اليوم العالمي للفتاة.. مدبولي: فخورون دوما بفتياتنا وسنظل نقدم لهن الدعم المطلوب    محافظ المنيا: رعاية النشء والشباب أولوية لبناء المستقبل وخلق بيئة محفزة للإبداع    وزير الكهرباء: الهيئات النووية تمتلك كفاءات وخبرات متراكمة نعمل على دعمها    غارات إسرائيلية تستهدف منطقة المصيلح بلبنان    تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون بالضفة الغربية    كوشنر: الرئيس ترامب واجه اتفاق غزة المستحيل بكل قوة    هالاند يقود النرويج لاكتساح إسرائيل بخماسية فى تصفيات كأس العالم    الزمالك يعلن التعاقد مع الكرواتي زيلكو بابيتش لقيادة فريق اليد    النرويج ضد إسرائيل بتصفيات المونديال.. تعرف على ترتيب المجموعة    سوزي الأردنية أمام النيابة: بقدم محتوى كوميدي وممثلين كتير بيقلدوني    مواعيد عرض وإعادة مسلسل "لينك" قبل انطلاقه على قناة DMC اليوم    كيف وثق «كشف أثري» السيادة المصرية القديمة على طريق حورس؟    متحدث إغاثة غزة: اللجنة المصرية ترسم الأمل بجهود إنسانية برعاية الرئيس السيسي    مستشفى "أبشواي المركزي" يجري 10 عمليات ليزر شرجي بنجاح    وزير الصحة يبحث مع شركة دراجر العالمية تعزيز التعاون لتطوير منظومة الصحة في مصر    وزير الشباب والرياضة يتابع استعدادات الجمعية العمومية للنادي الأهلي    مياه الغربية: تطوير مستمر لخدمة العملاء وصيانة العدادات لتقليل العجز وتحسين الأداء    شريف فتحي يبحث تعزيز التعاون السياحي مع قيادات البرلمان والحكومة الألمانية    وصول هنادي مهنا للعرض الخاص ل فيلم أوسكار عودة الماموث    صوروه في وضع مخل.. التحقيقات تكشف كواليس الاعتداء على عامل بقاعة أفراح في الطالبية    اقرأ غدًا في «البوابة».. ترامب وماكرون وعدد من زعماء العالم في مصر    المايسترو محمد الموجى يكشف ل«الشروق» كواليس الدورة 33 لمهرجان الموسيقى العربية    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    محافظ الأقصر يقوم بجولة مسائية لتفقد عدد من المواقع بمدينة الأقصر    9 مرشحين بينهم 5 مستقلين في الترشح لمجلس النواب بالبحر الأحمر ومرشح عن حلايب وشلاتين    لامين يامال يغيب عن مواجهة جيرونا استعدادا للكلاسيكو أمام ريال مدريد    رئيس جامعة قناة السويس يشارك في وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الوطن    وزير خارجية الصين يدعو إلى تعزيز التعاون الثنائي مع سويسرا    وفقًا لتصنيف التايمز 2026.. إدراج جامعة الأزهر ضمن أفضل 1000 جامعة عالميًا    عالم أزهري يوضح أحكام صلاة الكسوف والخسوف وأدب الخلاف الفقهي    عالم أزهري يوضح حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله    هل متابعة الأبراج وحظك اليوم حرام أم مجرد تسلية؟.. أمين الفتوى يجيب "فيديو"    QNB يحقق صافى أرباح 22.2 مليار جنيه بمعدل نمو 10% بنهاية سبتمبر 2025    رسميًا.. موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 وتغيير الساعة في مصر    نزلات البرد.. أمراض أكثر انتشارًا في الخريف وطرق الوقاية    التوقيت الشتوي.. كيف تستعد قبل أسبوع من تطبيقه لتجنب الأرق والإجهاد؟    