بيكار.. لم يكن فنانا فقط يملك مهارة اليد ويجيد التعبير بالفرشاة, بل كان إضافة للحركة الفنية التشكيلية ومدرسة تتلمذ فيها الكثير من الفنانين. جمع بإحساس المرهف بين موهبتين: الموسيقى والرسم فتجلت رسوماته لتعزف أبدع الألحان بنغمات صامتة. كما كانت له بصمة واضحة جعلته أول الرواد المصريين فى مجال الرسوم الصحفية, فقد ارتقى بالرسم الصحفى لينافس اللوحة الفنية, بالاضافة الى رسوم الأطفال التى أبدع فيها. وتقديرا لمكانة بيكار فقد خصص جاليرى سلامة, عرض مجموعة مميزة من اعمال الفنان من خلال معرض تحت عنوان «فى حب بيكار». ضم المعرض نحو 40 عملا فنيا متنوعا, ومنها «اغلى من الدر» و«قصر فى الجنة» و«يوم العبور» و«البحث عن صديق. أما اللوحات فمنها لوحة «النوبة تغرق» و«العازف» و«الأمومة». اما فن البورتريه فقد رسم العديد من الوجوه المشهورة وغير المشهورة , التى تجلت فيها أنامله, حتى تميز بإعطاء لمسة جمالية للبورتريه مهما كانت ملامح الشخص. ومن أهم المهام التى كلف بها اشترك فى تأسيس متحف الشمع بالقاهرة. كما صدرت له بين عام 1964- 1972 سبعة كتب مصورة للأطفال، بالاضافة لرسم لوحات تصور كيفية بناء معبد أبو سمبل التى استخدمت فى فيلم «العجيبة الثامنة». قال مصطفى أمين عن بيكار: «عرفت بيكار من خطوطه.. قبل أن أعرفه من ملامحه هذه الخطوط الانيقة والظلال الرائعة التى جعلت منه فارساً من القرون الماضية، لا يحمل سيفاً وإنما يحمل ريشة.. يغزو بها كل يوم آفاقاً جديدة وعوالم جديدة. هذا الرسام ليس فناناً فى فن واحد.. إنه أستاذ متفوق فى عدة فنون، أستاذ فى الرسم، والأدب والموسيقى، أعطاه الله قلباً كبيراً يحب به كل الناس، ولا يكره أحداً، وأعطاه نفساً عالية لا تنزل الى الحقد والغيرة والضغينة، وأعطاه الله إباء لا تذله المناصب ولا يخضعه المال ولا يضعفه النفوذ والسلطان».