تبدأ الأربعاء.. موعد امتحانات الصف الأول الثانوي «الترم الثاني» 2025 (رسميًا)    محافظ كفر الشيخ يوجه بحل مشكلة تراكم القمامة بمنطقة القنطرة البيضاء    بمناسبة التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى.. كيف سيغير الأتوبيس الترددي ملامح الطريق الدائري؟    وزير الري ومحافظ أسوان يتفقدان مشروع سيل بقرى وادي الصعايدة بإدفو    جيش الاحتلال يعلن بدء عملية برية واسعة في عدة مناطق داخل قطاع غزة    السوداني يدعو إلى استمرار التعاون بين العراق ووكالات الأمم المتحدة لتحقيق التنمية    أنيس بوجلبان يرحل عن تدريب المصري وتونسي يقترب    مستأنف الجنايات تخفف حكم قاتل اللواء اليمني حسن العبيدي إلى المؤبد    ما العيوب التي تمنع صحة الأضحية؟ الأزهر للفتوى يجيب    الداخلية تواصل تيسير الإجراءات للحصول على خدمات الجوازات والهجرة    وزير الثقافة يشارك فى مراسم تنصيب بابا الفاتيكان وسط حضور دولي رفيع    ترحيل المهاجرين لسوريا وأفغانستان.. محادثات وزيري داخليتي النمسا وفرنسا غدا    بعد تنوع أساليب الاحتيال، خبراء يطالبون بزيادة إجراءات تأمين حسابات عملاء البنوك، و"المركزي" يكثف حملات التوعية    رئيس «تعليم الشيوخ» يقترح خصم 200 جنيه من كل طالب سنويًا لإنشاء مدارس جديدة    الشيوخ يحيل تقارير اللجان النوعية إلى الحكومة    نقابة المحامين بحلوان: نسبة الإضراب أمام محاكم الجنايات 100%    الجامعة الألمانية بالقاهرة تشارك في منتدى الأعمال العربي الألماني ببرلين    منتخب مصر تحت 16 عاماً يفوز على أيرلندا 3 – 2)فى دورة بولندا الدولية    عين شمس تبحث سبل التعاون الأكاديمي مع جامعة Vidzeme بدولة لاتفيا    لجنة برلمانية توافق مبدئيا على مشروع قانون العلاوة للموظفين    وكيل تعليم الإسماعيلية يتفقد لجان امتحانات الفصل الدراسى الثانى    الإدارة العامة للمرور: ضبط 48397 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تخفيف عقوبة قاتل اللواء اليمني ب«فيصل» من الإعدام إلى المؤبد    «رغم تنازل الأب».. النقض تسدل الستار بإعدام طالبة بورسعيد.. والنيابة: الحية التي قتلت والدتها    مجلس الوزراء يستعرض بالإنفوجراف أبرز جهود الدولة فى دعم التحول الرقمى.. مصر ضمن أفضل 12 دولة أداءً بمؤشر "الأمن السيبرانى العالمى".. وطفرة غير مسبوقة فى سرعة الإنترنت.. ومنصة "مصر الرقمية" تخدم 9 ملايين مواطن    قبل انطلاقه اليوم، تعرف على قصة وأبطال مسلسل حرب الجبالي    جينيفر لورنس وروبرت باتينسون في جلسة تصوير فيلم Die My Love بمهرجان كان    «توأم الروح».. تعرف على أفضل 3 ثنائيات من الأبراج في العلاقات والزواج    "الإغاثة الطبية في غزة": مليون مواطن يواجهون الجوع وتكدس بشري في الشوارع    بمشاركة 4 ملايين صوت.. الكشف عن الفائزين بجوائز الموسم التاسع من مسابقة كأس إنرجي للدراما    تنفيذ 124 قرار إزالة على مساحة 7.5 أفدنة فى كفر الشيخ    وزارة الصحة تعلن استضافة حدث رفيع المستوى بشأن الأمراض النادرة    التعليم العالي: قافلة طبية من المركز القومى للبحوث تخدم 3200 مريض فى 6 أكتوبر    FDA الأمريكية توافق على لقاح نوفافاكس لكورونا من سن 12 سنة    ليفركوزن: لا توترات بشأن مستقبل فيرتز    وفاة بالسرطان.. ماقصة "تيفو" جماهير كريستال بالاس الخالدة منذ 14 عامًا؟    