مطار النزهة بالأسكندرية.. هل يتم افتتاحه هذا الشهر كما كان مقررا بعد تطويره بتكلفة وصلت الى 320 مليون جنيه.. أم يؤجل افتتاحه.. أم يغلق ويتم بيع أرض المطار إلى مجموعة من المستثمرين لإقامة مشروعات تجارية عليها حسبما يردد البعض.. وهل تزايد العشوائيات حوله فى ظل الزحف العمرانى يحول دون تأمينه جيدا.. وهل طبيعة التربة قد تؤدى إلى تسرب المياه الجوفية لأرض المهبط بالمطار لدرجة قد تعرض ممر الطائرات مستقبلا للهبوط الأرضى بالرغم من المعالجات الفنية التى حدثت لها ؟.. أسئلة كثيرة حائرة أثيرت فى الآونة الأخيرة حول مستقبل هذا المطار الذى يعد علامة بارزة فى تاريخ الطيران المصرى ومحافظة الاسكندرية بعد ماتردد عن أن مجموعة مستثمرين يرغبون فى شراء أرض المطار وتحويلها لمنطقة استثمارية تضم مولات تجارية وسكنية، وزاد من هذه الحيرة أن وزارة الطيران المدنى وهى الجهة الأصيلة صاحبة الولاية على هذا المطار ممثلة فى الشركة المصرية للمطارات والتى تدير المطارات المصرية عدا مطار القاهرة لم يصدر عنها حتى الآن أى تعليق أو رد فعل رسمى حول مايثار حاليا، وهو أمر غير مفهوم!.. وحتى لو أحالت وزارة الطيران ملف «مطار النزهة» إلى جهات سيادية ورقابية للبت فى أمره.. فلماذا لا تعلن ذلك للرأى العام حتى يهدأ الجميع وينتظر ماستسفر عنه نتائج تقارير اللجان الفنية والأمنية التى ستشكلها هذه الجهات لتحديد مستقبل هذا المطار ؟ .. أيضا لماذا لم نر حتى الآن حالة من الغضب مماثلة لما انتابت بعض أعضاء مجلس النواب حول مايثار من بيع جزء من تاريخ الطيران فى مصر وهو مطار النزهة مثلما انتفض بعضهم انتقادا لقطاع الطيران لمجرد أن طائرة وفد برلمانى برئاسة الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب إلى شرم الشيخ تأخرت بضع ساعات !.. وهنا لن أذهب إلى ما ذهب إليه البعض من أن بعضا من نواب البرلمان مع بيع أرض المطار وتحويله لمنطقة تجارية ..وإلى أن يثبت ذلك ساعتها سيكون لكل حادث حديث ! وقد يرى البعض أن هناك صعوبات فى تأمين المطار فى ظل الزحف العمرانى عليه وهذا قد يكون صحيحاً وربما تأثير هذا الزحف «العشوائى» على مستويات السلامة الجوية، وهى مشكلات يمكن من خلال لجان فنية حلها بالتنسيق بين مختلف الوزارات المعنية. أما عن مطار النزهة فهو من أقدم المطارات، حيث أنشيء عام 1947 وبه مبنى إدارى وبرج للمراقبة الجوية يعد أثرا تاريخيا تم الحفاظ عليه عند تطويره حيث شملت منظومة التطوير إعادة رصف وتقوية الممر الرئيسى ورصف 10 مواقف لانتظار الطائرات المتوسطة والخفيفة، وتزويده بأحدث أنظمة إنهاء الإجراءات والتأمين وزيادة الطاقة الاستيعابية لمبنى الركاب به ليصبح 1٫2 مليون راكب سنويا بما يتكامل مع مطار برج العرب، خاصة فى الرحلات الداخلية وذلك لسهولة الذهاب إليه بدلا من برج العرب الذى يبعد نحو 50 كيلو مترا جنوب غرب الاسكندرية، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد عند تشغيله ولحين إنشاء المبنى الجديد بمطار برج العرب بعد أربع سنوات بقرض من هيئة المعونة اليابانية «الجايكا» والذى سيستوعب 4 ملايين راكب.. كما أن «النزهة» يعتبر مطارا حيويا لطائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة واستخدامه سيشجع على جذب الاستثمارات إلى الاسكندرية. ياسادة.. إن مايتردد حاليا من أنه سيتم إغلاق المطار بعد تطويره وبيع أرضه لمجموعة من المسثمرين أوجد حالة من الاستياء والحيرة تتطلب «توضيحا رسميا» للحقيقة من المسئولين وفى مقدمتهم وزارة الطيران، ولوتطلب الأمر من مجلس الوزراء ومن مجلس النواب لشرح الحقائق كاملة للرأى العام وتوضيح لماذا كان قرار تطويره.. ومن يتحمل مسئولية وتكاليف هذا التطوير.. وهل سيتم تشغيله أم لا ؟.. إن مطار النزهة يعد جزءاً من تاريخ الطيران المصرى وأحد المعالم الرئيسية لمحافظة الاسكندرية وتحفة معمارية وأثرية يجب الحفاظ عليها، وإنهاء حالة الحيرة التى تنتاب الجميع خاصة المهتمين بشئون الطيران فى مصر.