شهدت العلاقات العربية الصينية تطورا مذهلا خلال السنوات العشر الماضية على المستويين السياسى والاقتصادي ، وشهد العام الماضى وحده زيارتين للرئيس السيسى الى الصين وجولة للرئيس الصينى شى جين بينج بعدد من الدول العربية القيادية على رأسها مصر والسعودية ثم كانت الزيارة المهمة التى اختتمها منذ ايام العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز لبكين فى اطار جولته الآسيوية التى تحمل دلالات خطيرة فى هذا التوقيت بالذات . على المستوى الاقتصادى والارقام ، فقد تجاوز حجم التبادل التجارى بين العرب والصين حاجز 239 مليار دولار فى عام 2016 واصبحت الصين ثانى اكبر شريك اقتصادى للعالم العربى واكبر مستورد للنفط العربى ، كما اصبحت الشركات الصينية شريكا مهما فى مشاريع البنية التحتية فى العديد من الدول العربية ، ويكفى مثلا واحدا على الزخم الذى تشهده العلاقات العربية مع الصين وهو توقيع اتفاقيات تعاون بقيمة 65 مليار دولار خلال زيارة الملك سلمان ، فضلا عن السلع والمنتجات الصينية الرخيصة التى حسنت وطورت من حياة الملايين ليس فى العالم العربى فقط ولكن فى كل اركان المعمورة. وقد اعلن منذ ايام ان الاستعدادات تتم حاليا لاستضافة الصين قمة صناعية تجارية مع الدول العربية هى الاولى من نوعها تعقد فى سبتمبر المقبل فى منطقة» نينجشيا» التى تتمتع بالحكم الذاتى وغالبية سكانها من قومية « هوى «المسلمة ومثلت جسرا ثقافيا وتجاريا مهما على طريق الحرير القديم منذ اكثر من الفى عام بين العرب والصين. واذا كانت العقول العربية اصبحت غير قادرة على الابداع وانجاز اختراعات وابداعات تحقق لشعوبها التطور ، فانه يتعين علينا البحث عن التعلم و«تقليد» تجارب الآخرين ، اذا نجحنا فى ذلك وكانت لدينا القدرة على التعلم من تلك التجارب الناجحة . ونحن لن نخترع العجلة مرة اخرى ، كل ما علينا ان تكون لدينا رغبة حقيقية فى التخلص من جهلنا اذا كنا مدركين اننا متخلفون وانه حان الوقت لان نلحق بالعالم المتقدم الذى سبقنا بسنوات ضوئية ام انه حتى تقليد الآخرين والتعلم من تجاربهم الناجحة اصبح صعبا علينا ! لمزيد من مقالات منصور ابو العزم