قال اللواء اح محمد فرج الشحات مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع بالقوات المسلحة انه لا شك أن ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني باتت تمثل أحد أهم التحديات الرئيسية أمام المجتمع الدولي حيث انتشرت بمعظم المسارح الإقليمية وامتدت في مختلف المجتمعات دون التفرقة بين مجتمع نام ومجتمع متقدم. جاء ذلك خلال وقائع الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين التي عقدتها القوات المسلحة أول أمس بحضور القائد الأعلي للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة والفريق محمود حجازي رئيس أركان القوات المسلحة وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة واكد مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع انه في ضوء المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها الدولة المصرية من موجات الإرهاب المنظم والمخطط المدعوم من الداخل والخارج تتبني القوات المسلحة ضمن أجهزة الدولة إستراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب واقتلاع جذوره بنيت علي ثلاث محاور رئيسية, حيث يتمثل المحورالأول في الرصد والتتبع لشبكات الإرهاب وتفكيك قواعد الدعم وتجفيف منابع التمويل الي جانب إحكام السيطرة الكاملة علي المنافذ الخارجية للدولة وتأمين الحدود علي كافة اتجاهات الإستراتيجية بالتعاون مع الوزارات والأجهزة المعنية بالدولة. المحور الثاني في تنفيذ حملات ومداهمات بالتعاون مع الشرطة المدنية وأهالي سيناء الشرفاء في إطار عملية أمنية عسكرية تسمي حق الشهيد لاقتلاع جذور الإرهاب من سيناء أما المحور الثالث بدء مشروعات التنمية الشاملة في سيناء للارتقاء بالأوضاع المعيشية لأهالينا من أبناء سيناء للقضاء علي البيئة والمناخ التي تغذي أعمال التطرف والإرهاب, مع متابعة البيئة الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط وتداعياتها علي الأمن القومي المصري, وتحول بعض التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش بسوريا والعراق وليبيا لمفهوم الاستيطان بدعوي إقامة الدولة الدينية وإرساء نظام الخلافة والسيطرة علي مناطق جغرافية شاسعة والتوسع بدول الجوار والعمل علي إسقاط الحكومات وفرض أيديولوجيتها مع امتلاكها مختلف نظم التسليح الحديثة, ومن هنا يتضح أن البيئة الأمنية المتردية بدول المنطقة كان لها الأثر البالغ في تصاعد الهجمات الإرهابية في مصر, ارتباطا بتداعيات حالة عدم الاستقرار الذي تشهده الدول المحيطة وعلي الرغم من ذلك تم تحقيق نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب نتيجة للجهود التي تمت علي مختلف الأصعدة والاتجاهات والتي أدت إلي وقوع خسائر مؤثرة بالعناصر الإرهابية نجم عنها تقليص نشاطهم والحد من إعمالهم بصورة كبيرة. وانتقالا إلي تطور الأنشطة الإرهابية بالبلاد وتداعياتها علي الأمن القومي المصري في أعقاب ثورة30 يونيو2013 تصاعدت محاور التنسيق والتعاون بين جماعة الإخوان الإرهابية وعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس وتوحدت توجهاتهم نحو هدف واحد وهو الارتفاع بسقف الضغوط علي الحكومة المصرية لدعم أهداف جماعة الإخوان الإرهابية لمحاولة استعادة السلطة. وأوضح انه برز المخطط الإرهابي كمحاولة إقامة إمارة إسلامية متطرفة بمدينة الشيخ زويد في أعقاب الهجوم الإرهابي2105/7/1, وقد قامت القوات المسلحة و الشرطة