لطالما حذرتنا الأجهزة السيادية والسياسية فى وطننا السعيد من التورط فى الهجوم على أى رئيس دولة جارة أو لنا مصالح معها أو حتى انتقاده والمساس بعفافه السياسى أو خدشه.. ولكن ماذا نفعل إزاء استفزازات رئيس جمهورية السودان عمر البشير الذى راح ينثر تصريحات ضد مصر على نحو يعرف دون غيره أنه عار تماما من أى صحة، فتحدث فى تجمع لممثلى جرائد الإمارات فى الأسبوع الماضى عن قيام مصر بتزويد قوات رئيس جنوب السودان سيلفا كير بالأسلحة والذخائر وهذا أمر ليس فيه عيب ولا خطأ ولا عورة ولا خطيئة ولكن تصريح البشير بأن القوات الجوية المصرية قامت بضرب تجمعات وقواعد المعارضة فى مدينة كاكا بجنوب السودان هو ما يستحق التوقف، لأن القوات المسلحة المصرية لا تقوم بمهام خارج البلاد إلا بمناقشة الأمر فى مجلس الدفاع الوطنى وبإعلانه على الناس كما فعلت فى التمديد لعمل قوات مصر فى الخليج وعاصفة الصحراء، وكما فعلت قبل الغارة على تجمعات داعش التى قتل إرهابيوها 21قبطيا مصريا على الساحل الليبى ترويعا لمصر وزجرا للمصريين، ثم إن مصر لا تتدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة جارة أو غير جارة لتنصر فصيلا على آخر فى تنازع سياسى أو قبلى أو طائفي. وأيا كان تضرر البشير من حكومة جوبا وسيلفا كير فليست مصر هى الشماعة التى يعلق عليها تضرره. وتتصل إبداعات البشير واختراعاته السياسية بما ذكره قبلا عن أن المخابرات العامة المصرية هى التى تضر بالعلاقات بين القاهرةوالخرطوم لأنها تحتضن عناصر من المعارضة السودانية، فالبشير يعرف أن للمخابرات اتصالات بسيلفا كير شأنه شأن أى زعيم لدولة فيها مصالح لمصر، وبالتالى ربط البشير بين احتضان المخابرات الذى يزعمه لعناصر من المعارضة ضده وبين علاقتها بسيلفا كير وقيام الجيش المصرى الذى يدعيه بضرب المعارضة ضد كير يعنى تدخلت مصر فى ادعائه فى شمال السودان وجنوبه!! البشير يتحرش بمصر.. وعليه أن يقلع عن أوهامه وعن إبداعات الأنس فى ليالى الخرطوم. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع