اندلعت مجددا موجة من التوتر في العلاقات التركية الألمانية بسبب اعتقال أنقرة الصحفي الألماني دينيز يوسيل للاشتباه بمشاركته في تنظيم تعتبره أنقرة إرهابيا وبترويجه لدعاية إرهابية في تركيا.واستدعى وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل السفير التركي لدى ألمانيا للاحتجاج على هذه الخطوة. وأعلن جابرييل، في بيان أصدره لاحقا، بعد لقائه مع السفير التركي، أنه أعرب خلال الحديث معه في وزارة الخارجية عن موقف برلين من القضية.وأوضح جابرييل أن «تصرفات تركيا بحق دينيز يوسيل أظهرت بوضوح أن بلدينا يختلفان بشكل كبير في تقديرهما لحرية التعبير وحرية الإعلام». من جانبه، وجه وزير العدل الألماني هايكو ماس تحذيرا للسلطات التركية من أن «زمن النبرة اللينة» في العلاقات بين برلينوأنقرة ينتهي في ظل اعتقال يوسيل.وقال الوزير ماس، في حديث لصحيفة «فيلت» الألمانية إن «تعامل تركيا مع يوسل أمر غير مقبول»، مشددا على أن قضية الصحفي الألماني ليست «حادثا وحيدا». وأضاف: «يجب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يفهم بوضوح أن من يقوض بشكل ممنهج أسس حرية الصحافة ومبادئ الدولة القائمة على القانون يبعد بلاده عن القيم الأوروبية الأساسية». وتابع ماس : «لن نقطع خيط الحوار مع تركيا، لكن إسكات الصحفيين وإقالة القضاء وحالات اعتقالهم تعني أن زمن النبرة اللينة ينتهي». وكانت الشرطة التركية قد احتجزت الصحفي الألماني من صحيفة «فيلت» دينيز يوسيل، البالغ 43 عاما من عمره، في 17 فبراير الماضي، للاشتباه بمشاركته في أنشطة تنظيم إرهابي واستخدامه المعلومات بطريقة غير قانونية ونشره دعاية للإرهاب، حسب ما تدعي السلطات التركية. ومن جانبه، وجه كمال كيلتش دار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري نداء إلى الرئيس التركي ورئيس وزارئه للتوجه لإجراء استفتاء شعبي آخر يستطلع فيه موقف الشعب من منح الجنسية التركية للمواطنين السوريين وهل يقبل بدخول قوات بلاده المسلحة إلى الرقة. وفي غضون ذلك، شنت مجموعة من الأتراك هجوما على مخيمات السوريين في ضواحي مدينة مرسين وأشعلوا النيران فيها في أعقاب مقتل أحد الشباب الأتراك قبل أسبوع على أيدي مجموعة من السوريين، كما اندلعت اشتباكات بين المواطنيين الأتراك والسوريين في مدينة أضنة، مما دفع قوات الشرطة للتدخل وتفريق الطرفين بعد استخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع.