بعيدا عن شكل المسرح التقليدى والأماكن المغلقة للفنون الأدائية نجح مهرجان الشوارع الخلفية فى دورته الرابعة والتى تختتم فعاليتها اليوم فى تحريك المياه الراكدة وبث فى قلب الإسكندرية نبضا مغايرا وذلك من خلال فعالياته المختلفة والتى تقدم مجانا للجمهور. لقد نجح المهرجان طوال دوراته السابقة فى جذب جمهور المدينة الساحلية لعالم الفنون الأدائية غير النمطية وتقديم عروض تفاعلية حية كسرت نموذج المسرح التقليدى وسمحت للمشاهد بأن يكون جزءا من الحدث. أطلقت الدورة الأولى للمهرجان فى 2012 من خلال المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب أى اكت (I Act) برئاسة د.محمود أبو دومة الذى يرى فى إقامة تلك التظاهرة الثقافية الفنية وسيلة لدعم الإبداعات الفنية المستقلة والمبتكرة على الصعيد المحلى والدولي. يحمل عنوان المهرجان نفسه «الشوارع الخلفية» دلالة واضحة على أن تلك التظاهرة غير تقليدية. فنحن لسنا بصدد مهرجان مسرحى خالص ولكنه مهرجان للفنون الأدائية المختلفة من موسيقى وأفلام ورقص وسيرك وعروض حية تستغل جيدا الأماكن العامة وتبتعد عن شكل العلبة الإيطالية وخشبة المسرح وتجيد خلق جو احتفالى بمعنى حقيقي. ومنذ 2014 حمل المهرجان شعار «مشروع البهجة» مؤكدا تحقيق أهدافه. بدأ المهرجان بسلسلة عروض سينمائية بوكالة بهنا عن فن الرقص واسطورة الرقص المعاصر بينا باوش. وتوالت بعد ذلك عروض الاكروبات والسيرك مع فرقة E1NZ السويسرية وغيرها. وقدمت فرقة كوبنهاجن درامز مع لاعبى الباركور المصريين عرضا مبهرا جمع بين صخب الايقاعات وخفة الحركة وامتعتنا فرقة بلاك فويسيس الانجليزية بعرض غنائى اكابيلا وتنوعت عروض المسرح مع فرق النمسا واليابان والسويد وفرنسا. واليوم يختتم المهرجان فعالياته مخصصا انشطة اليوم الصباحية للاطفال حيث تبدأ العروض فى العاشرة صباحا بمدرسة سان جبرائيل. مفاجآت اخرى تنتظر جمهور المهرجان خاصة العرض المشترك الذى سيعرض فى السادسة مساء بالمدرسة الالمانية سان شارل بورومى «حد الاعتدال» بين فرقة جروتيست مارو الالمانية وفرقة جماعة المسرح البديل المستقلة لمحمود ابو دومة .. لن ينتهى اليوم سريعا فمازال هناك عروض أخرى تملأ اماكن أخرى بالبهجة.