بدائل الثانوية العامة 2025.. شروط الالتحاق بمدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية    حفيد عبدالحليم حافظ عن وثيقة زواج "العندليب" وسعاد حسني: "تزوير وفيها غلطات كارثية"    محافظ الدقهلية يفتتح الوحدة الصحية بالشيخ زايد بمدينة جمصة    فيديو.. لحظة اصطدام سفينة بجسر في نيويورك ومقتل وإصابة العشرات    رفع الجلسة العامة لمجلس الشيوخ بعد الموافقة على خطة التنمية الاقتصادية    السلطات السعودية تحذر الحجاج من ظاهرة منتشرة تعيق حركة الطائفين والمصلين    "مجانا".. هل يكون مهند علي أولى صفقات الزمالك؟    خذوا احتياطاتكم.. قطع الكهرباء عن هذه المناطق في الدقهلية الثلاثاء المقبل لمدة 3 ساعات    في أجندة قصور الثقافة.. قوافل لدعم الموهوبين ولقاءات للاحتفاء برموز الأدب والعروض المسرحية تجوب المحافظات    مستشهدًا ب الأهلي.. خالد الغندور يطالب بتأجيل مباراة بيراميدز قبل نهائي أفريقيا    1700عام من الإيمان المشترك.. الكنائس الأرثوذكسية تجدد العهد في ذكرى مجمع نيقية    وسائل إعلام إسرائيلية: نائب الرئيس الأمريكي قد يزور إسرائيل هذا الأسبوع    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا منذ بداية الحرب    الرقية الشرعية لطرد النمل من المنزل في الصيف.. رددها الآن (فيديو)    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    النسوية الإسلامية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ): أم جميل.. زوجة أبو لهب! "126"    بدء التصويت فى الانتخابات الرئاسية ببولندا    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    قوات الاحتلال تقتحم منازل الفلسطينيين في الخليل بالضفة الغربية    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأملات فى قمة البحر الميت
نشر في الأهرام اليومي يوم 06 - 04 - 2017

انقضى ذلك الزمن الذى كانت الأنفاس تُحبس فيه قبل انعقاد القمم العربية ترقبا لما يمكن أن تفعله فى مواجهة تحديات وتهديدات خطيرة تتربص بالأمة العربية، وكان حبس الأنفاس هذا يعنى أن الأمل موجود فى أن تُفلح القمة فى وضع آليات
المواجهة وتحدى الخطر.
هكذا فعلت قمم سابقة فى مواجهة مخاطر داهمة، لكن النصال تكسرت على النصال وبالذات منذ الغزو الأمريكى للعراق وما عُرف بالربيع العربي، بحيث أصبحنا نتعايش مع التدخل الخارجى الفادح فى شئوننا والصراعات الدموية على أرضنا والانتشار غير المسبوق للارهاب، وكأن ذلك من مسلمات حياتنا، وهكذا تراجعت صدقية القمة تدريجيا، بل لقد تولدت خشية حقيقية على مصير القمة العربية بعد اعتذار المغرب عن عدم عقدها العام الماضى وحضور ما يصل بالكاد إلى ثلث القادة العرب قمة نواكشوط البديلة، غير أن الأمل تجدد مع الدبلوماسية التوافقية النشيطة المعهودة فى الأردن مضيف القمة هذا العام، وقد كان وتضاعف عدد الحاضرين من القادة، وإن بقيت سمات معينة تلقى بظلالها على القمة مثل انعقادها ليوم واحد مما يعنى أن ما سيدور فيها يكون أقرب إلى التعبير عن المواقف الفردية لقادة الدول منه إلى الحوار بينهم، مع أننا فى أشد الاحتياج إلى حوار القادة فى هذه الظروف حالكة الظلام.
