باماكو- وكالات الأنباء: في مؤشر جديد علي تزايد القلق العالمي إزاء الأوضاع في مالي, كشف تقرير لصندوق الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف أمس عن أن الأطفال في شمال مالي يتعرضون للتجنيد القسري والاغتصاب والقتل بالمتفجرات والتمثيل بالجثث علي أيدي المجموعات المسلحة في تلك المناطق. وذكر التقرير أن الأدلة التي تم جمعها منذ نهاية مارس الماضي ومنذ استيلاء الإسلاميين والمجموعات المسلحة علي النصف الشمالي من مالي أوضحت أن175 صبيا علي الأقل ممن تتراوح أعمارهم ما بين12 و18 عاما تم تجنيدهم من قبل المسلحين, فضلا عن اغتصاب8 فتيات علي الأقل ومقتل صبيين بواسطة متفجرات والتمثيل بجثث18 آخرين. وأضاف البيان أيضا أن الأطفال في تلك المنطقة الصحراوية ما زالوا يعانون من أزمة نقص غذاء حادة دفعت حوالي560 ألفا منهم إلي مواجهة خطر سوء التغذية الحاد هذا العام, وأن أكثر من330 ألف شخص آخرين, خمسهم من الأطفال, اضطروا إلي الفرار من منازلهم, كما تم إجلاء150 ألفا غيرهم إلي أماكن مختلفة داخل البلاد حفاظا علي حياتهم, فيما لا يزال أكثر من180 ألفا مشردين يبحثون عن مأوي بدول مجاورة. وشدد مسئولو اليونيسيف علي الحاجة إلي الحصول علي تمويل إضافي, حيث يتم الوفاء فقط ب21% من حجم احتياجات الصندوق المالية المطلوبة لمالي والبالغ قيمتها58 مليون دولار في عام.2012 ومن جانبه, أكد ثيوفين نيكيما مبعوث اليونيسيف لدي مالي أنه بجانب ذلك كله فقد حرم حوالي300 ألف طفل من قاطني تلك المناطق من حضور دور التعليم لإغلاق المدارس, كما باتوا علي حافة خطر التعرض للتجنيد القسري أو العنف أو سوء الاستغلال. وأضاف هذه الأعداد تعد سببا لليقظة والحذر, خاصة وأنها تمثل جزءا من الصورة التي تدفع إلي التدخل في شمالي مالي لحماية هؤلاء الأطفال في تلك المنطقة التي يصعب وصول عمال الإغاثة الإنسانية إليها. وعلي صعيد متصل, تشهد مدينة تومبكتو والمدن المحيطة بها في مالي كارثة إنسانية منذ24 ساعة جراء انقطاع الكهرباء لعدم توفر الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء الرئيسية في المدينة. وذكر راديو فرنسا الدولي أمس أن انقطاع الكهرباء تسبب في توقف عملية توفير المياه لجميع القطاعات. وفي ضوء ردود الأفعال الدولية علي الوضع السياسي في مالي, رحبت الولاياتالمتحدة بتبني مجلس الأمن الدولي بالإجماع للقرار رقم2056 بشأن مالي, والذي يسجل قلق المجتمع الدولي البالغ إزاء التهديد الخطير الذي يشكله الوضع هناك علي الاستقرار. ودعت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في بيان لها الحكومة المؤقتة في مالي لإصدار خريطة طريق للانتخابات دون تأخير, بحيث يمكن أن تبدأ التحضيرات بجدية لاستعادة الإدارة المدنية المنتخبة ديمقراطيا قبل مايو2013, وفقا لما حدده بيان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الصادر في26 أبريل الماضي.