بعد تطهير «جبل الحلال» من الإرهاب، جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء اكبر منطقة صناعية بوسط سيناء للصناعات الثقيلة والمتوسطة على مساحة 329 كيلومترا ، لاستثمار الخامات الطبيعية لإقامة مصانع للرخام والجرانيت والأسمنت والزجاج ، فيما يعد بداية مرحلة جديدة من تنمية المنطقة لأول مرة فى تاريخ سيناء. السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء قال إن المحافظة تقوم حاليا بتخطيط المنطقة التى روعى فيها ان تكون قريبة من تواجد الخامات الطبيعية، وهذا القرار سينقل سيناء نقله نوعية واقتصادية كبرى خاصة أنه سيخلق مناخا اقتصاديا كبيرا وسيغلق الأبواب على كل من تسول له نفسه العبث بأرض مصر. وقد لاقى هذا القرار ارتياحا كبيرا من المستثمرين ، حيث يجرى بالفعل إنشاء مصنع للرخام يعد من اكبر المصانع فى الشرق الاوسط . وقال صلاح البلك عضو مجلس إدارة جهاز تنمية سيناء إن قرار إنشاء اكبر منطقة صناعية بوسط سيناء يأتى بعد أكثر من ثلاثين عاما من التهميش وعدم استغلالها الاستغلال الامثل مما اعطى الفرصة لانتشار الأفكار المتطرفة والإرهاب الذى نعانى ويلاته حاليا . ويقول المهندس إبراهيم التربانى رئيس مجلس ادارة شركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار ان الشركة بدأت بالفعل فى إنشاء مجمع متكامل للصناعات الثقيلة تقوم على «الرخام» يضم 7 مصانع، وتم التعاقد بالفعل مع إيطاليا على شراء أحدث ماكينات فى العالم لاستخدامها فى المصانع وخطوط الإنتاج، وسيتم شحنها الشهر المقبل من إيطاليا ، على أن يبدأ تركيبها أواخر الشهر الحالى لتكون جاهزة للافتتاح فى 25 أبريل الذكرى ال35 لتحرير سيناء. وأضاف أن الشركة وقعت بروتوكول تعاون مع جهاز الخدمة الوطنية ، لإنشاء أكبر مجمع لصناعة الرخام والاستفادة من أجود أنواع الرخام فى العالم والموجود فى جبال وسط سيناء، موضحا ان محافظة شمال سيناء تملك مقومات وثروات طبيعية متنوعة خاصة وسط سيناء التى تتركز بها الثروات الطبيعية والخامات التعدينية، حيث ينتشر الرخام بأنواعه المتميزة (فلتو الحسنة التريستا سينا روز أبيض سينا البوتشينو البريشيا الامبرادور جولدن المغارة سربجندا) والتى تماثل أجود أنواع الرخام الإيطالية والعالمية، ويقدر الاحتياطى من تلك الخامات ب 9.5 مليون وتوجد بمنطقة جبل يلق والمغارة بوسط سيناء، ويتم تصدير الرخام حالياً إلى العديد من دول العالم مثل الصينوإيطاليا. واضاف يوجد فى سيناء أكثر من 31 نوعاً من أفضل أنواع الرخام فى العالم ، وذلك فى ثلاث مناطق بسيناء ، أولاها جبل يلق بالحسنة وسط سيناء بكميات كبيرة وبها 40 محجراً ، وثانيها منطقة المغارة وبها رخام الجولدن والبريشيا وبها 52 محجراً ثم منطقة الجفافة ، ويتم استخراج رخام الدمية منها ويتوافر بها نحو 60 محجراً من أنواع الرخام ولكن نسبة الاستغلال للرخام لا تتعدى 5% من الكميات الموجودة بجبال وسط سيناء. واشار العرجانى الى ان هذا القرار سيسهم فى رفع الاقتصاد المصرى بشكل كبير حيث ستتحول المنطقة بالكامل الى منطقة صناعية كبرى وسيتم تصدير الخامات الى جميع دول العالم مما سيسهم فى زيادة العملة الصعبة التى تتطلبها البلاد لزيادة فرص الاستثمار وانخفاض سعر الدولار وبالتالى انخفاض كل الاسعار فى جميع المجالات. بينما اعرب مشايخ سيناء عن ان القرار يؤكد بالدرجة الاولى ان القضاء على الارهاب بات وشيكا للغاية ويقول الشيخ عبد الله جهامه من كبار عواقل سيناء ان هذا القرار جاء ردا قويا على من يدعون تهجير سيناء والاخلاء بل العكس تماما فهذا القرار يعنى جذب السكان الى سيناء وايضا يعنى ان الرؤية الامنية تؤكد قرب انتهاء الارهاب من سيناء واشار الى ان الرئيس يضع سيناء فى قلبه وان قرار انشاء مثل هذه المصانع ستجعل المستثمرين من كافة دول العالم يتهافتون عليها وبالتالى القضاء على البطاله وزيادة الكثافة السكنية والتى تعتبر من اهم اهداف الامن القومى المصرى من توطين ملاين السكان من الوادى لسيناء. ومن جانبة اكد الدكتور عادل سرايا عميد كلية التربية بالعريش ان هذا القرار بجانب قرار جامعة العريش سيسهمان بقدر كبير فى توطين السكان لان فرص العمل ستكون متاحة للجميع وبالتالى توافد اعداد كبيرة الى سيناء. واضاف نحن نسير على الطريق الصحيح فالبداية كانت بالاهتمام بالتعليم وانشاء جامعة العريش وفى خط متواز الموافقة على انشاء مجمع صناعى ضخم بوسط سيناء مما يؤكد ان الهدف هو زيادة الكثافة السكانية بسيناء وليس العكس وهو أحد الاهداف للامن القومى المصرى. واوضح ان هذا الاستثمار سيرفع الاقتصاد المصرى والخروج من عنق الزجاجه وستكون سيناء هى السبيل الوحيد للخروج من جميع الازمات الاقتصادية التى تمر بها مصر بالاهتمام بالتعليم والاستثمار وفى خطى ثابتة حول تنمية سيناء بصورة حقيقية.