عندما خرجت سهام النظرات النارية من المدير الفني للاهلي حسام البدري إلي الحكم محمود عاشور، خلال مباراة الفريق مع الانتاج الحربي، دارت التساؤلات حول قصة المعاملة الغريبة التي يتقمصها المدربون هذا الموسم مع قضاة الملاعب .. فهناك حالة من الانفلات الاعصابي المشوب بالخروج عن النص تنتشر بين أصحاب المقعد الساخن، لدرجة أن مكانهم المفضل بات في المدرجات ليس مرة واحدة بل مرات عدة، وكأن العقوبات التي يتعرضون لها من لجنة المسابقات برئاسة المجتهد عامر حسين لا تردع أحدا. وعلي مدي الأسابيع الماضية سجل أكثر من مدرب اسمه في القائمة السوداء للمدربين المشاغبين، بل إن «صحيفة سوابق» العديد منهم باتت حافلة وفي مقدمتهم أحمد حسام ميدو المدير الفني لوادي دجلة ونجم الزمالك السابق الذي تعرض للطرد مرتين هذا الموسم، كانت الأولي أمام ناديه الزمالك بالجولة ال12 للدوري والتي انتهت بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما، قبل أن تقرر لجنة المسابقات باتحاد الكرة برئاسة عامر حسين، إيقافه 4 مباريات وغرامة 10 آلاف جنيه لما بدر منه خلال المباراة تجاه الحكم محمد الصباحي وأيضا تصريحاته عقب اللقاء. بينما كانت البطاقة الحمراء الثانية في مباراة المقاصة التي فاز بها دجلة بهدف دون رد ضمن الجولة ال 25 للدوري بسبب اعتراضه علي حكم اللقاء خاصة بعد احتساب ركلة جزاء للمقاصة تصدي لها عصام الحضري حارس دجلة. وانفعل ميدو بشكل كبير علي الحكم الذي قرر طرده من اللقاء بسبب عصبيته الزائدة واعتراضه علي قراراته بشكل مستمر، ليمتثل للقرار ويتابع المباراة من مدرجات استاد الفيوم ويتلقي قراراً بالايقاف لمدة مباراة واحدة. ودخل العميد حسام حسن، المدير الفني للمصري، القائمة بل وبدأ الموسم موقوفاً حيث قاد فريقه خمس مباريات هذا الموسم من المدرجات علي خلفية إيقافه 8 مباريات بعد تعديه بالضرب علي مصور مديرية أمن الإسماعيلية الموسم الماضي في مباراة غزل المحلة. وتعرض للطرد في مباراة المصري أمام الاسماعيلي بسبب الاعتراض علي الحكم ليتم إيقافه مباراة واحدة قاد فيها فريقه من المدرجات. كما تعرض سعفان الصغير مدرب حراس مرمي الإسماعيلي للإيقاف لمدة أربع مباريات وتغريمه 5 آلاف جنيه، بسبب الحديث بأسلوب غير لائق والاعتراض علي حكم مباراة فريقه أمام المقاصة في الأسبوع ال23 للدوري، والتي انتهت بفوز الفريق الفيومي 3/2. وتضم قائمة المدربين السوابق، محمد عودة المدير الفني للمقاولون العرب الذي تعرض للإيقاف 4 مباريات بعد اعتراضه بشكل غير لائق علي قرارات حكم مباراة فريقه ضد الجيش في الجولة الرابعة للدوري هذا الموسم. كما تعرض للإيقاف مباراة واحدة كل من حلمي طولان المدير الفني السابق لسموحة، علاء عبدالعال مدرب الشرقية السابق، وأسامة عرابي مدرب النصر للتعدين السابق، وشوقي غريب مدرب الإنتاج الحربي السابق، ومؤمن سليمان المدير الفني لسموحة . وقد فرضت ظاهرة المدربين المشاغبين نفسها علي الساحة الانجليزية ممثلة في البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشستر يونايتد الانجليزي، وصاحب السجل الحافل من العقوبات بسبب سوء سلوكه مع الحكام، لدرجة أن أحد الحكام السابقين طالب بايقافه ست مباريات علي الاقل وفرض غرامة مالية كبيرة عليه للحد من تجاوزاته. وقد آثارت انتقادات المدرب البرتغالي المتكررة للحكام استياء فولكر روث رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الأوروبي والذي يلقب مورينيو ب «عدو كرة القدم». وكان مورينيو قد دأب علي إبداء اعتراضاته علي القرارات التحكيمية والشكوي من أداء الحكام وتبرير الهزائم بالاضطهاد التحكيمي، وبدوره لم يترك الاتحاد الإنجليزي أي فرصة إلا وقرر معاقبته، فعلي سبيل المثال وفي أكتوبر العام الماضي (2015) تعرض للإيقاف مباراة واحدة وغرامة مالية 50 ألف جنيه إسترليني بسبب اعتراضه علي رفض الحكم احتساب ركلة جزاء لتشيلسي أمام ساوثامبتون في المباراة التي انتهت بخسارة البلوز 3-1، وفي نوفمبر من نفس العام تعرض لعقوبة الإيقاف مباراة واحدة وغرامة مالية 40 ألف جنيه إسترليني بعد طرده من مباراة تشيلسي وست هام والتي انتهت بخسارة فريقه 2-1.
