تغادر بعثة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم القاهرة اليوم علي متن طائرة خاصة في طريقها إلي بانجي عاصمة إفريقيا الوسطي, لمواجهة منتخبها غدا في إياب المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي تقام في العام المقبل بجنوب إفريقيا. وتأتي رحلة المنتخب لبانجي في ظروف غاية في الصعوبة, حيث يقف الفريق علي شفا الخروج من التصفيات وبالتالي الفشل للمرة الثانية علي التوالي في التأهل للعرس الإفريقي الكبير علي الرغم من أن منتخب مصر هو حامل الرقم القياسي في عدد مرات المشاركة, وحامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة, وهو حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز المتتالي بالكأس. يأتي ذلك بسبب نتيجة مباراة الذهاب التي أقيمت ببرج العرب والتي انتهت بفوز إفريقيا الوسطي3-2, وهي نتيجة غاية في الصعوبة لأن الفريق الإفريقي أثبت أنه فريق ليس سهلا بامتلاكه لاعبين غاية في السرعة ويتمتعون بلياقة بدنية مذهلة, إضافة إلي أن نتيجة لقاء الذهاب تحتم علي منتخب مصر الفوز غدا بفارق هدفين للتأهل علي الرغم من أن منتخب إفريقيا الوسطي لم يخسر علي أرضه منذ ثلاث سنوات, فهل يتمكن أبناء بوب برادلي من كسر هذه القاعدة في لقاء الفرصة الأخيرة للحاق بركب المتأهلين للمرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات؟. الإجابة ببساطة نعم يمكنه ذلك, لأن المنتخب تعرض في السنوات الماضية لمواقف أكثر صعوبة وتمكن من تجاوزها في نهاية المطاف, والمنتخب عمليا أفضل من منافسه من جميع الوجوه الفردية والجماعية, بل يمكن التأكيد علي أنه لو أعيدت مباراة الذهاب مائة مرة فلن يفوز بها منتخب إفريقيا الوسطي ولو مرة واحدة, بسبب الفارق المهاري والخططي بين الفريقين, كما أن كرة القدم ليست لياقة وسرعة فقط, لكن لتجاوز عقبة إفريقيا الوسطي والتأهل للمرحلة الثالثة الأخيرة من التصفيات, يحتاج المنتخب إلي لاعبين من عينة أدهم صبري رجل المستحيل بحيث يكونون قادرين علي تحدي المستحيل والتغلب عليه. غير أن المنتخب تعرض منذ مباراة الذهاب التي أقيمت منتصف الشهر الحالي لبعض الكبوات, أبرزها استبعاد محمد زيدان بعد تهربه من المنتخب بحجج واهية إلا أن الجهاز الفني استعاض عن غياب زيدان باستدعاء عماد متعب لتدعيم الهجوم من ناحية, ومن ناحية أخري للرد علي المشككين في أسلوب برادلي, الذي أصر طوال المباريات الرسمية الثلاث التي لعبها الفريق حتي الآن علي اللعب بدون رأس حربة صريح. وعلي الرغم من قناعة المدير الفني بأن اللعب بدون رأس حربة صريح هو الأسلوب العصري الأمثل بدليل أن منتخب مصر سجل سبعة أهداف في المباريات الثلاث, إلا أنه من المؤكد أنه سيضطر لتغيير أسلوبه ولو مؤقتا في بانجي لحاجته الماسة لمهاجم ذي خبرة يستطيع إنهاء الهجمات وتحويل الكرات العرضية إلي شباك المنافس. لكن من ناحية أخري, فإن المنتخب يسافر إلي بانجي بحقيقة أخري وهي أن دفاع المنتخب سمح لمهاجمي المنافسين بزيارة شباك عصام الحضري خمس مرات, وهي نسبة كبيرة تعكس الخلل الكبير والواضح في الخط الخلفي, وهو خلل قد يكلف الفريق خسارة بطاقة التأهل حتي ولو سجل المهاجمون الهدفين المطلوبين. لكن علي أية حال, فإن الجهاز الفني رفع طوال الأيام الماضية شعار( الإنسان يتعلم من انكساراته أكثر مما يتعلم من انتصاراته), وقضي بوب برادلي ومعاونوه الأسبوعين الماضيين في دراسة أسباب الخسارة من إفريقيا الوسطي, والتي كان من بينها اعتماده علي بعض الوجوه الشابة الواعدة التي لم يشتد عودها بعد, وتحتاج لوقت حتي يمكنها مواجهة المواقف الإفريقية الصعبة, وهو ما يعني حتمية إدخال تغييرات علي تشكيلة المنتخب غدا لإنقاذ بطاقة التأهل من الضياع.