أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن التعنت الإسرائيلى الذى يحتمى بمنطق القوة صار مكشوفا للجميع، وهو لا يُمثل تهديداً للفلسطينيين وحدهم، ولا حتى للعرب، وإنما يضرب مصداقية المُجتمع الدولى فى الصميم، كما يُسهم فى تعزيز قوى التطرف والإرهاب والعُنف فى المنطقة، بل وفى العالم. وحذر أبو الغيط - فى كلمته أمام الاجتماع العاشر لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الذى عقد أمس بالجامعة العربية بحضور عمرو موسى رئيس مجلس أمناء المؤسسة ولفيف من الشخصيات السياسية الفلسطينية والعربية - من أن حل الدولتين الذى كان وسيظل المنطلق الأساسى والوحيد للوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية يتعرض لتهديدات غير مسبوقة، وأكد ضرورة الحفاظ على حل الدولتين فى مواجهة الزحف الشرس من جانب قوى الاستيطان الإسرائيلى بهدف تقويضه للأبد. ولفت الأمين العام إلى أن بعض القوى فى المجتمع الدولى صارت أكثر إدراكاً بخطورة الوضع، مشيرا فى هذا السياق إلى مخرجات مؤتمر باريس الذى عُقد فى يناير الماضى، التى أكدت صياغة موقف دولى جماعى يُجدد الالتزام الراسخ بحل الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء الصراع، منوها بما جاء فى البيانُ الختامى للمؤتمر بعدم الاعتراف بشرعية الإجراءات الأحادية التى يُقدم عليها أى طرفٍ استباقاً للتسوية النهائية، بما يعكس الإدانة الكاملة والصريحة للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية. وحذر من أن انسداد الأفق السياسى أمام الشعب الفلسطينى الذى وُلد نحو 20٪ من أبنائه بعد انتفاضة الأقصى، لن يكون من شأنه سوى دفع الشباب الفلسطينى إلى نبذ سياسة الاعتدال والوقوع أسرى للأفكار الراديكالية والأجندات المتطرفة.