أثار تصريح الممثلة العالمية سلمى حايك بأنها لا تخاف من الدهون، وأنها تعد شوربة العظام لأنها غنية بالبروتينات والمعادن ومفيدة جدا للجلد - ولذلك تحرص على تناولها باستمرار- صدمة لدى كثير من السيدات متسائلات عن حقيقة هذا التصريح. تؤكد د.شريفة فهمى مصطفى رئيس قسم العقاقير بكلية الصيدلة باحدى الجامعات، هذه الحقيقة موضحة أن شوربة جدتنا المعروفة بشوربة الكوارع (شوربة العظام) مفيدة جدا، فعظام ولحوم الحيوانات فى هذه المنطقة تكون مليئة بالجيلاتين، ذلك البروتين المفيد صحيا وتناول هذه الشوربة بانتظام يوفر مجموعة من الفوائد مثل محاربة التجاعيد والإقلال من ظهورها، وعلاج هشاشة العظام بالتعاون مع العلاجات الطبية المعروفة، تحسين أداء المفاصل والقدرة على الحركة وعلاج التهابات العظام والمفاصل، تقوية الأسنان وتقليل ظهور حب الشباب وعلامات تمدد الجلد وزيادة صلابة الأظافر ولمعان الشعر وعدم تساقطه، كما تدخل بروتينات الجيلاتين فى تجديد الخلايا وحمايتها من الأكسدة. وتشير إلى دراسات إكلينيكية أثبتت أن تناول ثلاثة جرامات من الجيلاتين يوميا يساعد فى التغلب على الأرق، ويحسن أيضا من الأداء الذهنى فى اليوم التالي. كما يحتوى الجيلاتين كذلك على الكالسيوم والماغنسيوم والفوسفور والكبريت، وكلها مكونات تحافظ على سلامة العظام ومنع حدوث الكسور بسهولة ويساعد فى علاج هشاشة العظام أيضا. وتوصل العلماء حديثا إلى أن الجيلاتين له قدرة على إنقاص الوزن عن طريق زيادة هرمون اللبتين leptin وهو المسئول عن الإحساس بالشبع وهرمون الإقلال من الشهية هرمون الجيرلين gherlin. ويحتوى الجيلاتين أيضا على الجلايسين والذى يعتبر من المثبطات للناقلات العصبية ولذلك يعمل كمضاد للقلق والاكتئاب بصورة بسيطة مما يساعد على حالة نفسية هادئة. ويعمل الجلايسين أيضا على تقوية الأغشية المبطنة للجهاز الهضمى مما يقلل من إلتهاباته ويحسن الهضم. وتوضح د.شريفة أن الكولاجين يعتبر أحد أهم البروتينات الموجودة فى جسم الإنسان والحيوان، ويوجد فى الأنسجة الضامة والعظام والجلد والمفاصل والعضلات والأربطة وغيرها من أعضاء الجسم المهمة، ويمثل حوالى ربع كمية البروتينات فى جسم الانسان، كما يعتبر وحدة البناء للحفاظ على سلامة وحيوية الكثير من أعضاء الجسم وأى نقص فى كمياته أو مكونات بنائه يؤثر بالسلب على جميع الأعضاء التى تعتمد علي وجوده لتجديد خلاياها وسلامتها، وفى داخل جسم الإنسان يتم تكسير الكولاجين فى عدة خطوات لتحويله لأحماض أمينية أساسية (وهى والوحدات المكونة له)، ومن ثم يتم امتصاصه مرة أخرى ويستعمل لإنتاج الكولاجين مرة ثانية. وعندما نحاول استخلاص الكولاجين من لحوم الحيوانات وعظامها عن طريق الغلى مع الماء يتحول الكولاجين إلى جيلاتين، وهو مادة غليظة القوام، نصف شفافة، ليس لها لون ولا رائحة، ومكونة من البروتين، وتشترك فى التكوين الكيميائى مع الكولاجين أى إنها مكونة من نفس الأحماض الأمينية للكولاجين باختلاف طفيف. ويعتبر كل من الحمض الأمينى الجلايسين glycine، والحمض الأمينى البرولين proline هما الأكثر وجودا فى كل من الكولاجين والجيلاتين. ولذلك أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن تناول الجيلاتين يوميا بجرعة تتراوح مابين 2 جم إلى 20 جم (حسب الغرض العلاجي) يوفر احتياجات الجسم من الأحماض الأمينية اللازمة له لكى يصنع الكولاجين ويحافظ على وظائفه ويعطى للمريض مجموعة من التأثيرات الصحية والعلاجية بشكل طبيعي، وفى الدول الأوروبية الآن وغيرها من الدول الغربية يباع الجيلاتين كمكمل غذائى صحى بالصيدليات له مجموعة كبيرة من المزايا و يحرص على تناوله الكثير من الناس خصوصا من هم فوق سن الثلاثين. ويمكن إضافة الجيلاتين على بعض المأكولات أو المشروبات مثل عصير الفاكهة الطبيعية أو لعمل جيلى طبيعى أو بكمية أقل لعمل «السموثيز» smoothies مع إمكانية إضافته للشوربات أو الصلصات. ويباع الجيلاتين أيضا كحبيبات أو بودرة أو شرائح فى محلات الأغذية والحلوى ولكن يجب التأكد من إنه من أنواع طبيعية وجيدة.