بالاشارة إلى المقال المنشور بجريدة الأهرام الخميس بتاريخ 2/2/2017 للدكتور/ محمد يونس تحت عنوان «كنوز مصر المحجوبة... التكفير خارج الصندوق»، وإعمالا بمبدأ أن حق الرد مكفول، وتعليقاً على ما ورد بالمقال من جملة «اذا بحثت عن جملة (علماء مصريين بالخارج) فستجد عشرات الصفحات على الانترنت..»، وأنهى الكاتب المقال ب «علينا أن نتعامل بجدية واهتمام أكثر للاستفادة من هذه الكنوز المصرية حتى لا تتحول المؤتمرات التى تجمهم بمصر إلى مجرد (شو إعلامى) فالمفترض أن هناك مؤسسة أو وزارة تتابع هذا الأمر، ليس مطلوبا من القيادة العليا أن تتابع كل شىء، لأننا نعيش فى دولة المؤسسات وليس عهد ال «ون مان شو» !.. ربما لا يمكن تغيير الطبق ولكن يمكننا التفكير خارج الصندوق بغض النظر عن نوع الملعقة! لذا أود أن ألقى الضوء على مبادرة «جسور التنمية» وهى إحدى مبادرات أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا نحو استثمار الكفاءات العلمية والتكنولوجيا للعلماء والخبراء المصريين بالخارج لمواجهة التحديات التنموية فى مصر، وجذب المغتربين المصريين وربطهم بالوطن الأم وهى مبنية على الخبرات المتراكمة لبرامج مختلفة مثل برنامج توكتن «نقل المعرفة من خلال المغتربين». فقد بدأ برنامج توكتن عام 1980 كما تم تمويله من جانب ال UNDP . فيما بين عامى 1992 و1994، اشتركت الحكومة المصرية وال UNDP فى تكاليف البرنامج، ثم تم تمويل البرنامج بالكامل من جانب الحكومة المصرية منذ عام 1995. كما أصبح البرنامج فيما بين عامى 1980 و2005 قادرا على جذب 443 مغتربا مصريا فى أمريكا الشمالية، استراليا وأوروبا اللتان تعدان الجهات الرئيسية التى تتوجه إليهما الهجرات المستمرة. مبادرة جسور التنمية ليس برنامج إعادة توطين ولا مخططا للتوظيف، إنه يوفر منحا تصل إلى مليون جنيه مصرى. بناء على أساس تنافسى، للمنظمات المصرية لدعم التحديات المحلية من خلال العمل بالتعاون مع الخبراء المصريين فى الخارج ليسمح للجهات الصناعية والمؤسسات البحثية المصرية بالاشتراك مع الخبراء المصريين فى الخارج فى مشروع مشترك وأنشطة المشروعات المشتركة تشمل البحوث التعاونية، ودعم تطوير النماذج الأولية والنصف صناعية والابتكار التكنولوجى وبناء القدرات والتشبيك الدولية. يهدف البرنامج لتوظيف القدرات والخبرات العلمية والصناعية للخبراء المصريين فى الخارج بالمشروعات التنموية والعلمية فى مصر. وتم تصميم برنامج جسور التنمية لدعم أنشطة ومشروعات الابتكار القائمة على نقل التكنولوجيا، توطين المعرفة وتثمين نتائج البحوث بالإضافة الى البحوث التعاونية للمؤسسات المصرية مع الخبراء المصريين بالخارج. واهتم البرنامج أيضا بأهمية تدويل العقول ورفع قدرات شباب الباحثين فى المؤسسات المصرية، فيتيح البرنامج الدعم المادى لشباب الباحثين لزيارة مدارس علمية متقدمة بالإضافة إلى فرص التشبيك الدولى للمؤسسات المصرية. الجدير بالذكر أن البرنامج يدعم المؤسسات المصرية من جامعات، مراكز بحثية، مؤسسات صناعية ومنظمات المجتمع المدنى. وتم اختيار بشكل تنافسى 36 مشروعا للتمويل والتنفيذ فى عام 2016، وذلك بتعاون 36 خبيرا مصريا بالخارج مع 22 جهة مصرية. وكان الخبراء الأكثر تقدما للبرنامج هم من بيوت خبرة ومراكز بحثية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا وعدد من الدول الأوروبية، حيث تم تسلم أكثر من 30 مشروعا فى عام 2016 من الخبراء المصريين بالولاياتالمتحدة وعدد كبير من المشروعات عن طريق الخبراء المصريين بكندا، ألمانيا، بريطانيا، استراليا ثم فرنسا. وأخذت مجالات العلوم الطبية والهندسية النصيب الأكبر بنسبة تصل الى 50% ويليه الزراعة، الطاقة الجديدة والمتجددة وعلوم المياه. أمثلة للمشروعات والخبراء بالخارج المشاركين بالبرنامج : 1 أ. د. محمد أبو دنيا أستاذ علوم السرطان الحيوية بجامعة ديوك وهو أيضا أستاذ العلوم العصبية، حصل د. محمد على درجة الدكتوراة من جامعة بيركلى عام 1967. لدى د. محمد أكثر من 380 مؤلفا علميا وقد شارك كمحكم دولى فى الكثير من البرامج الدولية. 2 أ. د معتز عطا الله هو حاليا أستاذ علوم المواد المتقدمة بجامعة برمنجهام فى ألمانيا، وقبل ذلك عمل بمركز المواد المتقدمة بجامعة منشستر، وحصل د. معتز على العديد من المنح الدولية لاستكمال أبحاثه وقام بتنفيذ مشروعات بقيمة عشرة ملايين جنيه استرلينى، ويتعاون حاليا د. معتز مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة من خلال مشروع جسور التنمية الخاص بتطوير قطاع الطيران المدنى والحربى والصناعات الثقيلة باستخدام تكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد. 3 أ. د. سلوى الجبالى وهى رئيسة مجلس ادارة شركة نورهارت الطبية بالولاياتالمتحدة وكانت عضو هيئة تدريس فى جامعة كونتكت لمدة سبعة عشر عاما بالولاياتالمتحدة وهى حاصلة على 4 براءات اختراع مسجلة باسمها بالمكتب الأمريكى للبراءات، فى مشروع جسور التنمية الخاص بعلاج جديد لمرضى الشريان التاجى. 4 أ . د. أيمن نور الدين نائب عميد كلية الصيدلة بجامعة شابمان، حصل الدكتور نور الدين على الدكتوراة فى علوم الصيدلية من جامعة المحيط الهادى بكاليفورنيا، وهو مصنف ضمن أفضل العلماء فى تخصصه. لمزيد من مقالات د. محمود محمد صقر