"الخلل الأمني".. جملة تتردد على بعض ألسنة المتفرغين، كارهي هذا الوطن الغالي.. وهي الشماعة التي يُعلِّق عليها الخائنون جرائمهم وينشرون شائعاتهم عليها في ربوع مصر. مع الأسف، يصفون ما حدث من اعتداء على كنائس مصر بأنه خلل وإهمال أمني، والأمر غير الصحيح والأمثلة على ذلك، الاعتداءات التي تقع هنا وهناك في أنحاء العالم. وأبرز تلك الاعتداءات التي حدثت مؤخراً، كانت التفجيرات التي وقعت في روسيا، بتاريخ 3 إبريل، واستهدفت محطتي مترو الأنفاق في مدينة سان بطرسبورج وأودت بحياة مدنيين أبرياء وإصابة العشرات. والثاني كان بتاريخ 23 مارس 2017، والذي وقع في محيط البرلمان في لندن، وأودى بحياة خمسة قتلى، بينهم منفذ الهجوم، فضلاً عن أربعين جريحاً. فالسؤال إذن، هل الشرطة في هذه البلاد مهملة؟ وهل لا تقوم بواجبها؟.. قطعاً من غير المعقول.. لكنها اختراقات تحدث. وفي المقابل لدينا محاولة تصدت خلالها الشرطة المصرية في الإسكندرية لمن حاول دخول الكنيسة المرقسية، وكانت النتيجة أن أربعة من رجال الشرطة استشهدوا جراء هذا العمل الإرهابي. هل يمكن اعتبار ذلك خللا أمنيا؟ الإرهاب لا يعرف وطن ولا يعرف معنى المواطنة، فهؤلاء هم خونة مندسون، يشتمون رائحة الدماء في كل الأوقات وفي كل الأمكنة، الأشخاص لا يعنون لهم شيئاً.. ما حدث مؤخراً في مصر، هو محاولة مثل كل المحاولات السابقة لاختراق النسيج الوطني الملتحم، الذي يستعصى على أحد فك شباكه.. فالمسلمين والمسيحيين نسيج مستحيل اختراقه، فالمصريون جميعا يشعرون بغصة ومرارة من هذه الاعتداءات الغاشمة على الكنيستين! مما لا شك فيه أن الوطن مستهدف ويتعرض لمؤامرات تستهدف كل قطاعاته الأمنية والعسكرية وأبناءه المخلصين مسلمين ومسيحيين.. لذلك نؤيد جميعنا إعلان حالة الطوارئ في البلاد، في ظل هذه الفوضى والمؤامرات، فإنه لأمر ضروري، بل ومن المفيد أيضاً تجديده لحين إشعار أخر. أما هؤلاء الحمقى الذين يقومون بهذه الاعتداءات أملاً منهم في نيل الشهادة، فنطمئنهم ونعرّفهم أن ما قاموا به انتحار، فالشهادة هي لمن يجاهد في سبيل الله، وليست بترويع النفس الآمنة، ألم يقرءوا سُنَّة رسولنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بأقباط مصر خيراً، والإحسان لهم ومعاملتهم بالمثل، فكيف لهم نيل الشهادة وهم آثمون.. لكن لمن نقول! فهؤلاء صمٌ بكمٌ عميٌ، لا يعرفون سوى تنفيذ ما يؤمرون بعد غسل أدمغتهم! من قلبي: مرة أخرى نقول لمن يصفون الشرطة والأمن بالإهمال، "نقطونا بسكاتكم" لا تنطقون بما لا تعرفون، المسألة أكبر بكثير من هذا الخلل الأمني الذي تتحدثون عنه.. مصر أبداً لن تركع لأحد وستظل باقية رغم أنف الحاقدين. رحم الله شهداء مصر ورجال الأمن البواسل، الذين تزهق أرواحهم وينالون الشهادة، فكم شهيد ذهب فداءاً لتراب هذا الوطن الغالي؟ لا يعدوا أو يحصوا.. رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته. من كل قلبي: ندين كل اعتداء يروّع الأنفس الآمنة، ونؤكد أن هذه الجرائم تتنافى مع الشرائع والأخلاق والأعراف، وإن لمن قام بها فله عذابٌ عظيم في الدنيا والآخرة، والله أعلم بما يفعلون. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;