تحقيق عزت عبدالمنعم تحت أي مقولة يظل الانتماء واحترام الدولة أمرا لا يقبل الخروج عليه, فالبديل هنا يكون الفوضي وانفراط عقد الدولة, وهناك رموز للدولة مثل السلام الوطني والذي يقف الجميع احتراما له عند عزفه باعتباره يمثل الدولة وقيمها وشهداءها وتاريخها. فقيمة الوقوف ترتبط بالاحترام ولكن أن نتجاهل ذلك تحت أي مسمي فهذا يدعو للتساؤل عن الحكمة أو الهدف الذي يجعلنا ننسي سلامنا الوطني ولا نقف له احتراما كما حدث أخيرا من بعض أعضاء حزب النور السلفي أثناء اجتماع الجمعية التأسيسية أخيرا في مجلس الشوري. سامح سيف اليزل, الخبير الأمني والاستراتيجي, يري أن السلام الوطني لأي دولة يرمز لاحترام الدولة الواجب علي الأجنبي والمواطن في هذه الدولة, وعندما يأتي ضيف ويعزف السلام الوطي لدولته فنحن نقف والعسكريون يؤدون التحية لهذا السلام, والسلام الوطني واجب احترامه من الكافة وبدون اعذار والوقوف له أمر واجب, وفي بعض الدول الانشاد لكلام السلام الوطني أمر واجب كما في الولاياتالمتحدة إلا أنه في بعض الدول الأخري يكون اختيارا كما في مصر وليس واجبا, واحترام السلام الوطني يمثل الانتماء ويربي النشء عليه, فتقاليدنا وعاداتنا أن نقف لمن هو أكبر سنا فكيف لا نقف انتماء للدولة التي ربتنا وعلمتنا ومنحتنا هويتنا. د.محمد الشحات الجندي, عميد حقوق حلوان الأسبق وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية سابقا, يقول إنه لا يوجد سند ديني علي منع الوقوف عند عزف السلام الوطني وهو تعبير رمزي لاحترام شعار اختاره, فاستخدام هذه الطريقة للتعبير عن الانتماء يخضع لعرف الناس وتعارف الجميع في الدول المختلفة أن كل دولة سلام وطني يعلي قيم المجتمع ويرمز للشهداء, واحترام هذا السلام يعبر عن وجود الجمهورية وانتماء الجميع لها والأصل في الأشياء الإباحة وهي قاعدة شرعية مالم يدل دليل علي التحريم ولا يوجد دليل ديني يمنع الوقوف عند عزف السلام ولا يجوز لنا أن نتمسك بأمور ليس عليها دليل صحيح بدعاوي لا يسندها نص من القرآن والسنة. د.جمال حشمت, القيادي في الإخوان يقول: لا يوجد شيء يمنع ويحول من الوقوف للسلام الوطني. د.أحمد زايد, عميد آداب القاهرة السابق وأستاذ علم الاجتماع, يقول إن هناك مشكلة فهم الدولة القومية والدولة الإسلامية أو الجامعة الإسلامية والتي ظهرت عبر التاريخ, فهناك تناقض ولم يتم حل هذا التناقض, فهناك فكرة الدولة المدنية الوطنية والدولة المتجاورة لها ولابد أن التيارات السلفية ومن يؤمن بأفكار معينة في تشكيل الدول أن يعرفوا أن الدولة الوطنية حقيقة ولا يمكن تجاوزها وذهب زمن الامبراطوريات القديمة فنحن في منظومة عالمية لا تعرف أي شكل للتكوينات الاجتماعية إلا الدولة الوطنية ويجب أن نغير أفكارنا بناء علي الواقع, فتجاوز الدولة الوطنية يؤدي للفوضي.