حصل الشاعر والروائى الأردنى جلال برجس على جائزة «كتارا» للرواية العربية غير المنشورة 2015 عن روايته «أفاعى النار» وسبقها حصوله على جائزة رفقة دودين للإبداع السردى 2014عن روايته «مقصلة الحالم» وجائزة روكس بن زائد العزيزى عن مجموعته القصصية «الزلزال» درس هندسة الطيران وبعد سنوات من العمل فى هذا المجال هجره للعمل بالصحافة الأردنية جذبه الشعر فقدم ديوان «كأى غصن على شجر» 2008 و «قمر بلا منازل» 2011 يتوق للغرائبية ويمزج الواقع بالأسطورة ويتميز بتعدد السردية ويشكل ثنائيات مختلفة متضادة تثير الدهشة لدى المتلقي . أفاعى النار.. حكاية العاشق على بن محمود القصاد أكثر من عنوان لرواية واحدة، لماذا؟ ربما يعتقد القارئ أن العنوان الثانى شارح للأول، لكن التوغل فى الرواية سوف يجيب القارئ على هذا التساؤل، فأفاعى النار رواية، و(حكاية العاشق على بن محمود القصاد) حكاية بمعناها المتعارف عليه أدبيًا. ثمة ارتباط قوي، بين العنوانين، أردته لمقاربة أزمة الإنسان العربى من أكثر من بُعد. تعدد الروايات داخل الرواية ألا تخشى تشتت ذهن القارئ البسيط ؟ أدرك وعى القارئ العربي، ولهذا لا أخشى تشتته، إضافة لقناعتى بأنى رسمت مسالك الرواية حتى يقترب القارئ لموضوعها من أكثر من جهة. نحن الآن فى مرحلة ما بعد الحداثة، وعلينا أن نهتم بتنمية الوعى لدى القارئ، وإيجاد مساحته الخاصة فى أى عمل أدبي، فمن الخطأ أن تجعل القارئ متلقيًا فقط، دون إحداث تلك الشراكة بين الكاتب ومتلقى النص، إنها ديمقراطية السرد. العيب والحرام والتطرف والإرهاب والجهل هل تستطيع الرواية القضاء عليهما ؟ الرواية عادة ما تطرح الأسئلة على مسامع القارئ الذى هو بدوره يقوم بإعادة طرحها إن لم تكن صدى لتساؤلاته أيضًا. وطرح الأسئلة بحد ذاته يؤدى إلى شكل من أشكال الوعي. فانطلاقًا من هذه النقطة يمكننى القول إننى مازلت أومن بأن الشمس قادرة على دحر الظلام. كيف ترى موقع الأدب الأردنى بين الأدبيات العربية الأخري؟ الأدب الأردنى جزء لم ينفصل عن الأدب العربي، هو جزء من المنظومة الثقافية العربية، ولايزال يؤمن بالرؤية القومية التى ترى فى التراكم والصلات سبيلاً للتطور، لكن لكل بلاد سماتها التى تميزها وما يميز الأدب الأردنى توق رموزه والمشتغلين فيه للتجديد، انطلاقًا من الراحلِين (تيسير السبول) و(غالب هلسا) و ( مؤنس الرزاز) وامتدادًا إلى من يمارسون الكتابة هذه الأيام. ماذا أضافت لك جائزة كتارا للرواية العربية؟ أى جائزة إن كانت جادة، وتعمل بمهنية وموضوعية، يمكنها أن تلقى مزيدًا من الضوء على الفائز بها، وهذا ما حدث لى حينما حازت (أفاعى النار) على جائزة كتارا للرواية العربية2015. فبالإضافة إلى طباعة الرواية وتسويقها عربيًا، عَبَّدت لى طريقًا نحو القارئ الأجنبي، فقد ترجمت الرواية إلى الفرنسية والانجليزية، وستترجم إلى الهندية والصينية والاسبانية. جلال برجس بمن تأثر من الروائيين العرب والأجانب؟ هناك أسماء كبيرة فى الرواية العربية حازت على اهتمامى لعمق تجربتها، مثل نجيب محفوظ، تيسير السبول، وغالب هلسا، والطيب صالح، وأدوار الخراط، وحنا مينه، لكننى وجدتنى متأثرًا بغالب هلسا، لقربه الشديد من المكان، ولوعيه العالى بالإنسان، وبالصراع الاجتماعي. أما على صعيد قراءتى للروائيين الأجانب فقد أحببت عوالم ( ماركيز) و(ياسونارى كاوباتا) و(ديستويفسكي) و(جوزيف كونراد) و(باتريك ميديانو) وكثير من رموز الرواية العالمية. ما هو عملك الأدبى الجديد؟ سعيت فى عملى الروائى المقبل (سيدات الحواس الخمس) والذى سيرى النور قريبًا، إلى الاستفادة من علاقتى بالموسيقي، وقواعدها، لمقاربة يوميات الإنسان العربى وأحلامه، وذلك عبر تمجيد المخيلة والنظر عبرها إلى الواقع، وبالتالى اصطحاب القاريء فى عوالم الشخصيات الداخلية، والخارجية. هل تخليت عن الشعر بما أنك الآن بصدد إصدار روايتك الثالثة بعد عدد من الكتب فى الشعر والقصة وأدب المكان؟ بالطبع لا، فروح الشعر حاضرة فى كتابة الرواية، دون المساس بعناصر الرواية المتعارف عليها، وتلك التوازنات التى على الروائى الاعتناء بها بين اللغة وبنية الرواية الحكائية. أنا لا يمكننى أن أتخلى عن الشعر، إذ أننى ما زلت أكتبه، وقريبًا ستصدر لى مجموعة شعرية جديدة.