أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة تمثل دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين مصر وألمانيا وخطوة مهمة نحو إحداث طفرة حقيقية فى مستوى العلاقات المشتركة خلال المرحلة المقبلة. وقال ان الزيارة الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسى لبرلين وضعت أساساً راسخاً لمستقبل العلاقات المشتركة ومهدت الطريق لفتح صفحة جديدة للعلاقات الثنائية الناجحة بين البلدين فى جميع النواحى الاقتصادية.جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الموسعة التى عقدها الوزير أمس مع جونتر نوك المفوض الشخصى للمستشارة الالمانية لشئون افريقيا لاستعراض مستقبل التعاون الاقتصادى بين البلدين. وقال الوزير ان العلاقات الاقتصادية المصرية الألمانية تشهد حاليا زخماً كبيراً ونقلة نوعية فى مختلف مجالات التعاون الاقتصادى ، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين العام الماضى 5 مليارات و567.3 مليون يورو بزيادة 10% على عام 2015، كما بلغت الاستثمارات الألمانية فى مصر حتى يناير الماضى نحو 619.2 مليون دولار فى قطاعات المواد الكيماوية وصناعة السيارات والاتصالات والحديد والصلب والبترول والغاز والأدوات الصحية ومكونات السيارات حيث تحتل المانيا المركز ال 20 وفقا لتصنيف اهم الدول المستثمرة فى مصر ، مشيرا الى ان حجم الاستثمارات المصرية فى ألمانيا يبلغ حاليا 46.1 مليون دولار فى قطاعات البنوك والسياحة والصناعات الدوائية والخدمات الاستشارية . وأكد الوزير ضرورة الاستفادة من التجربة الألمانية لتطوير منظومة تمويل قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفى مجال المعارض الدولية بهدف تحويل مصر الى مركز دولى فى مجال المعارض خاصة انها تتمتع بموقع فريد فى قلب منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى والقارة الافريقية يؤهلها للعب دور دولى متميز فى هذا المجال وتوسيع أنشطة برامج الوكالة الألمانية للتعاون الفني GIZ فى مصر وذلك بهدف رفع قدرات الأجهزة والهيئات الحكومية المعنية بالتصدير. وأكد أهمية توسيع التعاون المشترك بين البلدين فى مجال التعليم الفنى والتدريب الصناعى للاستفادة من الخبرات الألمانية الواسعة فى تخريج كوادر فنية رفيعة المستوى تخدم الصناعة الوطنية فى كل المجالات. من جانبه، أكد جونتر نوك المفوض الشخصى للمستشارة الألمانية لشئون افريقيا حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة الحالية خاصة أنها تمثل دولة محورية ومهمة فى منطقة الشرق الأوسط مشيراً الى ان اللقاء تناول أهمية الاستفادة من موقع مصر المتميز كبوابة للقارة الافريقية لنفاذ المنتجات والاستثمارات الألمانية إلى مختلف الأسواق الإفريقية.
.. و سفير مصر فى برلين ل «الأهرام»:البلدان طرفان إقليميان رئيسيان أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، سفير مصر فى برلين، أن زيارة المستشارة الألمانيه أنجيلا ميركل تأتى فى توقيت مهم وأن مصر وألمانيا طرفان إقليميان رئيسيان وكل دولة منهما لها دورها فى إقليمها فألمانيا قاطرة الاتحاد الأوروبى ومصر هى أكبر دولة عربية ومحور الاستقرار فى المنطقة يواجهان تحديات خطيرة وتمثل الزيارة أهمية لتأكيد الشراكة التى أصبحت تجمع البلدين وتعكس توافق الرؤى حول القضايا الدولية والإقليمية والحاجة الأوروبية والألمانية الى ركيزة للاستقرار مثل مصر فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف، فى تصريحات بالقاهرة ل «الأهرام» أمس، أن الزيارة تأتى فى توقيت غير مسبوق للتنسيق على المستوى الثنائى فى ملفات متنوعة ومتعددة، ليست مقصورة على الملف السياسى أو الاقتصادي، وأصبحت العلاقة متنوعة وهناك أبعاد استراتيجية تمس هذه العلاقات فى الجوانب الامنية والدفاعية ونقل التكنولوجيا والتعليم الفني، وبالتالى فان الزيارة تجسيد عملى للمستوى الثنائى الرفيع للعلاقات، كما أن زيارة الرئيس السيسى لألمانيا فى يونيو 2015 كانت نقلة فى العلاقات بين البلدين، وكانت هناك نقلة أخرى تعكس مستوى التنسيق الرفيع حيث يعول الجانب الألمانى على مصر فى هذه الظروف الصعبة التى يواجه فيها العالم الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأزمات فى سوريا وليبيا والشرق الأوسط والتى تهدد أوروبا. وأوضح أن وفدا اقتصاديا رفيع المستوى يرافق المستشارة الالمانية بما يوجه رسالة مهمة لمجتمع الأعمال فى ألمانيا بأن هناك استقرارا فى مصر، خاصة بعد القرارات الاقتصادية الأخيره لمصر حيث أكدت المستشارة الألمانية أنها تقف إلى جانب مصر. وأشار إلى أن المستشارة ميركل خصصت السبت الماضى حديثها الأسبوعى للحديث عن زيارتها إلى مصر، ويعكس ذلك الأهمية التى توليها للزيارة، وأرسلت فيها رسائل وهى أن مصر ركيزة الاستقرار وطرف رئيسى فى حل الدولتين الفلسطينية والاسرئيلية ويمكن الاعتماد عليه وكذلك الدور المحورى للتوصل الى تسوية سياسية للأزمة الليبية، وكذلك ما يتم إبرازه من التعايش والتناغم بين الشعب المصرى وذلك يؤكد أن هناك علاقة شراكة حقيقية تقوم على مبدأ تحقيق المصالح.