مكاسب بالجملة تنتطر المنتخب الوطنى الأول فى حالة الفوز بكأس الأمم الافريقية المقامة بالجابون وذلك بعد تحقيقه إنجاز التأهل لنهائى البطولة لمواجهة المنتخب الكاميروني، ولم يعد يتبقى له سوى 90 دقيقة لحصد اللقب الثامن ومواصلة الإنجازات. وبعيدا عن المكسب الحقيقى بالحصول على الكأس الثامنة فى تاريخ الفراعنة بمشيئة المولى عز وجل، فهناك أمور أخرى تنتظر المنتخب الوطني، ويتمثل أول المكاسب فى حصد مصر اللقب والعودة لصدارة العرش الإفريقى من جديد بعد سحب البساط من تحت أقدام الفراعنة فى ظل الغياب عن النسخ الثلاث الأخيرة، والابتعاد أكثر عن أقرب المنافسين وهما غاناوالكاميرون حيث يمتلك كل منهما فى رصيده أربعة ألقاب. بالإضافة إلى حصول الفراعنة على 4 ملايين دولار فى حالة الفوز باللقب، بعد أن رفع الاتحاد الافريقى لكرة القدم «كاف» جائزة بطل كأس الأمم الإفريقية الحالية من 1.5 مليون دولار إلى 4 ملايين دولار، أى ما يقرب من 80 مليون جنيه مصري، ويمنح فوز مصر باللقب اللاعبين دفعة معنوية هائلة لاستكمال مسيرتهم الجيدة فى تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، خاصة أن معظمهم من اللاعبين قليلى الخبرة ويشاركون فى المعترك الإفريقى لأول مرة، وتحتل مصر صدارة مجموعتها فى تصفيات المونديال برصيد 6 نقاط بعد مرور جولتين، وتسعى للتأهل لنهائيات المونديال بعد غياب منذ عام 1990. وقبل ساعات قليلة من مباراة النهائى الإفريقي، أكد الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب الوطني، أن منتخب الكاميرون يستحق الوصول للمباراة النهائية واصفا إياه بالشرس والمنظم وأن لاعبيه لديهم التزام تكتيكي. وقال: إنه استفاد كثيرا من التدريب فى إيطاليا، وأنه كان هناك فى عز مجد وتفوق الكرة الإيطالية وتعلم هناك الكثير مثل الالتزام والاحتراف، وعن محمد صلاح أكد أنه من أفضل اللاعبين فى الدورى الإيطالي، وأنه تأقلم بسرعة مع الأجواء فى إيطاليا ونجح فى تطوير مستواه. ونفى كوبر ما يتردد عن مسألة حظه السيئ فى النهائيات قائلاً: يجب قراءة التاريخ لتعرفوا كم مرة وصلت وكم بطولة حصلت عليها. وعندما يلتقى المنتخبان المصرى والكاميرونى فى المباراة النهائية ستكون البطولة على موعد مع مدرب جديد ينضم إلى السجل الذهبى للبطولة، وخاض المنتخب الوطنى فعاليات البطولة بقيادة المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر، فيما يتولى البلجيكى هوجو بروس تدريب أسود الكاميرون، ولم يسبق لأى مدرب أرجنتينى أو بلجيكى أن أحرز لقب البطولة مما يعنى أن اللقب هذه المرة سيكتسب جنسية جديدة على مستوى المدربين. وقبل بداية البطولة، نال عدد من المدربين ترشيحات قوية لقيادة فرقهم إلى النهائى بحكم خبرتهم السابقة بالبطولة وبالكرة الإفريقية بشكل عام وكان فى مقدمتهم الفرنسى ميشيل دوساييه فى منتخب كوت ديفوار وأفرام جرانت المدير الفنى للمنتخب الغانى إضافة للمدرب السنغالى أليو سيسيه. كما ضمت البطولة عددا من المدربين أصحاب الخبرة العريضة بالكرة الإفريقية وببطولات كأس الأمم الإفريقية مثل الفرنسى كلود لوروا المدير الفنى لمنتخب توجو والبولندى هنرى كاسبرزاك فى منتخب تونس والبلجيكى جورج ليكنز فى منتخب الجزائر. لكن المباراة النهائية للبطولة ستشهد