تسعي المرأة كالرجل تماماً في كثير من الأحيان بتحقيق أحلامها العملية منذ الصغر حتي أن بعض الأباء يشجعون فتياتهم علي تحديد مسارها التعليمي وأختيار المجال الذي تتمني العمل فيه مستقبلاً مثلها في ذلك كأخيها .. فقد خلق الله سبحانه وتعالي للمرأة طموح وحب للعمل كما خلقه في الرجل وتعمل المرأة في مجتمعنا علي تحقيق طموحها في الدراسة ثم في العمل بعد ذلك إلي أن تتزوج ليشاركها زوجها طموحها إما بالسلب أو بالإيجاب!! وكما قال جورج برنارد شو : الطموح...هو "أن تعيش بضع سنوات من حياتك بشكل يستهزئ به أغلب الناس، كي تعيش بقية حياتك بشكل لا يستطيعه أكثر الناس ".. وعلي هذا فقد استوقفتني أحد البرامج التلفزيونية الإجتماعية الذي دارت به مناقشة بين مجوعة من النساء العاملات في مواجهة بعض الرجال المتعلمين منهم من هو متزوج وآخرون لم يتزوجون بعد عن أن الزوج يحد من طموح زوجته أم لا و تأثير ذلك عليها وعلي حالتها النفسية وذهلت مما سمعته من رأي رجال مازال بعضهم في عمر الشباب حيث أكد الأزواج منهم أن المرأة بعد الزواج لابد أن يكون طموحها زوجها وأولادها وبيتها عموماً واستندوا في ذلك لمقولة "وراء كل عظيم إمرأة ".. أما الرجال الذين لم يتزوجوا بعد رأوْا أن للزوجة الحق في التفوق في عملها مادام هذا لن يتعارض مع الأمور المنزلية وأنهم سيوفرون لزوجاتهم الوقت ولكن بعد مشادات بين الطرفين وصلت إلي حد توتر إحدي مقدمات البرنامج اتفق الأزواج إلي رأي واحد تقريباً !! ومن الناحية النفسية أكدت الدراسات النفسية أن الطموح هو الجانب النفسي الذي ينمو بداخل الإنسان ليمنحه دافعاً قوياً لتحقيق أهدافه المرجوة أي أن الإنسان يحتاج إلي حافز لتحقيق التقدم في الحياة عامة ولم تفرق الدراسات النفسية ما بين رجل أو إمرأة .. زوجة أو غير متزوجة وأن تخلي المرأة عن طموحها يفقدها الثقة في نفسها ما قد يعرضها للاكتئاب النفسي كما قد ينتابها في حالات أخرى نوع من الاختناق شيئاً فشيئا نتيجة حرمانها من تحقيق أهدافها الأمر الذي يؤثر سلباً على علاقتها الزوجية.. لهذا حذّر علماء النفس النساء من التخلي عن طموحهن من أجل الفوز بلقب "زوجة"!!! أما في مجال التنمية البشرية توصلت الدراسات إلي أن المرأة تحتاج إلى الطموح في حياتها العملية والأسرية على حد سواء..فمثلاً تطلّعها نحو الوصول إلى مكانة علمية أفضل يعني تطويرها لذاتها وتنمية الجوانب الفكرية والثقافية لديها وكذلك طموحها أن تكون أسرتها هي الأفضل يتطلب منها رعاية أولادها ومتابعتها لمستواهم الصحي والرياضة والعلمي دون إنتظار لدعم الزوج والسعي نحو تحقيق الأفضل لهم دائماً!! وأخيراً.. أن الصراع بين الرجل والمرأة بات علنياً بشكل لافت للنظر وأن هذا الصراع يزداد إشتعالا كلما تقدمت الزوجة خطوات عن زوجها حتي وإن إختلف مجال العمل والدليل علي ذلك أن بعض الأزواج يلقون بمهام كثيرة علي عاتق زوجاتهم حتي لا تجد الوقت لتفكر في طموحها الضائع وسط يومها المزدحم وعلي العكس نري زوجات تفضل الإنفصال عن زوجها وتتولي تربية أولادها بمفردها وتصل إلي أعلي المناصب في عملها وتحقق ما حلمت به وأكثر !! [email protected] لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى;