«محادثات مهمة» .. «لقاء مرتقب» .. «ترامب ينضم إلى طابور القادة العالميين الساعين للقاء السيسي» كانت هذه بعض العناوين المثيرة التى نشرتها وسائل إعلام أمريكية وعالمية حول زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للولايات المتحدة، والتى تضمنت اعترافات صريحة بأهمية الزيارة ومحوريتها، حتى وإن كانت هذه الوسائل نفسها هى التى اتخذت مواقف عدائية تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو، وما زالت حتى يومنا هذا تتخذ موقفا أشد عدائية تجاه سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. فقد نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسئول كبير بالبيت الأبيض قوله إن ترامب سيسعى إلي»إعادة تشغيل» العلاقات مع مصر أثناء اجتماعه غدا مع الرئيس السيسي، مع التركيز على القضايا الأمنية والمساعدات العسكرية. وأبلغ المسئول الصحفيين بأن ترامب «يريد استغلال زيارة السيسى لتأسيس بداية جديدة للعلاقات الثنائية وتعزيز الصلات القوية التى أقامها الرئيسان عندما اجتمعا أول مرة فى نيويورك فى سبتمبر الماضي». وأضاف المسئول نفسه أن ترامب يؤيد نهج السيسى فى مكافحة الإرهاب، الذى يشمل الجهود العسكرية والسياسية كليهما ومساعيه لإصلاح اقتصاد مصر ودعوات السيسى إلى «إصلاح وتجديد الخطاب الديني». وكانت رويترز قد ذكرت فى تقرير سابق أن مسئولا أمريكيا سئل عما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستصنف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية خلال الزيارة مثلما فعلت مصر، فقال إن ترامب مهتم بسماع آراء السيسى أثناء الاجتماع. وأضاف قائلا «نحن، إلى جانب عدد من الدول، لدينا بعض المخاوف بشأن أنشطة متعددة مارستها جماعة الإخوان المسلمين فى المنطقة».ونوهت رويترز إلى توتر العلاقات بين البلدين لفترة طويلة بسبب الدعم الواضح الذى قدمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لجماعة الإخوان، فى حين أشارت الوكالة إلى أن مصر فى عهد السيسى صنفت الإخوان كجماعة «إرهابية».كما أشارت رويترز إلى أن الزيارة تأتى فى وقت اقترحت فيه إدارة ترامب تخفيضات واسعة فى المساعدات الخارجية الأمريكية لم يتم حتى الآن تحديد تفاصيلها، وإن كان البيت الأبيض يتوقع استمرار المساعدات لمصر. وأبرزت وسائل إعلام كثيرة توقعات حول نية ترامب التعامل بصورة مختلفة مع قضية حقوق الإنسان فى مصر عما كان عليه الحال فى ظل إدارة أوباما.ونقلت «رويترز» عن مصدر أمريكى مسئول قوله: «سنعالج هذا مع مصر بطريقة نعتقد أنها تعظّم الفرص لحل قضيتها بطريقة مرضية». وفى الوقت الذى لا تزال فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تعانى من أزمة الثقة العنيفة التى تعرضت لها بوصول ترامب للسلطة واتخاذه موقفا عدائيا تجاه تغطيتها، اعترفت الصحيفة فى مقال لها بأن قضية حقوق الإنسان ستشهد «تهميشا» واضحا فى لقاء السيسى مع الرئيس الأمريكي.واستشفت من تصريحات مسئولى إدارة ترامب أنه لن يتم السماح بعد الآن لقضية حقوق الإنسان بأن تكون جبهة صدام بين القاهرةوواشنطن، عكس ما كان عليه الحال فى عهد أوباما. وفى تغطيتها للزيارة، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إنها تأتى بعد أربع سنوات من التوتر مع الولاياتالمتحدة، مؤكدة أن ترامب لم يتردد فى التعبير عن إعجابه بالرئيس السيسي، حيث يعتبر أنه سيقابل رجلا يقدر «مهمته» فى محاربة الإرهابيين، خلافا لأوباما الذى كان يبدى قلقه حيال ملف حقوق الإنسان فى مصر. ونقلت «الفرنسية» عن ترامب وصفه للسيسى فى حديث سابق لقناة فوكس نيوز بأنه «رجل رائع أحكم زمام السلطة على مصر».وأشارت الوكالة إلى أن السيسى التقى خلال السنوات الثلاث الماضية بعدد من الوفود من المراكز البحثية الأمريكية ومجموعات أخرى نقلت إلى واشنطن أهمية دعم مصر فى الفترة الحالية. وقال عضو فى أحد هذه الوفود، طلب عدم ذكر اسمه، إن السيسى عرض بحماس وبشكل مقنع لماذا ينبغى على كل الأمم التوقف عن العمل مع الإسلاميين. ونقلت الفرنسية عن اسندر العمرانى مدير قسم شمال أفريقيا فى مجموعة الأزمات الدولية قوله إنه بعيدا عن سعادة السيسى بخلافة ترامب لأوباما وفرصة طى الصفحة، تحاول مصر فرض نفسها كنقطة مركزية لاستراتيجية الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط. ولعل هذا هو ما جعل صحيفة «ديلى ميل» البريطانية تنشر تقريرا عن الزيارة بعنوان «السيسي.. رجل مصر الرائع يلتقى دونالد ترامب»، فى إشارة إلى وصف ترامب السابق لضيفه.