المدنية بإفشال هذا الهجوم الإرهابي بكل قوة مدعوم بغطاء جوي الذي استهدف كافة العناصر الإرهابية الثابت منها والمتحرك, الأمر الذي أدي الي إفقاد عناصر بيت المقدس توازنه والقضاء علي50% من عناصره القتالية شديدة الخطورة. وعرض اللواء الشحات مسارات التحرك للقضاء علي الإرهاب بالاتجاه الاستراتيجي الشرقي والساحة الداخلية حيث تمثل المسار الأول في تدقيق عمليات الرصد لتجمعات العناصر الإرهابية وأماكن القيادات لاستهدافها ومن منطلق حرص الدولة المصرية والقوات المسلحة للحفاظ علي أرواح الأبرياء من أهالي سيناء, قد روعيت كافة الاحتياطات لتأكيد الأهداف المطلوب استهدافها للوقوف علي حقيقة وشكل الهدف باعتبار ان التحدي الرئيسي للقوات المسلحة هو كيفية النجاح في القضاء علي الإرهاب دون المساس بحياة المدنين, وقال انه بموجب نتائج الرصد الدقيق نجحت عناصر القوات المسلحة في توجيه العديد من الضربات القاسمة عبر مراحل عمليات حق الشهيد والتي ركزت علي استهداف القيادات الرئيسية المؤثرة والبنية التحية للتنظيم حيث تم القضاء علي250 هدف ما بين مخابئ ومناطق تجمع للعناصر الإرهابية ومخازن أسلحة وذخائر واحتياجات إدارية, و130 عربة وتصفية500 عنصر إرهابي من العناصر شديدة الخطورة. واستعرض اللواء الشحات جهود رجال الهيئة الهندسية في تدمير الأنفاق التي تستخدمها العناصر الإرهابية حيث نجحت القوات المسلحة في تدمير أجهزة فنية متطورة للتعامل مع الأنفاق حتي أعماق كبيرة. والمسار الثاني تجفيف منابع التمويل المادي والدعم اللوجستي للعناصر الإرهابية, حيث تم ضبط1025 طن, ومليون كيلو من المواد المتفجرة والمواد ثنائية الاستخدام, أثناء وصولها إلي لبعض المواني المصرية وبمناطق إمبابة وكفر الشيخ وبورسعيد, و الخانكة وعين الصيرة والتي تستخدم في صناعة المواد الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية في شمال سيناء. ومجابهة سعي العناصر الإرهابية للحصول علي المواد الثنائية الاستخدام المتوفرة في السوق المحلي من أسمدة زراعية وحمض الكبريتيك المركز, ونيرات الامونيوم, وكربيد الكالسيوم, واستخدامها في تصنيع العبوات الناسفة, حيث تم تشديد الرقابة علي تداول تلك المواد. والقبض علي شبكة تعمل في جلب وتهريب دوائر كهربائية ومعدات تستخدم في أعمال الغطس لصالح العمليات الإرهابية. تم القبض علي بعض التشكيلات العصابية التي توفر الدعم المادي واللوجستيي بالتعاون مع شركات صرافة ومحال مصوغات وشركات سياحة يتجاوز عددها10 شركات تتلقي مبالغ مالية حيث تم ضبط115 مليون جنيه. وأوضح أن نتائج استجواب العناصر المتورطة, أثبتت تورط بعض الدول في تقديم الدعم المادي واللوجستي عبر استيراد هذه المواد المتفجرة والثنائية الاستخدام ودفعها الي بقيادات إخوانية مقيمة بالبلاد للتخزين والنقل وتصنيع المواد الكيمائية اللازمة لتصنيع المواد الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية بها. وأشار الي انه تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لإحكام السيطرة علي المنافذ الحدودية بالدولة لمنع إمداد العناصر الإرهابية بالمواد المستخدمة في تصنيع المواد المستخدمة في عمليات التفجير. وعرض اللواء الشحات إجراءات مجابهة الإرهاب علي الاتجاه الاستراتيجي الغربي والجنوبي حيث تم العمل علي الاتجاهين لضبط ومنع أعمال التسلل للعناصر الإرهابية والتصدي لعمليات التهريب للأسلحة للمعدات القتالية والذخائر حيث تم رصد وتتبع38 حالة تحرك للعناصر الإرهابية وبالتنسيق مع القوات الجوية وقوات حرس الحدود أسفرت علي تدمير وضبط39 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والأسلحة والمواد المتفجرة. وفي النقب تم تكثيف أعمال التحري والتنسيق مع عناصر وزارة الداخلية والتمكن من رصد العناصر الإرهابية بإحدي المناطق الجبلية بجنوب مدينة أسيوط وتم استهدافها مما أسفر عن مقتل7 أفراد وانفجار مخزن متفجرات والعثور علي كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والدوائر المعدة للتفجير وسيارتين كانت إحداهما مفخخة. وأكد مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع انه في ضوء ما تم استعراضه من جهود لاقتلاع جذور الإرهاب فقد تحققت الانجازات الآتية بناء قاعدة تعاون بين الأجهزة الأمنية بالدولة لإحكام السيطرة انتشار خلايا الإرهاب وحرمانها من تحقيق أهدافها. إحكام السيطرة علي أماكن تواجد العناصر الإرهابية في رفح والشيخ زويد والعريش ومحاور التحرك الرئيسية داخل محافظات الجمهورية. تطوير منظومة تأمين المواني المطارات والمنافذ الخارجية للدولة وإمدادها بأجهزة ومعدات رصد لمنع اي محاولة لاختراق الجبهة الداخلية. امتلاك نظم تأمين حديثة مجهزة بوسائل رصد دقيقة لإحكام الرد علي الحدود الخارجية للدولة علي كافة الاتجاهات الإستراتيجية للتغلب علي الجرائم غير النمطية التي تتعرض لها مصر. القضاء علي العناصر الإرهابية شديدة الخطورة والتي لديها قدرات قتالية عالية بالإضافة لتدمير البنية التحتية لتلك العناصر. تحديد شبكات التمويل المادي والتهريب للأسلحة والمواد الكيميائية. وعاهد اللواء الشحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة ملاحقة العناصر الإرهابية في سيناء مع فرض السيطرة الأمنية واقتحام كافة القري والبؤر الإرهابية, وتأمينها بالارتكازات الأمنية المحصنة, وخاصة بالمناطق ذات الاهمية الإستراتيجية. الاستمرار في قطع خطوط الإمداد المادي والدعم اللوجستي للعناصر الإرهابية ومواصلة إجراءات امنية مشددة للقضاء علي ظاهرة الأنفاق ومنع استخدامها في تنفيذ اي اعمال عدائية في سيناء. تنمية دافع الولاء والانتماء وتوثيق الروابط مع عواقل ومشايخ واهالي سيناء الشرفاء, لعودة الاستقرار والأمن لهذه المنطقة وتهيئة الأجواء لدفع عجلة التنمية. وأكد انه بالرغم ما تحقق من انجازات لتأمين الجبهة الداخلية ضد مخاطر وتهديدات الإرهاب الا ان المعركة ضد الإرهاب لن تتوقف وتتطلب مواصلة الجهد لفترات زمنية خاصة من تحركات فصيل من الداخل ومخططات خارجية للنيل من امن واستقرار مصر وشعبها العظيم الذي سيقف بكافة طوائفة لمواجهة هذا الخطر, وهزيمته لتنعم مصر بالامن والاستقرار الداخلي وتواصل جهودها العظيمة للانتهاء من تنفيذ المشروعات الإستراتيجية التنموية للارتقاء بالمستوي الذي يستحقه شعب مصر العظيم. والحقيقة الثابتة ان تضحيات شهدائنا الأبرار ستظل دائما الوقود الذي نستمد منه طاقاتنا لمحاربة الإرهاب وإنفاذ قوة القانون ضد العناصر الإرهابية والإجرامية أعداء الوطن. وأكد ان وقوف شعب مصر العظيم خلف قياداته وأبنائه من الجيش والشرطة هو عامل حاسم لكسب معركة الإرهاب واقتلاع جذوره من الوطن الغالي وستظل وحدة الشعب المصري درسا يسرده التاريخ دائما علي مر العصور والحضارات المصرية المتعاقبة والتي نشرت ثقافة العلم والسلام لكافة المجتمعات, حفظ الله مصر من شرور الإرهاب.