العلاقات بين الدولتين الشقيقتين مصر والسودان، ليست كغيرها من العلاقات الدولية، وليست ككل العلاقات بين دول الجوار، ولا تقتصر فقط على روابط الأخوة والعروبة والنسب والدم والثقافة والتاريخ المشترك، وإنما هى علاقات من نوع خاص، رسمتها يد القدر منذ أن وهبهما الخالق سبحانه وتعالى شريان الحياة »نهر النيل الخالد«، ذلك الحبل السرى الذى يمنح كلا منهما أسباب الحياة، ومهما حاول المتربصون والمغرضون ان ينالوا من تلك الروابط والعلاقات فلن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا وستبوء جميع محاولاتهم بالفشل الذريع. ولن تستطيع أى محاولات لبث الفرقة، سواء من هنا أو هناك أن تقطع هذه الوشائج، أو تفت فى عضد هذه العلاقات والروابط الأزلية مهما أوتى أصحابها من قوة وبطش، ولن يكتب لمحاولات الوقيعة بين البلدين أى نجاح مهما دبروا المكائد أو حاكوا المؤامرات ومهما بذلوا أو أنفقوا من أموال، فما يجمع بين البلدين والشعبين أكبر مما يفرق بينهما، فعلى مر الزمان مزجت مياه النهر بين دماء الشعبين وشكلت وجدانهما ووحدت التكوين الجينى لهما فأوجدت هذه الألفة والمودة الخاصة بين مواطنى البلدين الشقيقين على مر العصور. وتأتى الرسالة الخطية التى تسلمها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول من شقيقه الرئيس السودانى عمر البشير خلال استقباله طه عثمان الحسين وزير الدولة السودانية ومدير مكتب الرئيس البشير لتعيد تأكيد عمق العلاقات والروابط التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين وشعبيهما، والحرص على مواصلة العمل لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين فى مختلف المجالات، وترد على محاولات الوقيعة بين البلدين، وتؤكد ان ما يتم تناوله عبر وسائل الإعلام فى البلدين لا يرقى لمستوى هذه العلاقات، ويبعث برسالة قوية إلى المتربصين بالعلاقات المصرية السودانية، والذين يحاولون العبث بها بأن محاولاتهم فاشلة، وأن يكفوا عن هذه المحاولات البائسة. إن حرص القيادتين المصرية والسودانية على تأكيد عمق العلاقات بين البلدين، والعمل على تطويرها، والسعى إلى دعم أطر التعاون الثنائى بين البلدين فى مختلف المجالات، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك خصوصية هذه العلاقات، وأن أى محاولات لإثارة المشكلات أو بعض القضايا الخلافية لن تعدو إلا ان تكون زوبعة فى فنجان. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;