الحب والخيانة فى أروقة الاليزيه

فرنسا بلد الجن والملائكة مثلما قال عنها طه حسين، مدينة النور التى عشقها كل من زارها ، تعاقب على حكمها ما يقرب من 23 إمبراطورا ، و23 رئيسا ، لكن تكاد تكون قصص العشق والحب عند حكامها جزءًا من طقوسهم وكأن قصر الاليزيه على موعد دائم مع مغامرات الحب و الغرام.
فقصص الحب فى الاليزيه قديمة تمتد جذورها إلى الإمبراطور نابليون الثالث، الذي قام بإخفاء قصة عشقه خارج إطار الحياة الزوجية بحفره نفقا سرّيا من رواق القصر إلى الفندق الذي يلتقي فيه عشيقته ، لويز دي ميرسي آرجنتيو.

اما فى العصر الحديث فكان للرئيس فرنسوا ميتران قصه اخرى .. فرغم كونه متزوج من دانييل ميتران، إلا انه كان لديه علاقة غرامية استمرت لما يقرب من الثلاثين عاماً مع مؤرخة الفن آن بينجيوت. تفاصيل هذه العلاقة نشرت في كتاب يضمَّ أكثر من 1200 رسالة حب أرسلها ميتران ل بينجيوت. والتى انتظرت لخمس سنوات بعد من وفاة زوجته دانيال لتفرج عن هذه الرسائل . وكانت بدايات ظهور حياته المزدوجة للعلن عام 1994 عندما نشرت صفحات مجلة "باري ماتش" صور لميتران مع ابنته مازارين التي ولدت عام 1974.

ليأتى بعده جاك شيراك لتحيا معه زوجته ببرناديت شودرون دو كورسال، 60 عاماً من الزواج رغم الخيانة وقد نجحت هذه السيدة في كسب قلوب الفرنسيين، لتصبح السيدة الفرنسية الأولى الأكثر شعبية في تاريخ الجمهورية الفرنسية، وتعد بيرناديت حاله خاصة فقد واجهت بصلابة خيانات زوجها المتكررة. بل ونجحت فى إحاطة كافه احداث حياتهم بسريه تامه حتى كشفت عن خيانات زوجها ، في فيلم وثائقي بعنوان (برناديت شيراك، ذكرى امرأة حرة) بثته قناة France 2 عام 2016

و يعد نيكولا ساركوزي صاحب السابقة الاولى فى قصر الإليزيه فلأول مرة رئيس يطلق ويتزوج أثناء فتره ولايته. فبعد 11 عاماً من الزواج ، قرر الزوجان الانفصال لينشرعلى اثرها الاليزيه بياناً رسمياً يعلن "انفصالهما بالتراضي ليلتقى بعدها ساركوزي بالمغنية وعارضة الأزياء السابقة كارلا بروني ليحتفلا بزواجهما المدني في قصر الاليزيه. وقد أنجبت بروني ابنة تدعى جوليا خلال فتره ولايته . وتعتبر هذه هي المرة الأولى في تاريخ جمهورية فرنسا يصبح الرئيس والداً أثناء ولايته.

أما فرنسوا هولاند فقد تولى منصبه وهو اب لأربعة أطفال من علاقة سابقة لم تكلل بالزواج ، ليدخل هولاند الإليزيه مع فاليري تريرفيلر ك"صديقة" أولى لا سيدة أولى. وبعد عامين انفصلا. يومها أوضح هولاند أنه يتحدث بصفة شخصية وليس بصفته رئيس الدولة لأن الأمر يتعلق ب"حياته الخاصة". وقال: "أعلن أنني أنهيت حياتي المشتركة مع فاليري تريرفيلر". ليكمل بعدها فتره رئاسته عازباً.

أما الآن فيستعد قصر الاليزيه لاستقبال قصه عشق جديدة بطلها الرئيس الفرنسي المُرتقب إيمانويل ماكرون ،فماكرون متزوج من بريجيت ترونيو والتى تكبره بأكثر من 25 سنة وهي جدة لسبعة أحفاد من 3 أبناء أنجبتهم من زوج سابق، أحدهم يكبر ماكرون بعامين والجدير بالذكر ان بريجيت عملت كمعلمة في مدرسة ثانوية درس فيها ماكرون فقد عشق التلميذ ذو ال 15 عاما معلمته من النظرة الأولى. ومع أن عمرها كان 40 عاماً ومتزوجة وأم لأولاد، إلا أنها بادلته الحب. ليرتبطا لاحقاً وهو في عمر 18 وهي 43 سنة. وسيشكل ذلك الثنائى نقلة نوعية في صورة العائلة الأولى للإليزيه.
لكن قد تتغير كل تلك المعادلات إذا فازت مارين لوبن بالرئاسة، فرغم كونها قد طلقت مرتين لترتبط بعدها ب لويس أليوت وام لثلاثة أطفال الا انها ستكون المرة الأولى التي تدخل فيها امرأة الإليزيه كرئيسة وليست مجرد زوجة أو حبيبة.
لمزيد من مقالات نيفين عماره;