلة أو شرفها من عدمه، أعتبرها جزءا من حكاية طويلة وعريضة يمكن أن أسميها " خصخصة الكتابة " وبرغم الكثير من الظواهر التى عرفت طريقها لحياتنا فى منتصف سبعينيات القرن الماضي، وجاءت إلينا مع سياسات الانفتاح الاقتصادى الذي مارسناه على طريقة الانفتاح سداح مداح، فإن ظاهرة الكتب الأكثر انتشارا جاءتنا مع نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحادى والعشرين .
الفارق بيننا وبين الغرب أنهم هناك لا يعتبرون أن الكتاب الأكثر انتشارا وتوزيعا من الأدب الخالص الذي يمكن التعامل معه باعتباره أدبا يمكن أن يصنف بأنه قصة أو رواية أو نص مسرحى أو حتى كتاب فى النقد الأدبي، بل هى كتب أقرب لاعترافات ليلية أو تجارب شخصية أو مآس يومية.
عندهم مثل هذه الكتابات تبدأ بمحاولة تحويل فيلم سينمائى نجح جماهيريا بصورة غير عادية فقرر تحويله لكتاب، وفعلا يتم إعادة إنتاج الصور الناطقة فى الفيلم إلى مشاهد مكتوبة فى كتاب لا أستطيع أن أقول عنه رواية أو مجموعة قصصية، لأن الأمر يعتمد على الشطارة والفهلوة ومحاولة خلق شىء من لا شىء أو مايقول عنه العامة " يعمل من الفسيخ شربات " وربما لو بحثنا وراء ما يقولون عنه كتب أكثر انتشارا عندنا ودققنا فى الأمر وقرأناها، لاكتشفنا أنها أفلام – فى معظمها- جرى تحويلها لكتب.
هؤلاء سرقوا الأضواء من كتابات شابة جيدة تملأ بر مصر الآن داخل القاهرة وخارجها وفى الأقاليم، لا أريد أن أسوق أسماء، لأن النسيان جزء من الذاكرة البشرية ويخيل لى إن الإنسان سمى الإنسان لأنه ينسي، ولكنى أجد نفسى أمام نماذج أدبية فى الكتابة الروائية والقصصية والشعرية، خصوصا شعر العامية تتجاوز كثيرا ما يتم فى القاهرة تحت مسمى : الكتب الأكثر مبيعا.
أعتقد أن النقاد عليهم أكبر قدر من المسئولية فى تجاهل الجيد الذي يصدر فى صمت ومن دور نشر صغيرة وربما تتم طباعته على نفقة المؤلف، وإن أقيم له حفل توقيع لا يحضره أحد ويمضى العمل منذ صدوره وكأنه لم يصدر أساسا، هذه أصوات جيدة وجديدة وتحمل رؤى مغايرة لكل ما يكتب الآن، لكن أصحابها يعانون من الهم القديم الذي يقول " قيراط حظ لا يساوى فدان بخت" أقصد أن البخت أو الحظ أهم بكثير من الشطارة التى تعلمنا من الأجيال السابقة علينا أنها كلمة السر فى الشطارة الحقيقية.
ثم هل يمكن أن ننسى أن الرواية التى كانت أكثر توزيعا فى ستينيات القرن الماضى وضربت الرقم القياسي فى عدد الطبعات كانت رواية عزيز أرمانى الشهيرة "خنى بعاري " وعلى غلافها – ومازلت أذكره حتى الآن – امرأة مرمية على الأرض وجهها ملاصق للتراب بين قدمين لرجل لا نرى منه سوى قدميه، هذه الرواية هزمت فى التوزيع روايات نجيب محفوظ ومحمد عبد الحليم عبد الله وأمين يوسف غراب وعبد الرحمن الشرقاوى ويوسف السباعى ويوسف جوهر وإحسان عبد القدوس . و«كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.