بتهمة خطف طفل وهتك عرضه,, السجن المؤبد لعامل بقنا    قيل بيعها في السوق السوداء.. ضبط مواد بترولية داخل محل بقالة في قنا    معهد فلسطين لأبحاث الأمن: اتفاق شرم الشيخ يعكس انتصار الدبلوماسية العربية    إيهاب فهمي: "اتنين قهوة" يُعرض في ديسمبر | خاص    الداخلية تكشف حقيقة سرقة شقة بالدقي    غدًا.. محاكمة 60 معلمًا بمدرسة صلاح الدين الإعدادية في قليوب بتهم فساد    منظمة العمل العربية تطالب سلطات الاحتلال بتعويض عمال وشعب فلسطين عن الأضرار التي سببتها اعتداءاتها الوحشية    «الري»: التعاون مع الصين فى 10 مجالات لإدارة المياه (تفاصيل)    القنوات الناقلة لمباراة الإمارات وعُمان مباشر اليوم في ملحق آسيا لتصفيات كأس العالم    الجو هيقلب.. بيان عاجل من الأرصاد الجوية يحذر من طقس الأيام المقبلة    الداخلية تكشف تفاصيل ضبط سائق يسير عكس الاتجاه بالتجمع الخامس ويعرض حياة المواطنين للخطر    تفاصيل لقاء السيسي بالمدير العام لليونسكو (صور)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    العرفاوي: لا ندافع فقط في غزل المحلة.. ونلعب كل مباراة من أجل الفوز    زراعة المنوفية: ضبط 20 طن أسمدة داخل مخزنين بدون ترخيص فى تلا    «المشاط» تبحث مع المفوض الأوروبى للبيئة جهود تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون    الرباعة سارة سمير بعد التتويج بثلاث فضيات ببطولة العالم: دايمًا فخورة إني بمثل مصر    انتخابات النواب: رقمنة كاملة لبيانات المرشحين وبث مباشر لمتابعة تلقى الأوراق    الرعاية الصحية: تعزيز منظومة الأمان الدوائي ركيزة أساسية للارتقاء بالجودة    منها «القتل والخطف وحيازة مخدرات».. بدء جلسة محاكمة 15 متهما في قضايا جنائية بالمنيا    أسعار اللحوم اليوم السبت في شمال سيناء    «رغم زمالكاويتي».. الغندور يتغنى بمدرب الأهلي الجديد بعد الإطاحة بالنحاس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تطور الميزان السياسى لأردوغان
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 03 - 2017

الميزان السياسى هو مفهوم رئيسى من مفاهيم السياسة العملية فى عصر ما، ويعبر المفهوم ليس فقط عن الفرص المدركة والقيود المتصورة ولكن الأهم عن كيف يتم إهدار الفرص الحالية بطريقة مقصودة من أجل فرص ذات قيمة أكبر فى مدى أبعد قليلاً، وكيف نطور الفرصة الحالية إلى فرصة أوسع لو تمت الرؤية من زاوية أخرى، وكيف نتفادى المخاطر الأعظم من أجل مخاطر يمكن إدارتها ونفقة محتملة على المدى المرئى.
الميزان السياسى هو ميزان جيوبلوتيكى بامتياز تخضع له كل الدول الكبرى فى إقليم دولى ما، وعلى سبيل المثال، فى الشرق الأوسط يحاول الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان تجديد ميزانه السياسى، وصياغته للمرة الثالثة. وصيغ منذ 1923 لتكون تركيا الاتاتوركية غير يجعلها قادرة للدفاع عن نفسها او يتطلب للدفاع عن نفسها مساعدة خارجية كبرى.
كانت خطة أردوغان الذى صعد للسلطة فى عام 2003، العمل على تقوية الاقتصاد بالتحالف مع رجال الأعمال الأتراك والبنك الدولى، وخلال الارتباط الوثيق بسياسات جورج دبليو بوش، الذى رأى فى أردوغان حله السحرى فى تنفيذ الشرق الأوسط الكبير وتثوير الشرق الأوسط، وهو ما تم بنجاح منقطع النظير وفى ظلها تم غزو العراق والعمل على إعادة هيكلته.
وجاءت الصياغة الثانية لميزان أردوغان السياسى، من رحم الصياغة الأولى بطرح أردوغان وأحمد داوود أوغلو «العثمنة» كإطار أيديولوجى إمبريالى للتدخل فى الشرق الأوسط حيث تولى أوغلو رئاسة الوزراء فى 27/8/2014 إلى أن ترك منصبه فى 22/5/2016 بعد أن كان وزيراً للخارجية، وقبل ذلك أيضاً كان المستشار الرئيسى لرئيس الوزراء أردوغان.
منذ بداية الأزمة السورية فى مارس عام 2011، رمت حكومة حزب العدالة والتنمية فى تركيا بثقلها لتسعير النيران فى جارتها الجنوبية، رافعة عناوين تحريضية طائفية ومذهبية ضد دمشق، فيما كان الهدف الحقيقى لدى أنقرة هو إحياء نزعات قومية وشخصية عند الرئيس التركى أردوغان، الذى يبدو أنه حاول إعادة إحياء «أمجاد» السلطنة العثمانية من البوابة السورية ومنها انطلاقاً إلى بقية العالم العربى من أجل استعادة لقب «السلطان» وذلك من خلال.
