ما حدث مؤخراً في أحد المدارس الدولية أثار جدلاً واسعاً ولغطاً كبيراً في الأوساط الإعلامية، ما جعله مثار حديث العائلات في البيوت وما إذا كان ما حدث هو خطأ أم صواب من الأساس. فالحدث ببساطة شديدة، هو أن طلاب نهائي المرحلة الثانوية قاموا بعمل حفل تخريج لدفعتهم، وهذا النوع من الحفلات متعارف عليه في وسط مدارس اللغات والمدارس الدولية منذ أكثر من 15 عاما ويطلق عليه "Prom"... وهذا النوع من الحفلات يقوم بتنظيمه الطلاب، إما تحت إشراف مدرسي أو ينظمه مجموعة من الطلّاب ويحضره أساتذة من المدرسة وأحياناً مدير أو مديرة المدرسة. ولأنني أعلم مديرة هذه المدرسة وهي الأستاذة ماجدة عبد المنعم، والتي قام الإعلام بتقطيع (فروة) مدرستها والإساءة إليها، ولولا أنني أعلم كم تتمتع هذه المعلّمة بأسلوب تربوي وتعليمي متميز وفاضل، لما تدخلت بالرأي. ما لا يعجبني ما قام به الإعلام من سرد وقائع لم تحدث، مثل أن طالبات المرسة قاموا بالرقص وهن عراة، لدرجة أنه كان هناك مدرس قام بسترهن وتغطيتهن، وهو تأليف للواقعة لم يحدث.. الحدوتة وما فيها، أن طلاب المدرسة قاموا بتنظيم حفل التخرج هذا العام، في أحد الفنادق الكبرى، وطلبوا إضافة فقرة "شو روسي"، ولم يكن يعلم الطلاب أن هذا "الشو" أو العرض ستقوم به الراقصات الروسيات وهن يرتدين ملابس كاشفة أو متحررة.. فكانت الفقرة أشبه برقص العراة.. وهذه كانت الواقعة.. لكن طالبات المدرسة لم يتعرين كما ذكرت وسائل الإعلام، وهناك فيديوهات يمكن إطلاع الجميع عليها من خلال مواقع التواصل.. كل ما في الأمر أن طالبات المدرسة كن يرتدين ملابس أشبه بملابس السهرات وحفلات الزفاف... وأعتقد أن هذا الأمر يرجع إلى كل أسرة وكيف هي تقبل أو لا تقبل أن تقوم فتاتها بارتداء ما يحلو لها، أو أن تضع الأسرة قيود وقوانين على هذه الأمور تخضع لها الفتاة، إذن، المسألة خاصة بأولياء الأمور في المرتبة الأولى! أما الشق المدرسي، والذي أرى أنه يؤخذ على على المدرسة، وهي أنها لا تضع رقابة كافية على مثل هذه النوعيات من الحفلات، فبالرغم من أن الحفل يقوم بتنظيمه الطلاب، لكن أرى أنه لابد أن يكون للمدرسة دور ورأي في نوعية الحفل وفقراته، وأعتقد أن الطلاب مهما بلغوا من السن ووصلوا إلى 18، فمن واجب المدرسة التي يتبعونها، أن يكون لها نظرة وكلمة في هذا الشأن، وفي النهاية، هؤلاء هم واجهة للمدرسة. من قلبي: هؤلاء الطلاب هم براعم المستقبل، ولابد من توجيههم وتقديم النصح إليهم، حتى لو كان النصح ثقيلاً، فلسنا في مجتمعات غربية لنقبل بأمور ليست من طابعنا الشرقي، مهما بلغنا من العلم أو تعلمنا حتى في الدول الغربية، فلابد من الحفاظ على الهوية الشرقية، التي تحاول أن تقتحمها دائما العولمة ودول الغرب، باتفاقات دولية، نصفها لا يقبل بعاداتنا الشرقية! من كل قلبي: كلكم راعِ وكلكم مسئول عن رعيته، واتقوا الله في أولادنا، واتقوا الله في قولكم ولا تفتروّا أو تشوّهوا أبنائنا بحديث إفك وإفتراء.. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن