فى إطار الاهتمام الإقليمى والدولى بمشاركة جامعة الدول العربية فى مراقبة الاستحقاقات الانتخابية بمختلف أنواعها، تلقى السيد أحمد أبو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية دعوة رسمية من السيد رمطان لعمامرة وزير الدولة، وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولى بالجمهورية الجزائرية لمشاركة الجامعة فى ملاحظة الانتخابات التشريعية الجزائرية المقرر اجراؤها غدا، وتم توقيع اتفاق حول مهمة ملاحظى بعثة الجامعة بين الامين العام والسيد عبد القادر مساهل وزير الشئون المغاربية والاتحاد الافريقى وجامعة الدول العربية بالجزائر. وتم إرسال وفد مقدمة فى مارس الماضى ، عقد عدة لقاءات مع مختلف شركاء العملية الانتخابية والجهات المختصة بالإعداد والتنظيم. تفاصيل انتخابات الجزائر، وظروف إنشاء إدارة للانتخابات بالجامعة العربية نتعرف عليها من خلال الحوار التالى مع الوزير المفوض هادية صبرى مستشار أول، مديرة إدارة الانتخابات بالجامعة : ما أهم النقاط التى يركز عليها وفد الأمانة لملاحظة الانتخابات الجزائرية المقبلة؟ توجه وفد مقدمة بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة انتخابات المجلس الوطنى الشعبى الجزائرية برئاسة السفير د. سعيد ابو على الامين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والاراضى العربية المحتلة، إلى الجزائر لمقابلة الجهات المنوط بها الاعداد وتنظيم اجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، وكذلك إتمام كل الترتيبات اللوجستية، على ان يلحقه باقى اعضاء البعثة، وتضم البعثة فى عضويتها 121 ملاحظاً ينتمون إلى 18 جنسية عربية دون مشاركة الجنسية الجزائرية، ويؤخذ فى الاعتبار عند تشكيل البعثة عدة عوامل منها حجم البلد والكثافة السكانية وحجم الدوائرالانتخابية، كما يراعى عند الاختيار عدة معايير مثل تنوع الجنسيات، والتوازن فى التمثيل مابين النساء والرجال، ومن المقرر أن يتم نشر أعضاء البعثة فى الولاياتالجزائرية ال 48 فور الوصول، وعليه تصدر بعثة الجامعة العربية بيانها التمهيدى الذى يتضمن ملاحظاتها وتوصياتها، وسيلتقى الوفد، خلال مهمته بالجهات المعنية بالعملية الانتخابية بدءاً من اللجنة الوطنية المكلفة بتنظيم الانتخابات، والهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، ومروراً بالمسئولين فى وزارات الخارجية والداخلية والعدل والاتصال، بالإضافة إلى ممثلى الأحزاب السياسية المشاركة في هذه الانتخابات. لماذا كان التفكير فى إنشاء إدارة مستقلة للإشراف على الانتخابات ؟ بدأت جامعة الدول العربية العمل فى مجال مراقبة الانتخابات منذ التسعينيات بالتزامن مع تزايد الاهتمام الدولى بهذا الموضوع، حيث كانت اول مشاركة للجامعة العربية فى عملية المراقبة عام 1992، عندما وردت دعوة من قبل وزير خارجية جيبوتى يطلب فيها مشاركة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات، وبالفعل استجابت الجامعة لهذا الطلب وتم إرسال وفد لمراقبة الانتخابات التشريعية ، ومنذ ذلك التاريخ تعمل الجامعة العربية فى هذا المجال وفقا للدعوات التى تتلقاها من الدول لمراقبة الانتخابات، ونتيجة لازدياد الدعوات التى تلقتها الجامعة العربية من الدول الأعضاء وغير الأعضاء للمشاركة فى مراقبة استحقاقاتها الانتخابية، خاصة الفترة ما بين 2004 و 2013 بالاضافة إلى اهتمام الجامعة بدعم وتعزيز عمليات التحول الديمقراطى فى دولها الأعضاء، ظهرت حاجة ملحة إلى ضرورة وجود كيان مؤسسى يعنى بشئون الانتخابات داخل الجامعة العربية، ومن هذا المنطلق، أصدر الدكتور نبيل العربى الأمين العام السابق فى شهر مايو 2013 قرارا بإنشاء «أمانة شئون الانتخابات» تقع ضمن إطار هيكل الأمانة العامة الرئيسى ، وتحت رئاسة نائب الأمين العام أحمد بن حلي، وقد جاءت مشاركة بعثات الجامعة دعما لمسيرة الإصلاح السياسى والتحولات الديمقراطية فى المنطقة العربية، حيث راقبت جامعة الدول العربية الانتخابات فى 20 دولة فى العالم حتى الآن سواء كانت رئاسية أو برلمانية، إضافة إلى الاستفتاءات ، منها 12 دولة عربية و 8 دول غير عربية ، وقد ارسلت الجامعة حتى الآن أكثر من 70 بعثة مراقبة ، تضمنت فى مجملها مشاركة مالا يقل عن 1700 مراقب من موظفى جامعة الدول العربية. ما هو دور الأمانة فى متابعة الانتخابات و ما هى آلية العمل ؟ تتمثل اهداف بعثة المراقبة فى تقييم مختلف مراحل العملية الانتخابية بكل حيادية وتجرد، بما فى ذلك الحملات الانتخابية وعمليتا الاقتراع والفرز، والتأكد من مدى مطابقة مجريات العملية الانتخابية مع الاجراءات والقوانين والانظمة المتبعة والتشريعات الوطنية المنظمة لها ومدى اتساقها مع المعايير الدولية المتعارف عليها هل هناك تقارير تصدر عن الأمانة عقب العملية الانتخابية ؟ ولمن تقدم ؟ فى نهاية يوم الاقتراع وعقب الانتهاء من عملية المراقبة والعد والفرز يصدر رئيس البعثة بيانا تمهيديا بالمؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات، يتضمن عدد المراكز التى زارها اعضاء البعثة وملاحظات البعثة حول يوم الاقتراع، وبعد إعلان النتائج النهائية بالدولة بحوالى شهرين يتم إعداد التقرير النهائى لبعثة المراقبة يتضمن الاستعدادات والتحضيرات للمهمة، واجتماعات وانشطة البعثة، ومنهجية العمل، والاطار القانونى للعملية الانتخابية، والملاحظات الايجابية والسلبية وتوصيات البعثة حول مختلف مراحل العملية الانتخابية. ما الفرق بين الأمانة ودور المنظمات الدولية فى مراقبة الانتخابات ؟ يختلف دور كل منظمة دولية تعمل فى مجال المراقبة الدولية عن الاخرى، فبعض المنظمات تقدم الدعم من خلال إرسال بعثات المراقبة والتى تسهم فى تعزيز ثقة الناخب فى مصداقية العملية الانتخابية، بالاضافة الى تقديم الدعم والمساندة الانتخابية، والبعض الاخر من المنظمات يقدم الدعم الانتخابى فقط دون المراقبة وذلك من خلال المساعدة الفنية والتقنية، فعلى سبيل المثال تقدم الاممالمتحدة الدعم والمساندة الانتخابية لدولها الاعضاء وذلك يكون بناء على طلب مقدم من الدولة العضو او بناء على تكليف او تفويض من مجلس الامن، ولكن الاممالمتحدة لا تقوم بدور المراقبة إلا بتكليف من مجلس الامن او الجمعية العامة للامم المتحدة، والهدف الاساسى التى انشئت من اجله أمانة شئون الانتخابات بالجامعة العربية الاشراف على مهام عملية مراقبة الانتخابات والقيام بجميع الاعمال الفنية والتنظيمية المتعلقة، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية فى الدولة التى تجرى بها الانتخابات، علما بأن الجامعة العربية لديها مراقبون قصيرو المدى يمتلكون قدرات وامكانيات كبيرة نظرا لما اكتسبوه من خبرات تراكمية، سواء من خلال المشاركة فى عملية مراقبة الانتخابات او الدورات التدريبية المتخصصة فى هذا المجال، وتهدف امانة شئون الانتخابات إلى تطوير عمل جامعة الدول العربية، وذلك بالتركيز على برامج بناء القدرات وإعداد الكوادر الفنية من موظفى الامانة العامة من خلال الدورات التدريبية، بالاضافة الى اقامة علاقات تعاون مؤسسية مع المنظمات الدولية والاقليمية العاملة فى هذا المجال، كما تهدف الى تكوين فريق من الخبراء من موظفى الجامعة يكون قادرا على تقديم الدعم والمساعدة الفنية والتقنية والتدريب للهيئات والإدارات الانتخابية للدول الأعضاء التى ترغب فى ذلك، مثل إرسال خبراء متخصصين للمساعدة فى مختلف مراحل العملية الانتخابية وتدريب القائمين عليها، وإعداد الانظمة الانتخابية للدولة، حيث ان هذا النوع من الدعم يكتسب اهمية مساوية لمراقبة الانتخابات او ربما يفوقها اهمية ،علما بأن من بين موظفى الجامعة العربية يوجد 23 مدربا معتمدين كليا وجزئيا يمكن الاستعانة بهم فى هذا المجال مستقبلا .