* غادة والى: مشروع قومى بتكلفة 164 مليون جنيه لحماية 16 ألف طفل بلا مأوى بالتعاون مع «تحيا مصر» * تدشين أسطول سيارات للتدخل السريع للتواصل مع أطفال الشوارع بعشر محافظات * الأطفال ل «الأهرام»: تعرضنا للضرب والحرق فيما مضى والمؤسسات الجديدة جعلتنا نشعر بالآدمية
يقضى أطفال الشوارع أيام عمرهم فى الشوارع، بلا مأوى يحميهم، محرومين من دفء وحنان أم تجمعهم، وتحنو عليهم، وأب يوفر لهم سبل الحياة الكريمة، مما يجعلهم معرضين دائما للخطر، ومن أجلهم انطلقت لأول مرة فى مصر سيارات التدخل السريع لحماية هؤلاء الاطفال من خطر الشارع والتى ستنطلق فى أطار حملة «حماية أطفال بلا مأوي» وستجوب عشر محافظات تنتشر بها ظاهرة أطفال الشارع. الجميل أن هذه السيارات تم تصميمها خصيصا لتلائم احتياجات الطفل وتصبح هى الملاذ الآمن له فهى ليست مجرد سيارة فهى تحتوى على أنشطة وألعاب لتجذب الاطفال وبداخلها كل جوانب الرعاية النفسية والاجتماعية والصحية من خلال فريق من الشباب تم تدريبهم ليعطوهم رسالة صداقة وامان فى التعامل مع تلك السيارات. وبالتالى تحركت وزارة التضامن بمشروعها القومى لحماية هؤلاء الاطفال بتكلفة وصلت إلى 164 مليون جنيه وشارك صندوق تحيا مصر بمشروع «أطفال بلا مأوي» من منطلق تلبية احتياجات الطفل إلى الرعاية والاهتمام، على اعتبار أن الرعاية من أبسط حقوق الطفل، فضلًا عن أن ظاهرة أطفال بلا مأوى تشكل خطرًا على مستقبل هؤلاء الاطفال أنفسهم وقد تصل لأن تصبح ظاهرة تهدد أمن المجتمع وسلامته. وبالتالى يهدف المشروع لتنفيذ خطة متكاملة للحد من الظاهرة، بهدف «حماية 80% من الأطفال بلا مأوى الذين بلغ عددهم حوالى 12 ألفا من إجمالى 16 ألفا. واوضحت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى ان الوزارة تبنت خطة قومية لحماية هؤلاء الاطفال بالتعاون مع صندوق «تحيا مصر» للحد من الظاهرة تعتمد على مجموعة من المحاور الرئيسية تقوم على تنسيق الجهود المتعلقة بالظاهرة على المستوى القومى بحيث تأتى بنتائج فاعلة للحد من الظاهرة،أيضا التعاون مع الجهات غير الحكومية من المجتمع المدنى (الجمعيات الأهلية العاملة بمجال أطفال بلا مأوى المنظمات الدولية). وأضافت الوزيرة ان منهجية وزارة التضامن الاجتماعى فى خطة العلاج تعتمد على التكامل بين الخدمات والأدوات المؤدية لعلاج الظاهرة، فهى رصدت 48 مليون جنيه لدعم الجمعيات الأهلية العاملة فى مجال الأطفال بلا مأوي، كما رصدت مليونى جنيه لدعم المبادرات التى تقدم حلولا مبدعة للظاهرة. كما تستهدف وزارة التضامن الاجتماعى من خلال هذا المشروع تطوير مؤسسات الرعاية التى يقيم بها الطفل بلا مأوي، و إلى جانب ذلك تنشر فرق العمل الميدانى فى الشارع لمحاولة دمجه للأسرة أو جذبه إلى المؤسسات التى يتم تطويرها لاستقباله. واستكمالا لهذا تسعى الوزارة التضامن الاجتماعى لتطوير خدماتها المتمثلة فى مكاتب الاستشارات الأسرية و مكاتب المراقبة الاجتماعية و أندية الدفاع الاجتماعى التى تمثل الضلع المكمل للمنظومة حيث تستهدف الأسرة والأطفال. وعلى التوازى تنشئ الوزارة مرصدا لتتبع تطور الظاهرة، كما تؤسس وحدة متخصصة لإدارة البرنامج، كما تسعى لتحقيق الاستدامة من خلال تطوير قدرات العاملين و توفير الأدوات التى تمكنهم من القيام بدورهم. ومن جانبه قال محمد عشماوى المدير التنفيدى لصندوق تحيا مصر ان مشاركة الصندوق فى مشروع أطفال بلا ماوى ودعمه ماليا بقيمة 114 مليون جنيه تأتى من منطلق تلبية احتياجات الطفل من الرعاية والاهتمام. كما اوضحت منال شاهين مديرة قطاع المشروعات بصندوق تحيا مصر أن دور الصندوق لم يقف عند مجرد تقديم الدعم المالى للمشروع بل قمنا بالمتابعة ورصد كل أبعاد المشروع بهدف العمل على استدامة المشروع وذلك من خلال محاور برنامج أطفال بلا مأوى والعمل على بناء قدرات