مواجهة مثيرة خارج الخطوط بين مدربين يشاركان فى البطولة للمرة الأولي، بل إن كلا منهما يخوض تجربته التدريبية الأولى مع المنتخبات الأفريقية ولم يسبق لكوبر التدريب فى إفريقيا، بينما كانت لبروس تجربة قصيرة مع ناديى شبيبة القبائل ونصر حسين داى الجزائريين. تولى كوبر تدريب أحفاد الفراعنة فى أبريل 2015 لكنه نجح فى أقل من عامين فى ترك بصمة جيدة مع الفريق حيث قاده إلى العودة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بعدما غاب الفريق عن النهائيات فى النسخ الثلاث الماضية. قاد كوبر «61 عاما» الفريق لبداية قوية فى التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 بخلاف قيادته الفريق إلى المباراة النهائية فى البطولة الحالية، علما بأنه المدرب الوحيد من قارة أمريكا الجنوبية فى البطولة الحالية. فى المقابل، تولى بروس تدريب المنتخب الكاميرونى بداية من فبراير 2016 خلفا للمدرب الألمانى فولكر فينكه وقاد الفريق للبطولة الحالية كما قاده للمباراة النهائية. ولذلك سيسجل تاريخ البطولة اسم مدرب جديد وجنسية جديدة فى السجل الذهبى لكأس الأمم الإفريقية، لانه وعلى مدى 30 نسخة سابقة من بطولات كأس الأمم الأفريقية، كان التفوق النسبى للمدربين الأجانب حيث كان اللقب فى 16 نسخة من نصيب المدربين الأجانب مقابل 14 لقبا للمدربين الأفارقة. ويتربع المصرى حسن شحاتة والغانى تشارلز جيامفى على رأس قائمة المدربين الأفارقة الفائزين باللقب حيث قاد كل منهما منتخب بلاده للفوز بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة وإن تفوق شحاتة على جيامفى فى أنه فاز باللقب فى ثلاث نسخ متتالية أعوام 2006 و2008 و2010. أما صاحب السطوة فى قائمة المدربين الأجانب فهو الفرنسى هيرفى رينار الذى توج باللقب مرتين مع منتخبين مختلفين ليكون أول مدرب يحقق هذا الإنجاز. وقاد رينار المنتخب الزامبى للفوز باللقب فى 2012 بغينيا الاستوائية والجابون ثم المنتخب الإيفوارى للفوز بلقب النسخة الماضية عام 2015 فى غينيا الاستوائية. وعلى غرار مباراة كأس انتركونتيننتال، التى ألغيت منذ سنوات والتى كانت تقام بين بطلى الأندية لقارتى أوروبا وأمريكا الجنوبية، ستشهد المباراة مواجهة بين بروس وكوبر ممثلى المدرستين الأوروبية والأمريكية الجنوبية فى التدريب. وكان البرازيلى أوتو جلوريا هو الوحيد من قارة أمريكا الجنوبية الذى سبق له التتويج باللقب حيث قاد المنتخب النيجيرى للفوز باللقب فى نسخة 1980 التى استضافتها نيجيريا. دروس فى ركلات الترجيح حرص الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب الوطنى على تخصيص ربع ساعة فى مران الفراعنة الأخير، من أجل التدريب على ركلات الترجيح، تحسبا للوصول لهذه المرحلة فى مباراة النهائى كما حدث فى مواجهة بوركينا فاسو فى مباراة الدور نصف النهائى والتى حسمها الفراعنة بركلات الترجيح بنتيجة 4/3 بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بالتعادل بهدف لمثله. ورغم مغادرة أحمد حسن «كوكا» مهاجم الفراعنة المران الأخير مصابا بعد شعوره بآلام فى الحوض، فإن مشاركة محمد الننى ومحمد عبد الشافى الظهير الأيسر فى مران الفراعنة بعد التعافى من الإصابة أثلجت صدر الجهاز الفنى قبل ساعات من مواجهة أسود الكاميرون.