فإذا انتقلنا إلى حصيلة القمة نجد أنها حافظت بصفة عامة على تقليد التعبير عن المواقف المتعارف عليها إزاء القضايا العربية التى تحظى بتوافق عربى دون الانتقال إلى مستوى الأفعال، أو على الأقل بحث العراقيل التى تعترض تحويل المواقف إلى أفعال، وعلى سبيل المثال فقد جاء فى صدارة بيان القمة العمل على تعزيز العمل العربى المشترك، وعاد البيان فشدد على دعم الجامعة العربية لكننا نعلم أن الواقع يشير إلى أن الجامعة تتعرض لضغوط مباشرة أو غير مباشرة يُستخدم فيها سلاح المال مما يحتاج إزالة للتناقض بين القول والفعل، وفى القضية الفلسطينية حافظ البيان على صدارتها وتمسك بما انتهت إليه الثوابت العربية مثل حل الدولتين والقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المأمولة والمبادرة العربية كأساس للتسوية الشاملة للصراع، لكننا نعلم علم اليقين أن حل الدولتين تعترضه صعوبات جسيمة تكاد تجعله مستحيلا بسبب السياسة الإسرائيلية التى تغولت بالاستيطان فى الضفة الغربية حتى أصبح المتاح الوحيد فى ظل هذا التغول هو كانتونات فلسطينية لا يمكن واقعيا أن ترقى لمرتبة الدولة، ونعلم أيضا أن المبادرة العربية قد انقضت عليها ست عشرة سنة دون أن تُنفذ ومن قبلها سابقتها مبادرة فاس التى ظلت مطروحة عشرين سنة دون أن يُنفذ منها حرف فما العمل حتى تتحول الكلمات إلى أفعال؟.
وقد أتى وقت هددت فيه القمة العربية بلطف بأن المبادرة »لن تبقى طويلا على الطاولة« لكنها بقيت ولم يعد حتى هذا التهديد اللطيف مطروحا، بل إن بعض المواقف اللفظية المطلوبة قد غاب كما فى تجاهل التعليق على إصرار نيتانياهو على أن الجولان لن تعود إلى سوريا، أو إغفال المطالبة برفع الحصار عن غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وهى مطالبات وردت فى بيان القمة السابقة .
ولا يقف الأمر عند هذا الحد وإنما هو سمة عامة فى مواقف البيان أى التعبير عن توجهات سليمة دون العمل على تفعيلها على أرض الواقع، فقد أعرب البيان مثلاً عن التمسك بالحلول السياسية للصراعات العربية الضارية التى تدور الآن على الأرض العربية لكنه لم يتوقف عند المعضلات التى أوصلت إلى الانسداد التام حتى الآن لآفاق هذه الحلول، وهى معضلات معروفة لكن القمة لم تتصد لها لأن ذلك يفتح الباب بالتأكيد للكشف عن الخلافات العربية فى هذا الشأن فأيهما أفضل: أن ندارى خلافاتنا بصياغات عامة نعلم أنها تكرس الواقع البغيض الراهن أم ننفتح على حوار حقيقى يهدف إلى التوعية بمخاطر استمرار هذا الواقع على الجميع ويجهد لتوخى سبل الرشد فى إدارة الصراعات الراهنة تجنباً لمزيد من سفك الدماء وهدر الموارد فيما لا طائل وراءه بعد أن ثبت إخفاق سياسات التدخل والتصعيد؟.
بل إنه حتى فى قضية مواجهة الإرهاب التى يُفترض ألا خلاف حولها والتى كان بيان القمة حاسماً بتأكيده تكريس جميع الإمكانيات للقضاء على العصابات الإرهابية، تأكدنا من كلمة أمير قطر أن ثمة خلافاً أصلا على مفهوم الإرهاب وتحديد ماهية الفصائل التى تنضوى تحت لوائه، وهو ما كان جديرا بالقمة أن تناقشه لأنه لا فاعلية لمواجهة الإرهاب فى ظل اختلافنا حول ماهيته، وثمة مثال آخر على معضلة الأقوال التى لا ترتبط بأفعال يظهر من إعراب بيان القمة عن القلق من ظاهرة الإسلاموفوبيا، وهو قلق مشروع لكن البيان لم يضف حرفا عن أى آلية لمواجهة الظاهرة، وبخصوص التدخل الخارجى الفادح فى شئوننا يُحسب للقمة أنها أدانته دون تمييز، لكن وضع هذا الموقف فى سياق الحديث عن تدخلات دول الجوار جعل البيان يبدو وكأنما سكت عن تدخل القوى الكبرى .
يبقى أن بيان القمة قد تجاوز القول إلى الفعل فى أمرين هما تكليف المجلس الوزارى للجامعة بوضع آلية لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين، وتكليف المجلس الاقتصادى والاجتماعى بوضع خطة عمل لتنفيذ مقررات القمم السابقة التى تهدف إلى تطوير التعاون الاقتصادى العربي، وعلى الرغم من أن البعض قد يرى فى ذلك خطوات جزئية فإننى اعتبر التكليفين تحديا حقيقيا من شأن النجاح فيهما أن يبعث الأمل فى أن تكون لنا يوما القدرة على الفعل ومواجهة ما يعترضنا من تحديات جسيمة.
لمزيد من مقالات د. أحمد يوسف أحمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.