أولاً: استمرار الحكومة التركية فى دعم الجماعات الإرهابية، «داعش والنصرة وأحرار الشام وجيش الفتح،…»، ثانياً: مواصلة تدفق الإرهابيين إلى الأراضى السورية عبر الحدود التركية، ثالثاً: تنسيق قائم على قدم وساق بين أنقرة والرياض وأطراف خليجية أخرى للاستمرار فى ضرب الدولة السورية وحلفائها «حلب، اللاذقية..»، رابعاً: زيادة الخلايا الإرهابية من أصحاب الفكر التكفيرى على الآراضى التركية، خامساً: خلق منطقة خالية فى شمال سوريا لمصلحة تركيا.
فى عام 2016 وضعت تركيا ختم «عثمانيتها» على أضخم مشروعاتها لتأكيد هويتها العثمانية، وارتباطها الوثيق بتاريخ إمبراطورية عمرت قرابة 6 قرون، مع تدشينها لواحد من أكبر المشروعات الحيوية تحت اسم «السلطان ياووز سليم».
الآن تخلقت الصياغة الثانية شرراً متعاظماً، الأمر الذى تم التفكير بسببه فى الصياغة الثالثة لميزان أردوغان، وهى خلق جمهورية رئاسية بشكل إمبراطورى.
ويقول الرئيس التركى أردوغان إنه يريد رئاسة تنفيذية قوية لضمان الاستقرار ومنع عودة ائتلافات الحكم الهشة التى شهدتها العقود السابقة.
وتواجه هذه الصياغة الجديدة معطلات كبيرة منها، أولاً :قالت لجنة من خبراء قانونيين فى مجلس أوروبا إن التعديلات الدستورية التى تقترحها تركيا لتوسيع سلطات الرئيس ستكون «خطوة خطيرة إلى الوراء للديمقراطية»، وقالت اللجنة فى بيان، إن التعديلات ستمنح الرئيس «سلطة حل البرلمان لأى سبب كان وهو شيء دخيل على أسس الأنظمة الرئاسية الديمقراطية».
وقال خبراء مجلس أوروبا إن لديهم مخاوف من بنود تسمح للرئيس بممارسة السلطات التنفيذية منفرداً «بتعيين وإقالة الوزراء وتعيين وفصل كبار مسؤولى الدولة بسلطة لا تخضع للرقابة وعلى أساس معايير يحددها وحده».
والرأى القانونى للجنة مجلس أوروبا ليس له سلطة إلزامية على تركيا التى انضمت فى 1950 إلى المجلس المؤلف من 47 دولة.
ويقول معارضون إن التغيير سيدفع تركيا نحو حكم الرجل الواحد وتآكل الحقوق والحريات الأساسية.
ويقول أكبر حزبين فى المعارضة إن التعديلات المقترحة ستلغى توازنات أخل بها بالفعل النفوذ الذى يمارسه أردوغان على الحكومة.
ثانياً، تمثل تركيا أهمية استراتيجية كبيرة لحملة واشنطن ضد تنظيم داعش، نظراً لحدودها الطويلة الممتدة مع كل من سوريا والعراق، وضغطت الولايات المتحدة من أجل استخدام القواعد الجوية التركية، رغم أن الأتراك ظلوا مترددين فى الموافقة على هذا لفترة طويلة، وعندما وافقوا مؤخراً بدا الأمر لكثير من المراقبين نوعا من المقايضة، مقابل أن تغض الولايات المتحدة الطرف عن الضربات التركية على مواقع الأكراد، حيث تمثل محاربة الأكراد أولوية بالنسبة لأنقرة أكثر من محاربة داعش.
ويعد المقاتلون الأكراد من أنجح القوات التى تقاتل داعش على الأرض، وتلقى الأكراد دعماً مادياً مهما من واشنطن.
تركيا تعانى مشاكل كبيرة مع جميع جيرانها وساءت علاقتها بروسيا بعد إسقاطها مقاتلة روسيا فوق سوريا وأثار هذا الأمر غضب تركيا، التى تخوض قتالاً بالفعل ضد الأكراد داخل الأراضى التركية، لأنها تخشى أن نجاح الأكراد ربما يشجع التطلعات القومية الكردية للانفصال وإعلان دولة.
إذن أنقرة وواشنطن حليفتان، ولكنهما فى الوقت ذاته على خلاف بشأن سوريا، ومما لا شك فيه أن التدخل العسكرى الروسى إلى جانب الرئيس السورى بشار الأسد، أضاف تعقيداً جديداً للمشهد، وانتهت إلى غير رجعة الأيام التى أعلن فيها رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داوود أوغلو، عندما كان وزيرا للخارجية أن سياسة تركيا الخارجية الجديدة هى «لا مشاكل» مع أى من جيرانها.
لمزيد من مقالات د.جهاد عودة;


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.