العاملين. فى دور الرعاية الاطفال وتطوير البرامج والأنشطة الخاصة بتأهيل الأطفال وأيضاً زيادة عدد العاملين وتطوير الكوادر البشرية، الامر الذى يسهم فى توفير مزيد من الخدمات والإشراف لتصبح دور الرعاية بالفعل قادرة على توفير وتلبية جميع احتياجات هؤلاء الأطفال وقد قمنا بتفعيل خطة نجدة الطفل بالتعاون مع المجلس القومى لللأمومة والطفولة حتى تصبح دور الرعاية وهى الملاذ الآمن لحياتهم وتفتح لهم أبواب الأمل فى مستقبل أفضل. خطة سيارات التدخل السريع وشرح حسنى يوسف مدير برنامج أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن الاجتماعى آليات عمل السيارات موضحا ان الوزارة قامت بتشكيل (17) فريقا من الشباب للعمل بالشارع من خلال الوحدات المتنقلة التى تعمل على جذب الأطفال من خلال أنشطة غير تقليدية، وتقديم الخدمات الأساسية العاجلة لهم، كما تسعى لدمجهم بمؤسسات الرعاية أو الأسرة. ويتكون فريق الشارع من (4) أفراد: (2 إخصائيين و ممرض ومنفذ نشاط)، و(2) لقيادة السيارة والأعمال اللوجستية والفنية. وينتشر الفريق فى أنحاء المحافظات العشرة بجداول يومية محددة مسبقا، وخريطة محددة للبرامج. وتعمل فرق الشارع لمدة 6 ساعات يومياً تبدأ من ال 6 مساء حتى 12 مساءً ، وتعمل فرق الشارع 7 أيام. وحدات للرصد والمتابعة وأشار أشرف سعد مسئول الرصد ومتابعة البرنامج بالوزارة ان البرنامج حرص على تطوير خدمات وزارة التضامن الاجتماعى المتعلقة مباشرة بقضية أطفال بلا مأوى حيث يستهدف المشروع تطوير 83 مكتب مراقبة و 82 مكتب استشارات أسرية و54 نادى دفاع اجتماعى فى عشر محافظات . وذلك من حيث استكمال الجهاز الوظيفي، ورفع الأجور والمكافآت، ورفع كفاءة العاملين ، ودعم الأنشطة والبرامج، ورفع أجر البحث الميداني. وتقديم خدمات صحية من خلال الفحص الطبى و العلاج المجانى لفيروس (سي) للأطفال بلا مأوى الموجودين فى مؤسسات الرعاية الاجتماعية ، والأطفال الذين يتم الوصول إليهم عن طريق فرق العمل الشارع. كما سيتم الربط وإعداد الخرائط اعتماداً على قاعدة بيانات خط نجدة الطفل 16000. بالاضافة إلى التسويق المجتمعى للقضية والعلاج ويشمل التسويق المجتمعى رسائل تتعلق بتغيير الوصمة المتعلقة بطفل الشارع، مع تفعيل دور المجتمع فى المشاركة فى علاج الظاهرة.
الأطفال داخل السيارات قد حرصت جريدة الأهرام على الوجود وسط الاطفال فى المرحلة التجريبية للسيارات حيث أكدوا انهم سعداء بالسيارة وانها قادمة لمساعدتهم وليس للقبض عليهم وبلغة بريئة ربما غطت قسوة الزمن عليهم قال يوسف أحمد »عشر سنوات« »انا هروح معهم علشان حسيت ان الشباب داخل العربية اصحاب وانا زهقت من الضرب والحرق والمشكلات التى كنت بتعرض لها فى الشارع». أما محمد عباس فقال «انا مبسوط جدا من الدار الجديدة علشان فيها ملعب وحمام سباحة انا عمرى ما كنت هحلم باكتر من كده». أما الشباب المتخصصون داخل السيارات فمنهم أشرف عامر مسئول فرق السيارات المتخصصة ومعه فريقه وائل رأفت الإخصائى النفسى ومحمد جمال مسعف داخل السيارة وإكرامى حسين أخصائى نشاط ومعهم أخصائى اجتماعى ايضا فقد اجمعوا على أن الهدف الاول إعطاء الأمان للطفل وأن يشعر بأننا اصدقاء قادمون لنساعده حيث يتم الجلوس ساعات مع الطفل ونقوم بعمل الفحص الشامل بطريقة غير مباشرة معه حتى لايشعر اننا جئنا لتحويله لدور الرعاية وبالتالى تصبح هناك جسور من الثقة وبالتالى نجعل الاطفال انفسهم ينتظرون السيارة فى مواعيدها وبعدها تبدأ جلسات الاعداد لنقل الطفل من الشارع والعمل على عودته للاسرة فى المقام الاول وفى الوقت نفسه نقوم بعمل تأهيل للأسر حتى لا يضطر الطفل للهرب مرة أخرى وثانيا فى حالة صعوبة توفير مناخ آمن للطفل داخل الأسرة يتم ايداع الطفل دور الرعاية التى قام البرنامج بتطويرها لتصبح محببة للطفل لأنها تلبى كل احتياجاته.