25 سنة هي عمر فرقة الرقص المعاصر بدار الأوبرا المصرية ..تلك الفرقة التي أسسها في 1992 وليد عوني تحت عنوان فرقة الرقص المسرحي الحديث والتي ساهمت في تطوير فن الرقص في مصر والتي تغير اسمها فيما بعد إلى فرقة الرقص المعاصر تحت قيادة مناضل عنتر تحتفي اليوم بمرور ربع قرن على إنجازاتها. الاحتفال الذي يستمر طوال عام 2017 بدأ بإعادة عرض « مولانا « على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية أيام 2 و3 مارس. العرض من تصميم وإخراج مناضل عنتر الذي قام بإعداده عن رواية ابراهيم عيسى التي تحمل الاسم نفسه والتي قدمت مؤخرا كذلك كفيلم سينمائي من إخراج مجدي أحمد علي. أنتج عرض الرقص المعاصر « مولانا» في نهاية 2013 وقدم مرة ثانية بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السابعة في 2014 وحصل عنه مناضل عنتر على جائزة أحسن تصميم استعراضات.. وكانت تلك هي نقطة البداية لانطلاق عروض الفرقة فيما بعد للمشاركة في المهرجان القومي للمسرح ودخول العروض الراقصة ضمن المسابقة الرسمية للتنافس على جوائز التصميم الحركي والاستعراضات بالإضافة لترشيحها لأفضل عرض بجانب العروض المسرحية الدرامية المنتجة خلال عام. يغوص مناضل عنتر في عالم الرواية ويقدم معالجته لفكرة الخداع باسم الدين من خلال دمج الرقص المعاصر والأداء التمثيلي الحي في بعض مشاهد العرض. فرواية مولانا التي صدرت في 2012 تدخلنا إلى عالم الدعاة وتحكي عن الشيخ حاتم الشناوي الذي يتلاعب بالجمهور تحت ستار الدين من أجل تحقيق مصالحه الشخصية. شكلت وضعيات الراقصين وحركاتهم الجسدية مع الإضاءة والتشكيلات الزخرفية بالخلفية من تصميم عمرو الأشرف سينوغرافيا العرض المتميزة والمتنوعة من مشهد لآخر. لجأ عنتر إلى موسيقى وأغاني عربية موحية حيث رقص الراقصون على موسيقى صوفية وأغاني تراثية مستمدة من السيرة الهلالية والمواويل بالإضافة إلى الأغنية الشهيرة لفريق بابيلون الجزائري «زينة» وأغاني دينا الوديدي. تلاعب عنتر في تصميمه الحركي بعنصر المواجهة فالشيخ حاتم الشناوي يقدم على المسرح من خلال شخصيتين : ممثل يستلهم حواره الدرامي من الجمل الحوارية بالرواية وراقص يعكس من خلال حركته البعد النفسي للشخصية. يصبح الواحد منهم قرينا للآخر.. يرقص الاثنان معا لكنهما في حقيقة الأمر يعبران عن جانبين مختلفين للشخصية الرئيسية.