دخلت العقوبات الأوروبية علي إيران حيز التنفيذ الكامل أمس بعد تطبيق العقوبات الأمريكية لها بعدة أيام. وكانت الولاياتالمتحدة قد مهدت للتطبيق العقوبات منذ يومين .. حيث بدأت فرض تدابير عقابية علي الدول التي تقبل علي عقد صفقات بترولية مع البنك المركزي الإيراني. وفي أول رد فعل علي التحرك الأوروبي الأمريكي, دعت إيران لعقد اجتماع طاريء لمنظمة الأوبك, بينما واصلت طهران تبنيها لهجة التحدي, حيث أعلن مسئول بارز بالبحرية الايرانية أن بلاده تعتزم نشر غواصات في بحر قزوين. وتقضي العقوبات الغربية التي بدأ تنفيذها أمس بمقاطعة استيراد البترول من إيران بالتزامن مع حظر التعاملات المصرفية, في محاولة لفرض حصار اقتصادي علي هذا البلد كضغوط لدفع طهران الي التراجع عن برنامجها النووي. ويدر البترول دخلا سنويا لإيران يبلغ95 مليار دولار, مما يمثل زيادة كبيرة في تضييق الخناق علي إيران لردعها عن مواصلة برنامجها النووي الذي وصل إلي مستويات تقترب من المستويات اللازمة لصنع قنابل نووية. وفي أول رد فعل إيراني, دعت طهران أمس إلي عقد اجتماع طاريء لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك لإعادة النظر في حصص الإنتاج التي تجاوزت الحدود المتفق عليها. ونقلت قناة فرانس-24 الإخبارية الفرنسية عن رستم قاسمي وزير البترول الإيراني قوله إن طهران طلبت من عبد الله البدري الأمين العام ل أوبك تحديد موعد لعقد اجتماع غير عادي للنظر في أسعار البترول التي وصلت إلي حد غير معقول, بحسب تعبيره, مشيرا إلي أن الاجتماع الأخير ل أوبك الذي عقد في ال14من شهر يونيو الماضي قرر تحديد الحصة الاجمالية للمنظمة عند30 مليون برميل يوميا, ولكن الدول الأعضاء تجاوزت هذا الرقم ليصل الإنتاج إلي33 مليون برميل يوميا. يذكر أن إيران تحتل المركز الثاني عالميا بعد السعودية في قائمة أكبر الدول المنتجة للبترول. في الوقت نفسه, أكد قاسمي أن البترول الإيراني له أسواقه, وأن بلاده علي استعداد تام لمواجهة العقوبات البترولية المفروضة عليها. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا عن قاسمي قوله إن الحكومة الإيرانية أخذت بعين الاعتبار كافة الخيارات المحتملة لمواجهة العقوبات المفروضة علي قطاع البترول, مشيرا إلي أن بلاده تواجه منذ سنوات طويلة هذه العقوبات وأنها ليست وليدة اليوم. وأعرب قاسمي عن ارتياحه لاستمرار بيع البترول الإيراني في الأسواق العالمية, مشيرا إلي أن طهران أوقفت بيع بترولها إلي عدد من الدول الأوروبية قبل بدء تفعيل هذه العقوبات, مشددا علي أن هذه العقوبات ليس لها أي تأثير علي تطوير صناعة البترول الإيراني. واستمرارا للهجة التحدي, أعلن المسئول البارز في البحرية الإيرانية أن بلاده تعتزم نشر غواصات في بحر قزوين. ونقلت شبكة إيه بي سي الإخبارية الأمريكية عن الأدميرال عباس زماني قوله إن ايران تنوي نشر غواصات خفيفة في بحر قزوين الغني بالبترول الذي تطل عليه روسيا وقازاقستان وتركمانستان وأذربيجان, علاوة علي إيران, دون أن يتطرق إلي تفاصيل اخري.