بكل الحزن والأسى سقط العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح من دور العبادة فى كنيسة مارى جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالاسكندرية جراء عمل ارهابى خسيس ممن غابت عقولهم وضل سعيهم فى الحياة الدنيا وظنوا انهم بهذا العمل الاجرامى ينتصرون للإسلام.. إن الإسلام دين الحق والعدل وحفظ النفس والمال والعرض بريء من هذا العمل الجبان، فالله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم «ولقد كرمنا بنى آدم» وجاء هذا التكريم للإنسان دون النظر إلى جنس أو لون أو دين، كما ان الإسلام نهى عن القتل فقال تعالى «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا» وأوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإخوة الأقباط «استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما» هذا هو الإسلام واننى اعتز بصداقة وأخوة كثيرين من المسيحيين على مدى أكثر من سبعين عاما ومنهم ميخائيل مكس اسكندر وشاكر فرج يعقوب وكمال لبيب حنا وفاروق بشارة زكى والدكتور نبيل رفلة والدكتور عادل بباوى والدكتور جرجس عبده جرجس. ولقد اختلطت دماء رجال الشرطة الشرفاء وسيدات الشرطة الفضليات مع دماء أخوتهم المسيحيين على باب الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ولا غرابة فى ذلك فقد سبقهم من سقط من الشهداء برصاص المستعمر الانجليزى فى ثورة 1919 والجميع يرفعون المصحف والصليب ويهتفون عاش الهلال مع الصليب وفى حرب أكتوبر المجيدة 1973 روت رمال سيناء الحبيبة دماء الشهيد البطل المقدم ابراهيم عبدالتواب قائد ك 603 وإلى جواره الملازم أول طبيب صفوت زارع محروس المسيحى والملازم أول طبيب السيد محمد قاسم وذلك بعد تحرير نقطة كبريت الحصينة من المحتل الصهيونى وأقول للإرهابيين هذه هى مصر أيها الجبناء وطن واحد وشعب واحد لا فرق بين مسلم ومسيحى فالجميع مواطنون شرفاء على استعداد لتقديم أرواحهم فداء لمصرنا الغالية وتحضرنى أنشودة الفنان الراحل محمد نوح «مدد.. مدد شد حيلك يا بلد.. إن كان فى أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد» نعم مصر ولادة ولن يبخل أحد من أبنائها بأن يقدم روحه حفاظا وفداء لتراب وطننا الغالى وإننا على يقين من أن هؤلاء المرتزقة المؤجورين بهذا العمل الخسيس لن يفلحوا أبدا فى النيل من الوحدة الوطنية وستظل مصر قوية عزيزة غالية بفضل الله وتضحيات جميع أبنائها مسلمين ومسيحيين. د. على بيومى طب الزقازيق