إهداء إلي كل من يبحث داخل رحلة الحياة عن منقذ.. يعتمد عليه ويعطيه دفعة الانطلاق والامل والحب، ويفتح له كل أبواب الحياة المغلقة اعترافا منه بقيمة ما تملك؛ إليك هذا الاكتشاف.. أبحث داخلك عنك أولاً قبل أن تبحث عن منقذ لأحلامك لأن وبكل بساطة أنت الشخص الوحيد القادر علي أداء دور المنقذ في رحلة الحياة الخاصة بك. " صبح الصباح ...فتاح يا عليم... بس المزاج رايق وسليم....باب الأمل بابك يا رحيم.....الصبر طيب عال...ويغير الأحوال.." هكذا بدأت يومي بهذه الكلمات ولكن هذه المرة ليست بصوت العظيمة فيروز لكن دندنة جارتي أُمنية التي لم أسمعها تغني من قبل، طوال الوقت تصرخ وهي تذاكر لصغارها او عابسة الوجه؛ فهي دائمة البحث عن الصعوبات والتحدث عنها حتى تجد مبرراً لممارسة هوايتها في النقمة على الحياة، لذا كانت امنيتي دائماً أن لا أقابل أمنية، لكن هذا اليوم تغير كل شيء بعد أن عرف وجهها الابتسام.. تري ماذا حدث؟! هنا صاحت أمنية "مستغربة ليه كدا.. لو مش مستعجلة تعالي أشربي شاي يمكن تعرفي الإجابة" هنا صمت وقدمي تسير بلا ارادة نحو شقتها، تركتني لوهلة داخل غرفة المعيشة.. أول مرة أري هذه الحجرة منتعشة ومبهجة هكذا.. ربما هذا انعكاس التابلو الرائع الجديد هناك.. كنت أعتقد أن دخولي سيجيب علي أسئلتي لكنه ضاعف فضولي أكثر.. هنا دخلت أمنية وهي تقول " عجبتك؟!.. مالك بس مستغربه ليه.. السر بسيط .. لقد غزوت الفضاء.. فضاء نفسي لأكتشف أن منقذي الحقيقي هو أنا.. تعلمت طول حياتي أن أنتظر الدعم الخارجي " المنقذ".. توجيهات أبي أدخلتني علمي علوم بعدها قادني المجموع المرتفع نحو كلية الصيدلة، ولان أمي ربتني علي أن أهم شيء في حياة المرأة هو الزواج والأطفال تزوجت بأول شخص قابلته.. اعتقادا مني انه رسول السعادة المنتظر، فكم انتظرت تلك السعادة كثيراً.. ويوماً بعد يوم باتت الحياة بلا طعم بالرغم من أني أتبعت كل خطوات من أنقذني لكن كنت أشعر بالفشل الذي تحول بعد ذلك لمرض ورغبة في التخلص من الحياة.. حتي جاء اليوم، سمعت فيه أحد الجمل التي داعبت أفكاري وزوجي يشاهد أحدي المُباريات" لعب المهاجم دور المنقذ لفريقه مجدداً بعدما أحرز هدفاً قاتلاً منحه بطاقة العبور.." دور المنقذ لفريقه.. كيف أصبح منقذ لهم بل كيف أصبح لاعباً مشهور؛ هل تعاونت معه الظروف ام وجد من ينقذه.. ودارت بمخيلتي أسماء لأشخاص كُثر.. أم كلثوم كان من الممكن ألا تكتشف صوتها العذب وتعيش مثل أي فتاة قروية عادية.. عبد الحليم ..أحمد زويل.. نجيب محفوظ حتي بسمة صديقتي التي أصبحت من أشهر عازفي البيانو في العالم؛ كل هؤلاء أشخاص عادية قبل اكتشاف ما بداخلهم من قوة وموهبة.. لن أطيل عليكِ أنا صاحبة هذا التابلو.. وجدتُ دوائي بعد أن أنقذت نفسي.. فطالما عشقتُ الألوان والرسم لكن في صمتُ.. أما الأن بعد عملية الإنقاذ الداخلية أُعلن عن بدأ معرضي الشخصي خلال الشهر القادم وهذا ليس كل شيء أهم شيء؛ دوري الأن فصاعداً تعليم أولادي وكل من حولي بأن لا تنتظر من ينقذك ويرشدك أو لا تتقمص دور منقذ الجميع.. لست مسئول عن مصير العالم.. أنك مسئول فقط عن مصيرك أنت.. ليس في العمر وقت لإصلاح الكون يكفيك إصلاح نفسك.. أنقذ نفسك." لقد استحضرت أُمنية منقذها من الداخل لتسعد بحياتها لأول مرة وربما أيضاً لتداعب منقذي ليقوم بدوره المنشود ليفتح لي باب الحياة.. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;