عندما تتغلب قوة الحب على حب القوة سيشهد العالم السلام فالضعفاء والفاشلون مثلا لايستطيعون منحنا الحب ولا العطاء ولو مرة واحدة في حياتهم بل يقلبون حياتنا رأسا علي عقب لأنهم فاشلون. لأرسطو حكمة تقول إن وطن الانسان حيث يرتاح، وأنا أقول إن وطن الانسان حيث يوجد الحب فاذا اختفي ضاعت معه براءة البشر وراحتهم كلما مرت الأيام وتصادف يوم الحب أو الفلنتاين أسأل لماذا لم نعد نحب ؟ ولماذا اصبحنا في حالة جدب وتصحر؟ لماذا لا نستطيع ان نروي أنفسنا ونغرق قلوبنا وارواحنا بتلك المشاعر النبيلة الفياضة والتي وجودها يجعلنا اكثر دفء وطمأنينة . منذ زمن بعيد كنا نري ابوينا وهما ابسط خلق الله يغرقانا بحنانهم وعطفهم وحبهم ويقطعون اللقمة من فمهم كي يطعمونا بها ورغم بساطة الحال لم نشعر ابدا بأي احتياج بل اشبعونا حبا وحنانا وجعلونا نقوم من طبليتهم في حالة شبع من كل شيء بينما اليوم نجد انهيار لهذا الحب ولهذه العلاقة التي تربط مثلا الأم بوليدها فنجد أمهات اليوم ينجبن ويضعن فلذات الأكباد في السكك وعند المساجد والطرقات الواعرة. احتل الكره القلوب وماتت البصيرة عندما تم اغتيال مشاعرنا وقتلها وعندما استحللنا دماء بعضنا البعض دون هوادة وكأن دماءنا أصبحت رخيصة سهلة وكأننا نذبح طيرا أو شاها فأصبح الأنسان الذي كرمه الله وفضله علي كل مخلوقاته مهدر دمه وحياته ... اصبحنا في عالم غريب الكبير يلتهم فيه الصغير دون هوادة ولا رحمة عالم أصبح يتسلح بالنووي ويضرب بالمدافع ليقتل من البشر ما يقتل ويشرد منهم ما يشرد ييتمهم ويمحوا من قاموسهم الأنساني الرحمة والحب الذي تربيا عليه فهل ماتت نعمة الحب كما يموت الزهر من العطش او كما تسقط اوراق الشجر في عز برد الشتاء؟ هل ولي زمن الحب أم مازال هناك قلوبا تنبض به وتعيش عليه وتؤمن به رغم قسوة الأيام والظروف والحياة الحب الذي يزلزل ارواحنا مازلت اراه في عين جندي حينما تغتاله يد آثمة من اجل ان يعيش الآخرون وأراه في عين أم ضحت ومازالت تضحي من اجل ان تسعد فلذات الأكباد واراه في عين حبيب يضحي بكل مالديه لأسعاد حبيبته وأراه في عين زوجة وقفت بجوار زوجها تدعمه وتقدم له كل ما بأستطاعتها لينجحا وليعيشا معها حتي وان كان في جحر صغير وأراه في عين طفل ترك لهوه وطفولته من اجل ان يساعد عائلته اليس كل ذلك حب كبير؟! انه الحل المثالي لمشاكلنا على الأرض فهو يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان عندما تتغلب قوة الحب علي قوة الكرة والبغض والأحقاد الحب ليس مجرد كلام أو أوهام كما يظن البعض فهو سلاح الأتقياء والمؤمنين والناجحين هو سلاح القلوب النظيفة التي لا تستطيع التلون أو التعالي أو الأنسياق الي المنحدرات الواعرة والمتعرجة والغير مستوية. قد نتصور ان الأرض شاخت وانها تموت ولن تأتينا بثمارها ولكن الربيع يأتي ليقلب احوالها ويجعلها ترتدي ازهي ثيابها وتسطع الشمس حولها بأشعتها الذهبية لتخضر وتزدهر الأرض تحس وتشعر وتحب مثلنا تماما وتنتظر الأمل الذي يغير من احوالها ويصلحها الحب موجود بوجود الخالق الذي يمدنا بالأمل ويضع في قلوبنا الرحمة مهما كثرت الحوادث وتبدل البشر وخاب رجاءونا فيهم الحب موجود رغما عن اعداء الحياة والفاسدين والكارهين للخير والصدق والعدل وصفاء النفس والضمير فلتكن دعوة من اجل ان نحب كل ماهو جميل . لمزيد من مقالات عزيزة فؤاد;